ضيوف الأيام يثمنون عطاءاتهما والمسرحيون المحليون يصفونهما بالعملاقين

تكرم ايام الشارقة في دورتها الحالية كلاً من الفنان القدير والمسرحي المخضرم جابر نغموش والمخرج البارع احمد الانصاري، وفي اطار هذا التكريم شهد عبدالله العويس مدير دائرة الثقافة والاعلام بالشارقة مساء أمس بقاعة بيت الشعر اللقاء الحميم بين المكرمين وضيوف مهرجان الايام ونخبة من فناني الدولة تحدث خلالها المكرمون، عن مسيرتهما الفنية ومشوار البدايات والتأسيس وشيء من معاناة الهواية ومحاولات الاحتراف والتفرغ للمهنة، وقد ادار جلسة اللقاء المخرج القدير جمال مطر مشيراً الى أن جابر نغموش فنان قدير وحساس ويمتلك تفرده الذي يميز أعماله الفنية وهو فنان قريب من القلب تفاعل معه الجميع، وعن الفنان والمخرج احمد الانصاري اكد مطر على انه يعد واحداً من المخرجين المتميزين الذين اثروا الساحة المسرحية بالعديد من الاعمال المسرحية على صعيد الاخراج والتمثيل. كثيرون ايضا تحدثوا في أمسية التكريم من ضيوف الايام من بينهم الدكتور نادر القنة والفنان المسرحي غنام غنام، والدكتور حبيب غلوم والفنان علاء النعيمي وعبدالله صالح. وكان جابر نغموش قد تحدث عن مسيرته الفنية وبداياته الاولى في تأسيس المسرح في رأس الخيمة مشيراً الى ان رحلة طويلة اخذته في المسرح الى جملة من الاعمال الكبيرة والمميزة امتدت على مدى ثلاثين سنة، لكنه لم يبرز على الساحة ولم يتعرف عليه الجمهور الا من خلال اعماله التلفزيونية الاخيرة والتي صنعت له قاعدة جماهيرية عريضة وهذا اوصله الى نتيجة مؤلمة مفادها ان سنوات اجتهاده في المسرح وكل مسيرة اعماله المسرحية لم تخدمه بقدر ما خدمه التلفزيون وانه يشعر ان تلك السنوات وكل تلك الاعمال ضاعت وتاهت عن جادة الجمهور. اما الفنان الممثل والمخرج المسرحي أحمد الانصاري فتحدث عن بداياته مؤكداً على نخبة المخرجين العرب الذين تأسس على ايديهم هم من صاغوا وشكلوا له قاعدة الانطلاق وانه فخور جداً بأنه يعد من مصاف المخرجين المبدعين الشباب الان مع نخبة المخرجين الاكادميين رغم انه لم يدرس الاخراج.. واشار الانصاري الى انه حاول من خلال اعماله المسرحية أن يختص بخصوصية تميزه في الاعمال المسرحية وعمل جاهداً على ابراز الاجواء الشعبية في المسرح وانه يستمتع كثيراً في استنباط دلالاته المسرحية من ذلك الارث الشعبي.. مشيراً الى تجاربه المسرحية مع المؤلف سالم الحتاوي. الجلسة ايضا لم تخلُ من مطالبات الحضور بضرورة الوقوف الى جانب هذين الفنانين المتألقين في اعمالهما ليس بالتكريم وحده فقط، بل بتأمين حياة معيشية تلائم تفرغهما للعمل الفني. دائرة الثقافة والاعلام بالشارقة وفي كتيب التكريم كتبت عن الفنان جابر نغموش هذه الكلمات: منذ العام 1967 عام النكسة العربية التي قوضتها هزيمة مؤلمة والفنان جابر يبحث عن دوره في الحياة، في المسرح، في الفن، يكدح كدحاً من رأس الخيمة وحتى دبي وأبوظبي والشارقة، يكدح من نادي عُمان برأس الخيمة حتى المسرح القومي للشباب ثم المسرح العربي بالشارقة