فايز قزق لـ« البيان»: المسرح مشروعي الأساسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يجمع الفنان السوري فايز قزق بين التمثيل والتأليف والإخراج، ومهارات وقدرات التدريس الأكاديمي المتخصص، ما يجعله من أبرز وجوه المسرح والدراما في سوريا.

وهو يؤكد في حواره مع «البيان»، أن المسرح كان ومازال مشروعه الأساس، ويعترف بكل تواضع ووضوح، أنه يعمل في الدراما للشهرة وللحصول على بعض المال، حس بما قال في حديثه والذي تطرق فيه إلى جملة موضوعات ومحاور أخرى متنوعة.

المسرح في سوريا «يتنفس» بصعوبة، حالياً، ويمكن القول إنه في غرفة الإنعاش على الرغم من بعض المحاولات هنا وهناك. ما المطلوب لإعادة الروح إليه؟

لم يكن المسرح هو الوحيد الذي تأثر بمرحلة الحرب، وإنما أيضاً الفنون برمتها، والآداب بمجملها، أصابها هذا التضعضع القاتل، ووصلت إلى مراحل بات فيها «نزيزا» مسرحياً، سينمائياً، أدبياً تشكيلياً، إلى آخره. وهذا غير مستغرب.

ولكن المهم أن نستدرك ذلك، سواء في المسرح، أو باقي الفنون، وأن نحاول لملمة ما يمكن أن يُلملم من عناصر القوة، مبتدئين أولاً بالإنسان، وتأهيل هذا الإنسان القادر على خلق حالة جديدة ما بعد الحرب، وهذا ما كنت أؤكد عليه أثناء مسيرتي في المعهد العالي للفنون المسرحية خلال فترة الحرب برمتها، لم أغادر هذا المعهد وقمت بتدريب وتأهيل عدد كبير من الطلاب الذين خرجتهم.

وقد أثبت عدد منهم سواء في التلفزيون، أو السينما، أو المسرح وجوده بقوة وبشكل مهم ؛ إذاً المسألة لها علاقة بتأهيل الإنسان أولاً وقبل كل شيء. في الوقت عينه كان هناك محاولات لكنها تبقى بحاجة إلى دعم حكومي ودعم الجمهور.

مدٌ وجزر

كيف تنظر إلى دور المهرجانات في دعم المسرح؟

بصفتك أستاذاً في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق كيف تقيم تجربة المعهد؟

خلال نحو 43 عاماً كنت طالباً في المعهد، ثم معيداً، ثم أستاذاً محترفاً بعد عودتي من الخارج. أجد أن المعهد له أهمية بالغة بالنسبة للفن المسرحي، حتى السينمائي والتلفزيوني، فقد خرّج عدداً كبيراً من الفنانين والفنانات، البعض منهم بات في سن الستين، كالمتحدث إليكم، وبعضهم يبدأ اليوم.

كما قدم عديد التجارب المهمة ليس على مستوى التدريب فحسب بل على مستوى مشاريع التخرج المهمة، أسهم أيضاً بتقديم أسماء كبيرة: أسعد فضة، فواز الساجر، جواد الأسدي، نائلة الأطرش، جهاد سعد، حسن عويتي، جمال سليمان، غسان مسعود، وعلى مستوى الديكور الراحل نعمان جود.

بين السينما والدراما

كيف تقيم واقع السينما في سوريا، وما أسباب حضورها الخجول إن لم نقل غيابها، في موازاة دراما كثيفة الإنتاج واسعة الانتشار؟

كانت لدينا تجربة مهمة، متمثلة في المؤسسة العامة للسينما، التي تأسست في نهاية الستينات وبداية السبعينات، قدمت أعمالاً نالت إعجاب الجمهور العربي وفازت بجوائز، من خلال أسماء:

نبيل المالح، عمر أميرالاي، أسامة محمد، محمد ملص، عبد اللطيف عبد الحميد وغيرهم، إلى جوار هؤلاء كان هناك نقاد استطاعوا أن يؤسسوا للمقالة النقدية السينمائية العلمية، منهم سعيد مراد وصلاح دهني، لكن بعد دخول التلفزيون أصاب السينما ما أصاب المسرح من هبوط وضعف؛ بمعنى هجرة الكوادر إلى التلفزيون لأسباب مختلفة.

وللأسف باتت السينما السورية خصوصاً خلال الحرب في وضع ليس بالجيد رغم بعض المحاولات لأيمن زيدان، وائل رمضان، الراحل حاتم علي. لكن ضمن منطق الحرب لم يكن مهيئ لهذه العروض أن تكون جماهيرية واسعة الانتشار.

شاركتَ في عشرات الأعمال التلفزيونية آخرها /‏‏‏الزند.. ذئب العاصي/‏‏‏، ما هو تقييمك لواقع الدراما في سوريا؟ وهل يمكن أن نقول إنها موسمية، بمعنى متخصصة بشهر رمضان؟

كنت أشارك في الأعمال الدرامية للشهرة وبعض المال، وهذا أمر واضح بالنسبة لي، فمشروعي كان في المسرح بصورة أساسية ومازال، ولكن عندما تكون هناك فرصة لتقديم شخصية مهمة في التلفزيون تصبح المسألة شيقة بالنسبة لي، كما هو الأمر في «عمر الخيام» و«الحجاج» و«شهرزاد» و«أبناء الرشيد»، ضبوا الشناتي«، وحتى»باب الحارة«، وفي الموسمين الماضيين في»كسر عضم «.

وفي هذا الموسم كان هناك بعض الشخصيات التي قدمتها في مسلسلات سورية وعربية، أهمها»الزند.. ذئب العاضي «بشخصية»إدريس « التي لاقت إعجاباً من الجمهور. بالمحصلة لا أستطيع أن أقيم الدراما العربية، كوني لست متخصصاً في مسألة النقد الدرامي، فالنقد له لغته وتراثه وأساتذته.

Email