جمعة الفيروز.. رحل ولم يكمل (الدائرة)

غيّب الموت امس الشاعر والقاص وعضو اتحاد كتاب وأدباء الامارات جمعة الفيروز عن 46 عاماً امضى جلّها في صومعة الفكر والأدب والفلسفة كاتباً وباحثاً وناقداً, انتج خلالها العديد من الاعمال الشعرية والقصصية والبحثية لا سيما منها: (الذاهل عبر الفكرة) (شعر) و(ترنيمة الآه عند الاربعين), و(هموم سالم البحار) (مجموعتان قصصيتان) تصدران قريباً عن اتحاد كتاب وادباء الامارات, هذا فضلاً عن ثماني مخطوطات غير منشورة بينها واحدة وهي الأهم يبحث فيها الأبعاد النفسية في نصوص شعراء وكتاب اماراتيين, ورواية بعنوان (الدائرة) لم يتسنّ له اكمال فصولها, أو ربما تكون قد اكتملت برحيله. جمعة الفيروز هذا المبدع الذي أنهكه المرض وأبعده لسنوات عن الساحة الادبية تمكن منه اخيراً, لكنه رغم ذلك ظل يكتب ولم ينشر ما أبدعه, بل تولت شقيقته طباعة ما يكتب وحفظه. رحل جمعة الفيروز امس في مستشفى سيف بن غباش في رأس الخيمة مسدلاً بوفاته الستار عن كاتب يمتلك حساً رائعاً مرهفاً ومبدع من قماشة نادرة يغلب فيها الانساني على كل ما عداه. في سنواته الاخيرة.. عاد الى الساحة بفعالية مسهماً في تأسيس فرع لاتحاد كتاب وادباء الامارات في رأس الخيمة وعضواً في هيئته الادارية وناشطاً في فعالياته المتنوعة. ولعل من مفارقات هذا المبدع الراحل انه كان يكتب وهو جالس القرفصاء في غرفة مصبوغة بلون أسود وعلى ضوء شمعة وحين كان يسأل عن سبب ذلك يبادر الى القول: أريد من هذه الشمعة أن تنير داخلي المظلم. جمعة الفيروز رحل مثل كثيرين لم تنصفهم الساحة الثقافية وعاش حياته بالكفاف وترك خلفه عائلة من ثلاثة أولاد لكنه حتماً سيبقى اسماً مميزاً في الساحة الثقافية الاماراتية, جمع إلى الإبداع في شتى مجالاته البساطة والطيبة وأجمل المعاني الانسانية. كتب اسماعيل حيدر: