الشيف حنان واداهو: الأطباق والموائد ثرية بقيم الحضارات وثقافاتها وتقاليدها

ت + ت - الحجم الطبيعي

تستحضر الشيف المغربية حنان واداهو، المتخصصة في مجال الطهي المغربي، ثقافة المأكولات التي تشكل انعكاساً لعراقة وتقاليد الطهي، عبر وصفات باتت مرادفاً لتاريخ الطهي من قلب المغربي العربي، وسعت إلى ترك لمساتها المعاصرة لتتناسب مع طرق وأساليب الطهي الحديث الذي يتميز بالبساطة والخيارات الأكثر صحية، مع التركيز على أصالة النكهة وجودة المكونات التي قد تكتب سطراً جديداً في رؤيتها للطهي بمذاقات عربية لا تنسى.

تؤكد الشيف حنان أن الرؤى المختلفة لتحضير الأطباق ذات البعد التاريخي والحضاري المعروف عالمياً، يجب ألا تفقدها إشراقتها ومذاقاتها التي شكلت نقطة تحول عبر العصور، عبر إسقاط أو إضافة مكونات محورية، وتقول: في اعتقادي الشخصي، لا يمكن أبداً أن نتخلى عن المطبخ العربي التقليدي، لأنه أساس كل شيء. التقاليد هي نقطة الذهاب لأي لمسة عصرية، ويجب ألا نضيع جذورها وعبق نفحاتها التي تذكرنا بطهي الجدات في كثير من المناسبات ومنها شهر رمضان.

أجواء رمضانية

وترى الشيف حنان أن الشعوب العربية والإسلامية المقيمة في دولة الإمارات تحتفظ بأطباقها الرمضانية الشهيرة والتي ما زالت تنافس العصرية، وذلك أنهم يتشبثون بالتقاليد والعادات المتوارثة جيلاً بعد جيل، حيث تتجسد في كل الممارسات اليومية خلال الشهر الفضيل، سواء في المجالس والأماكن العامة أو الخاصة أو المنازل، وما يتم فيها من سلوك، مثل حسن استقبال الضيف والزائر وطريقة المأكل أو الملبس، وتسير هذه الأشكال جنباً إلى جنب مع وسائل الراحة والتكنولوجيا العصرية التي يعيش في كنفها الإماراتيون والمقيمون محتفلين بروحانيات الشهر الفضيل في أجواء من التأخي والتلاحم.

تمازج الأصالة

تواصل حنان التي تشغل منصب كبيرة الطهاة في مطعم «أربوريتم» بفندق القصر جميرا، قائلة: لا يعنيني أن أكون مختلفة بقدر ما أهتم بالنجاح في تقديم أي صنف أحضّره حتى لو لم تكن فكرته جديدة. والأهمية تكمن في الطعم وطريقة التقديم وليس في اسم المنتج أو الصنف. ويرجع ذلك إلى أن تحضير المأكولات والحلويات بأنواعها يرتكز على سرعة الأداء والدقة في المكونات، ولا مجال هنا للخطأ أو التردد.

نكهات الثقافات

وحول أهمية المطبخ المغربي، تقول الشيف حنان: بكل تأكيد هو من أقدم المطابخ العالمية، وأكثرها تنوعاً، نظراً لموطنه المنفتح على الثقافات منذ قرون، إذ يعد مزيجاً من المطبخ الأمازيغي والعربي، والبحر الأبيض المتوسط وأفريقيا، مقدماً للعالم تفرداً استثنائياً في نكهاته، إذ ينفرد بمزج السكر والملح في بعض الوجبات، إضافة إلى استعمال الفواكه الموسمية، والجافة كالبرقوق، المشمش أو التين، والزبيب في تحضير أو تزيين بعض الأطباق. ويتميز المطبخ المغربي باستعمال بعض المكسرات، كاللوز والجوز، واستعمال أنواع مختلفة من البهارات.

تقاليد الطهي

وفيما يتعلق بشهرة برامج الطهي التي قدمتها في العديد من القنوات الفضائية ومن أهمها برنامج «المغربية» وبرعت وتألقت من خلال إعداد وتقديمها تؤكد الشيف حنان أن تجربتها الأولى كانت أيضاً خلال شهر رمضان المبارك، وكان البرنامج في ذلك الوقت يذاع على الهواء مباشرة، وتضيف: العمل في التلفاز كان نقطة تواصل مهمة بيني وبين الجمهور العربي ومحبي الطهي في كل مكان، لذلك ركزت خلال فقرات البرنامج على إضافة الجانب الثقافي للطبق أو الوصفات التي أحضرها بهدف التعريف والبحث عن المذاقات التقليدية وطريقة تحضيرها دون إغفال بعض الوصفات العصرية.

Email