يعد قطاع الأزياء من أكثر القطاعات حماساً في احتضانه للجيل الثالث من شبكة الويب، ويبدو خبراء صناعة الموضة واثقين من أن الرموز غير القابلة للاستبدال تمثل تياراً ذا قيمة مضافة لأعمالهم، ويراهنون بشكل كبير على المنتجات الافتراضية الناشئة.
خلال العام الماضي، أطلقت عدد من علامات الأزياء الراقية، بدءاً من «بالمان» إلى «بربري» و«لوي فيتون» و«دولشي أند غابانا» و«هوغو بوس» و«غوتشي» مبادرات رقمية، كما انضم لاعبون جدد في مجال تصميم الأزياء إلى فعاليات الموضة في باريس ونيويورك هذا العام، حيث عرضوا تصاميم مادية مع التعبيرات الرقمية لإبداعاتهم.
يفيد الموقع الإخباري المتخصص في العملات المشفرة «كويندسك»، أن شركة ألعاب البلوك تشين «تشاين غارديانز» احتلت مساحة بجانب المصممين التقليديين في عروض «نولتشا» التي تقام خلال أسبوع الموضة في نيويورك، لتستعرض ملابس مادية ورقمية تزاحم التصميمات الكلاسيكية، حيث ضمت مجموعتها بدلة ملونة على غرار الأنيمي تتضمن شريحة بتقنية اتصال لاسلكية، ترتبط عند مسحها ضوئياً برمز غير قابل للاستبدال يمكن ارتداؤه في ميتافيرس «تشاين غارديانز»، والتفاعل داخل واجهة متجر افتراضي للعلامة التجارية باستخدام سماعة رأس الواقع الافتراضي.
استخدامات
تفيد مؤسسة دار الأزياء الرقمية «رد داو»، ميغان كاسبار، أن الأزياء الرقمية تحتوي في الوقت الحالي على خمس حالات استخدام رئيسية، وتتوقع التبني الجماعي لهذه التقنيات في غضون خمس سنوات.
أولاً، ملابس رقمية فقط تباع على أنها رموز غير قابلة للاستبدال يفترض ارتداؤها في عالم ميتافيرس. وقد تَبنّى هذا الشكل من الأزياء الرقمية «تومي هيلفيغر» و«دولشي اند غابانا» و«فوريفر 21» وعشرات المصممين الذين أصدروا مجموعات كاملة على منصة ميتافيرس «ديسنترالاند» خلال أسبوع الموضة الأول لـ «ميتافيرس».
وثانياً، ملابس عبارة عن مرشحات صور الواقع المعزز. وغالباً ما تستخدم هذه المرشحات لإنشاء تراكيب على منصات «انستغرام» و«سناب تشات» و«تيك توك»، ويمكن دمجها بسهولة في مقاطع فيديو أو صور. والمثال الثالث هي الخياطة الرقمية، مما يعني أنه بعد التقاط صورة واقعية، يمكن تثبيت الملابس الرقمية على صورة المستخدم، وقد استخدمت «كاسبار» هذه الطريقة على أول غلاف رقمي في مجلة «هوت ليفينغ» بعرض لملابس «فندي».
وأخيراً، يمكن للناس رؤية الموضة الرقمية كأصول قابلة للاستثمار.
الاستدامة
كذلك، كانت تنتشر في الآونة الأخيرة العلامات التجارية الرقمية التي تبحث عن حلول لمشكلات مرتبطة بصناعة الأزياء باستخدام تقنية «بلوك تشين».
وكما هو معروف، تؤدي اتجاهات استهلاك الموضة الحالية إلى كميات ضخمة من نفايات المنسوجات، كما يولد إنتاج المنسوجات أكثر من 1.2 مليار طن من غازات الاحتباس الحراري سنوياً، حسب تقديرات منشورة في عام 2019.