ومنها الى المغرب أو تونس أو القاهرة بحثا عن متلقٍ يمده بعافية عيون الرضا عقب عروض مسرحية نوعية لا تعرف الهشاشة ولا دغدغة الغرائز ولا الهبوط بالذوق. تراه في المحاكمة، مأساة ابي الفضل، للأرض سؤال، البشتختة، كوت بومفتاح، راعي البوم عبرني، قبر الولي، شمبريش، القنديل الصغير، فراش الوزير، عنتر وعبلة، الفارس وحاير طاير والعديد من الاعمال المميزة. جابر سلطان نغموش من مواليد رأس الخيمة في العام 1950 ليسانس بريد المعهد العالي للبريد بدمشق، تعاون مع زملائه في تأسيس ثلاث فرق مسرحية، شارك في العديد من المهرجانات المحلية والعربية وحاصل على مجموعة كبيرة من الجوائز. وتكتب الدائرة في كتيب التكريم عن الفنان احمد الانصاري: يمتلك احمد الانصاري قلق الفنان الجاد المتواضع الذي يحقق عبر التجربة والموهبة والتجويد المستمر لادواته، انه تواضع فنان الامارات بدأ من (لاشيء) ليصل الى غالبية كل شيء. مسيرة الانصاري ليست مسيرة مريحة هينة لينة فيها الورود بل هي مسيرة شاقة مؤرقة فيها اشواك واحباطات، صعود وهبوط، نور وظلمة حتى وصل الى مرحلة النضج، ذلك النضج الذي يجعل الممثل يفرق بين الموهبة المجردة والخبرة والتجربة الادائية، بين الصراخ والهمس، بين الحضور المسرحي والتواجد على الخشبة، لقد افلحت سنوات تجربة الانصاري ان تصقله وتصلب من عوده وتشد من ازره اداء وخبرة ومعارف مسرحية متنامية ومتطورة. اما الاشادة بقدراته التمثيلية فهي تبدأ منذ مسرحية «ناس وناس» في العام 1981 وتنضج مع «مقهى بوحمده» تجربة التعامل مع المسرحي العراقي جواد الاسدي وصولا الى زكريا حبيبي وباب البراحة. احمد الانصاري شهادة لمسرح الامارات بأنه بالامكان ابدع مما كان، بل بامكان المسرحي ان يجني ثمار جهده فنياً. احمد محمد أحمد الانصاري من مواليد دبي في العام 1960 بدأ من المسرح المدرسي حيث كان طالبا في المعهد الديني بدبي وقدم مجموعة من الاعمال في السبعينيات في بعض المناسبات الدينية. كما شارك في تقديم تمثيلية في برنامج (مع الطلبة) والذي كان يبث من خلال تلفزيون الكويت من دبي في ذاك الوقت. التحق بفرقة مسرح جمعية دبي للفنون الشعبية والمسرح والذي حمل بعد ذلك اسم مسرح دبي الشعبي في العام 1975، شارك في الفرقة في مسرحية ولد فقر طايح في نعمة ملقنا للممثلين. شارك كممثل للمرة الاولى في عمل مسرحي في العام 1976 بمسرحية «المصنوع مايتسى» اول عمل له في الاخراج حمل اسم «مطلوب خدامة حالاً» في العام 1981، ثم توالت اعماله المسرحية والتلفزيونية والاذاعية.. ومشاركاته في العديد من المهرجانات العربية خارج الدولة.. نال الانصاري عدداً كبيراً من جوائز الاخراج والتمثيل ويعد واحداً من الذين تتميز اعمالهم المسرحية بطقس شعبي خاص. من ضمن اللمسات الجميلة في جلسة التكريم امس قام الفنان محمد جمال نائب مدير فرقة المسرح الحديث بالشارقة بتسليم درعي المسرح الى الفنان جابر نغموش والفنان أحمد الانصاري اعترافاً بدورهما في عطاءاتهما وتعاونهما المستمر مع جميع الفرق المسرحية

الأكثر مشاركة