أكدت أن دبي حاضرة عالمية زاخرة بإرثها الإبداعي وآفاقها الثقافية والفنية

أحلام بلوكي: رؤية محمد بن راشد.. جعلت دبي واحة مبدعي العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت أحلام بلوكي، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الإمارات للآداب، مديرة مهرجان طيران الإمارات للآداب، أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، جعلت من دبي واحة إبداع عالمية، ووجهة للكتاب والمفكرين والفنانين، ودرة لمحاور وأنشطة الاقتصاد الإبداعي عالمياً.

وأعربت أحلام بلوكي، في حوار مع «البيان»، عن فخرها بتولي مسؤولياتها الجديدة رئيسة تنفيذية لمؤسسة الإمارات للآداب، مؤكدة عزمها على تحقيق المزيد من النجاحات في عمل المؤسسة غاية تعزيز مكانة دبي، الحاضرة العالمية العريقة الزاخرة بإرثها الإبداعي والغنية بآفاقها الثقافية والفنية المستقبلية، والتي أطلقت برامج إبداعية رائدة لا مثيل لها في أكثر الدول تقدماً.

هدف

وتقول الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الإمارات للآداب لـ«البيان»: حينما عبرت أبواب مؤسسة الإمارات للآداب قبل أربعة أعوام، وبعد عملي في مشروع محدد، أيقنت حينها أنني وجدت هدفي الحقيقي ولا شك في أن فرصة تولي زمام القيادة في المؤسسة، من بعد الكاتبة وصاحبة اليد المعطاءة، إيزابيل أبو الهول، مسؤولية ضخمة لا أستهين بها، وبمقام حلم يتحقق؛ إذ بذلت جهداً كبيراً كي أبلغ هذا الهدف.

وعند النظر إلى الماضي، أجد أن كل ما حققته بصفتي مديرة مهرجان طيران الإمارات للآداب، وفي أدواري السابقة كافة في دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي وفي مجموعة «جميرا»، كان نقطة انطلاق في رحلتي نحو هذه المحطة. ومن المؤكد أن هذا الدور يتيح لي الفرصة لإحداث تأثير إيجابي في مجتمعنا، وخلق مساحات ثرية لمحبي الأدب وفرص متميزة للمواهب المحلية للازدهار على مستوى العالم.

 

تنوع واستمرار

توضح أحلام بلوكي، أن مهرجان طيران الإمارات للآداب، مستدام لا يتوقف. وتضيف: إن سجل نجاحاتنا حافل بإنجازات امتدت عشر سنوات، ونحن حريصون على التفكير في كيفية الحفاظ على هذا الإرث الغني وتطويره. ومن البديهي أنه لا توجد هناك وصفة سحرية يمكننا اتباعها لتنفيذ ذلك؛ إذ سنقوم بالطبع بالحفاظ على الأساليب الناجحة.

ولكن في الوقت ذاته، لن نخشى التجربة. والجدير بالذكر أن أحد أهم الأمور التي نسعى إلى تحقيقها وتتصدر جدول أعمالنا خلق المزيد من الفرص العالمية للكتّاب المحليين، وجعل إمارة دبي نقطة التقاء للحوارات الأدبية المتنوعة والتعاون بين المبدعين، لتمكين الاحتفاء بالأدب بمختلف أنواعه للأطفال والكبار، القراء منهم وغير القراء من مختلف أنحاء العالم، ونشر الأدب العربي في العالم.

وتتابع: تعد النقطة الفارقة في رحلتي، وجود إيزابيل أبو الهول بجانبي لإرشادي والإجابة عن أسئلتي كافة، وسأظل ممتنة للمساحة التي تقاسمناها، التي أدركت فيها إيزابيل شغفي ولم تضع لفضولي حدوداً وخلقت لي بيئة خصبة للإبداع.