وفي حين لا تزال هناك مخاوف بشأن التقنيات الناشئة وعمليات التعدين وتأثيرها البيئي، وجد بعض المصممين الصاعدين طرقاً لاستخدام الرموز غير القابلة للاستبدال لمعالجة قضايا الإفراط في الإنتاج الضخم للملابس واستهلاكها. ويقال إن انتقال شبكات اثيريوم من الإجماع على آليات إثبات العمل إلى الإجماع على إثبات الحصة، قد يخفض استخدام الطاقة في الشبكة بأكثر من 99% ويجعل معظم معاملات الرموز أكثر كفاءة.
وحالياً ينظر عدد كبير من دور الأزياء الناشئة إمكانية توسيع نطاق العمليات وإصدار منتجات بدفعات صغيرة لتجنب الإنتاج الضخم. على سبيل المثال، تقول الشريك المؤسس، اوريليا آمور، لشركة أحذية تعمد لإطلاق زوجين من الأحذية الرياضية الجاهزة للميتافيرس كرموز لكل زوج مادي تنتجه: «إنها تظل وفية للاستدامة من خلال استخدام الإصدار المحدود والطباعة ثلاثية الأبعاد في التصنيع وتعدين الرموز على «بلوك تشين» بإثبات الحصة مثل اثيريوم للحد من انبعاثات الكربون المرتبط بالتعدين».
التعبير
وإلى جانب الاستدامة، تزود الأجهزة الرقمية القابلة للارتداء المستخدمين بأدوات للتعبير عن ذواتهم وغالباً ما تستخدم لتزيين صورة رمزية (أفاتار) أو مظهر آخر من مظاهر الهوية الرقمية. ترى دار الأزياء الفاخرة، طوكيو وايت، أن التصميم الرقمي يتيح المزيد من الحرية والإبداع، إذ يمكن للمرء أن يصنع ما يريد في مساحة الميتافيرس ذلك أنها «مجرد امتداد لما تستطيع عقولنا القيام به في مجال الموضة».
كذلك، تجعل الموضة الرقمية الصناعة أيضاً أسهل وصولاً للمنتجين والمستهلكين على حد سواء. فتسهل الرموز غير قابلة للاستبدال على المصمم عرض مجموعته للجمهور.
كما أن الأجهزة الرقمية القابلة للارتداء التي تم إنشاؤها على «بلوك تشين» تمد المشترين بمزايا لا توفرها السلع المادية. من اللحظة التي يتم فيها تعدين الرموز غير القابلة لاستبدال، يمكن تتبع عمرها بالعلن. بالنسبة إلى صناعة الأزياء يحل هذا العديد من العقبات والمعضلات.
ويرى الرئيس التنفيذي لشركة مجموعة «يوني-كي» زينو هارو لموقع «كويندسك» في تلك الشفافية إفادة للمستهلك النهائي. وهي مفيدة أيضاً في إعادة البيع في السوق الثانوية لا سيما بالنسبة إلى السلع الفاخرة.
وتمتلك شركة التجزئة «ذا ريل ريل» إرشادات صارمة لتحديد العناصر المقلدة قبل عرضها على الجمهور، وهي عملية تتم آلياً بواسطة تقنية البلوتشين. ويدعم سوق الأزياء «ذا سبوت رووم» العلامات التجارية بتعدين سلعها على السلسلة.
ومن خلال زرع رقائق في العناصر المادية التي يمكن استردادها كرموز غير قابلة للاستبدال فإن جميع البيانات المرتبطة بالأصول تكون موجودة على السلسلة مما يجعل التحقق سهلاً. وقد أفادت مؤسِسة السوق، فيفيان زانغ: «يمكننا إلغاء الوسيط. عند البيع يمكن للمشتري مسح الشريحة والتحقق من الرمز واكتمال المعاملة».
التبني الجماعي
إن حدود ما تمثله الموضة والمساحة الرقمية للمصممين أو مبدعي المساحات الرقمية شاسع وفي نمو مستمر. وتؤكد «كاسبار» لموقع «كويندسك» أن غالبية المستثمرين لم يروا بعد قوة الملكية والهوية والبيانات داخل هذا الاقتصاد الجديد «المربح» الذي سيخرج من الموضة الرقمية.