وعلى سبيل المثال، في ديسمبر من عام 2020، وجدنا فجوة كبيرة في نسبة المحتوى العربي في الإنترنت، وهو ما أدى إلى إطلاقنا مشروع كاتب مكتوب، وهو مبادرة تهدف إلى إثراء المحتوى العربي والوصول إلى ما لا يقل عن 15,000 صفحة عن الكتّاب العرب باللغتين العربية والإنجليزية، وهو هدف حققناه في وقت قياسي. ونجح المشروع في تعزيز المحتوى العربي وزيادته بنسبة 500 %.

إن هذه الجهود إضافة إلى برامج التعليم والتوعية التي اعترف بها مجتمع ويكيميديا الدولي، أهّلت المشروع للحصول على منحة من مؤسسة ويكيميديا التي أثمرت تأسيس مجموعة مستخدمي «ويكيميديا الإمارات».

هكذا، وبهمةِ وعزيمةِ فريقٍ صغير، تمكنا من توسيع نطاق المشروع في وقت قصير، لنصبح أول دولة في منطقة الخليج العربي تستضيف مؤتمر «ويكي عربية» في عام 2022 وبأكبر عدد من الحضور، كما شكلنا تحالفاً استراتيجياً مع مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية بهدف سد الفجوة في المحتوى العربي ضمن مشروعات ويكيميديا.

إضافة إلى ذلك، شاركتُ في إطلاق برنامج «الفصل الأول: زمالة الإمارات للآداب وصِدِّيقي للكتّاب»، البرنامج العالمي المتفرد لتدريب الكتّاب المبدعين، والذي يوفر فرصة استثنائية للكتّاب الطموحين في دولة الإمارات العربية المتحدة. وأُعلن عن الفائزين في الدورة الأولى خلال الدورة الرابعة عشرة من مهرجان الإمارات للآداب في فبراير 2022، وبحلول ديسمبر، من بين الزملاء العشرة، وقع اثنان عقوداً للنشر بعد رحلة إبداعية إلى نيويورك.

وتستطرد: يمثل الناشرون إحدى ركائز مجتمع القراءة؛ ولتهيئة فرص متكافئة لصناعة النشر في الإمارات، أشرفتُ على إطلاق دار «ELF» للنشر في 2022، وهو مشروع متفرد يهدف إلى تسليط الضوء على القصص التي آن لها أن تُكتشف وأن تُقدم للقراء، كما يهدف إلى الحفاظ على تقليد سرد القصص وإتاحة الفرصة للكتّاب الطموحين في المنطقة.

ومن أحد المشروعات الأقرب إلى قلبي، برنامج التعليم الخاص بالمؤسسة الذي يهتم بالتفاعل والانخراط مع الأطفال، إذ إن الأجيال القادمة هي المسؤولة عن الحفاظ على الأدب في المستقبل، ولذا نواصل توعية الطلبة بدعم من الشركاء والمدارس.

 

قيمة

آفاق خصبة كثيرة تمتد أمام مهرجان طيران الإمارات للآداب، الذي ترى أحلام أنه بات يشغل مكانة عالمية وتقول: كان مهرجان طيران الإمارات للآداب في الواجهة من ناحية تغيير الفكر والنظرة في شأن طبيعة وتركيبة الأنشطة الثقافية والمهرجانات التي تجمع بين الكتاب والجلسات الحوارية، فليس مفهوم معارض الكتاب غريباً على المجتمع في منطقة الشرق الأوسط، ولكن الاختلاف يكمن في تخصيص حدث بأكمله لنقاشات وحوارات أدبية هادفة، وتوفير مساحة لا تُناقش فيها القصص فحسب، بل يتجسد فيها الإبداع أيضاً.

وقد بدأنا المهرجان في عام 2009 مع 60 كاتباً وكاتبة، واستضفنا حتى الآن أكثر من ألفي موهبة في دبي، وأصبح بذلك العديد من الكتّاب العالميين والأسماء البارزة في عالم الأدب سفراء للمهرجان والإمارة، كما مُنح الكتّاب المحليون الفرصة التي يستحقونها، إذ لوّحوا بعلم الإمارات العربية المتحدة في مهرجان الإمارات للآداب والعديد من الأنشطة الأدبية الدولية مثل معرض لندن للكتاب ومهرجان بيرغن الأدبي الدولي ومهرجان شلتنهام الأدبي ومهرجان أوبود السنوي للكتّاب والقراء.

وحققنا الكثير من النجاحات على مدى الخمسة عشر عاماً الماضية، ولكن لا يمكننا التقاعس بسبب ما حققناه حتى الآن. وتسببت جائحة فيروس «كورونا» في تعطيل الكثير من الأنشطة، ومع ارتفاع التضخم، يعد الكثيرون الأنشطة المدفوعة ضرباً من التبذير والبذخ الاجتماعي.

وعلاوة على ذلك، تواجه المهرجانات الأدبية تحديات خاصة، فبينما نحتفي بانتشار ثقافة القراءة، بين هذا الجيل خاصة، بفضل «تيك توك» والكتب الإلكترونية والصوتية، علينا أن نبذل المزيد من الجهد للفت انتباه الجماهير المهتمين بالقصص في الألعاب والقصص المصورة والوسائط المتعددة.

ويكمن الحل في الابتكار في الجبهات كافة المتمثلة في البرمجة، وإصدار التذاكر، والتسويق، والعمليات، ودعوة من لم يجدوا ما يناسب ذائقتهم في باقي الأنشطة الأدبية إلى الانضمام لهذا المجتمع، ففي مهرجان الإمارات للآداب، نؤمن بأن الثقافة حق من حقوق الإنسان، ونود دعوة أفراد المجتمع من الأعمار والاهتمامات كافة للمهرجان والترحيب بهم برحابة صدر لينضموا إلى مجتمع الأدب.

تميز

وتتحدث الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الإمارات للآداب، عن أهمية إمارة دبي ودولة الإمارات، الثقافية والإبداعية العالمية قائلة:

تزخر دولة الإمارات، وإمارة دبي تحديداً، بإرثٍ كبير من الثقافة والفنون. وفي السنوات الأخيرة، كانت هنالك العديد من المشروعات الجديدة التي استهلت لدعم الشعراء، والحكواتيين، والموسيقيين، والفنانين، وغيرهم من المبدعين.

وبداية من إطلاق الإقامة الذهبية للمبدعين وتطوير منطقة القوز الإبداعية وحتى افتتاح متحف المستقبل ومكتبة محمد بن راشد ومتحف الشندغة أخيراً، تتقدم دبي بثبات في تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتحويل الإمارة إلى عاصمة عالمية للابتكار ومركز جاذب للمواهب من جميع أنحاء العالم. وتواصل أحلام بلوكي: نفخر بمكون هذه المبادرات التي مثّلنا جزءاً منها، ولكننا ندرك تماماً توسّع مسؤولياتنا وأننا بحاجة إلى تركيز مساعينا الأدبية المستقبلية لتدعم اقتصاداً مستداماً.

وقد أطلقنا في الشهر الماضي مشروعين جديدين لدعم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وتمكين المرأة، أحدهما برنامج «الإمارات للآداب في الفضاء» الذي تقدمه المؤسسة بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء، والذي يسلّط الضوء على تجربة روّاد الفضاء والمهارات والمعرفة التي يتطلبها العمل في هذا المجال، والآخر «تواصل العقول» وهو نادي كتاب نقدمه بالتعاون مع «إكسبو سيتي دبي»، وبمقام منصة تتماشى مع أهداف الإمارات العربية المتحدة لعام 2023، عام الاستدامة، ووصولاً إلى COP 28 في نوفمبر، ويهدف إلى تشجيع الناس على تزويد أنفسهم بالمعلومات، والتفكر في الاستدامة، وتحدي عقولهم. أشعر بالحماس لهذا الدور الجديد وأتطلع إلى قيادة الفريق نحو الفصل المقبل من قصة المؤسسة بتفانٍ، مع التزام قوي بالأخلاقيات والنزاهة.

Email