إبراهيم إقبال: لا للمرض والتمييز نعم للعدالة

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال المصور العالمي إبراهيم إقبال، المتخصص في علم الأمراض الكيميائي والحاصل على أكثر من 300 جائزة محلية وعالمية، والذي يتخذ من بنغلاديش مقراً له، إنه يأمل أن تسهم أعماله التي يرصد بها حال المرضى الفقراء في بناء أنظمة رعاية صحية تتسم بالعدالة والمرونة والاستدامة، إذ يؤكد أن المرض والتمييز والفقر ألد أعدائنا، وأن مسألة التمييز في القطاع الصحي على المستوى العالمي تحتاج إلى قرارات جريئة من مسؤولي القطاعات الصحية، وأنه يسلط الضوء على أوجه القصور وقلة الكفاءة وانعدام العدالة في أنظمة الرعاية الصحية العالمية.

جاء ذلك في الحوار الذي أجرته معه «البيان»، وتحدث فيه عن معرضه الفردي «مستشفى عمار» الذي يشارك من خلاله في الدورة السادسة من المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر»، الذي نظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في مركز إكسبو الشارقة ويستمر حتى 15 فبراير المقبل، وتالياً الحوار:

 

في الوقت الذي نواجه فيه تحديات الجائحة، كيف تساعد صور «مستشفى عمار» على تسليط الضوء على الحاجة الملحة لتقديم خدمات صحية عادلة في جميع أنحاء العالم؟

توجد آثار سلبية لغياب العدالة الصحية، إذ يناضل العديد من الأفراد للحصول على أدنى أشكال الرعاية الصحية. ولهذا أردت تسليط الضوء على هذه المسألة وتوثيق معاناتهم وحزنهم في ظل أنظمة الرعاية الصحية في بنغلاديش من خلال الصور.

 

وقد كشفت أزمة «كورونا» عن أوجه التمييز وضعف أنظمة الرعاية الصحية، ولذا تتناول هذه القصة البصرية، «مستشفى عمار»، سؤالاً جوهرياً وقضية مهمة: المرض والتمييز والفقر ألد أعدائنا، فلماذا يتم تخصيص أغلب الموارد للحروب والصراعات؟

ما الأثر الذي ستتركه هذه الصور في عملية اتخاذ إجراءات تصحيحية لتوزيع الموارد الصحية، والتوظيف، والشؤون المالية، وخاصة في الدول النامية؟

التصوير الفوتوغرافي أداة قوية للتواصل في جميع أنحاء العالم، وآمل أن تسهم أعمالي، التي تظهر الممارسات الطبية الناجحة في البلدان الفقيرة، في تحفيز صناع القرار على تطوير سياسات مناسبة لتحسين نظام الرعاية الصحية، وتشجيع الناس على عدم التهرب من مشاهد الألم والرعب واليأس في المستشفيات، وتقديم الدعم للمستشفيات في مجتمعاتهم.

 

لماذا اخترت التصوير بالأبيض والأسود؟

لأن ظروف الناس الذين أصورهم قاتمة وحياتهم مظلمة، وهذا النوع من التصوير الوثائقي الاجتماعي يتخذ السيناريو صيغة أحادية، إذ أدركتُ بالنظر من خلال عدسة الكاميرا أن الألوان الكثيرة التي نصور بها المستشفى لا تغير حقيقة واقعها الذي يبقى إلى حد كبير عالماً أحادي اللون، وكما قال المصور الصحفي الكندي تيد غرانت: «حينما تصور أشخاصاً بالألوان فإنك تصور ملابسهم، ولكن حينما تصورهم بالأبيض والأسود فأنت تصور أرواحهم».

 

ما العوامل التي دفعتك لاتخاذ هذا المنحى في أعمالك؟

حينما كنتُ طالباً في كلية الطب، أمضيت عدة سنوات في كلية ومستشفى شيتاغونغ الطبي بمدينة شيتاغونغ في بنغلاديش، والذي يقدم الخدمات لثلاثة أضعاف طاقته الاستيعابية، وشاهدتُ استمرار الممارسة الطبية رغم كل الصعوبات التي يواجهها المستشفى من نقص الموظفين والموارد والتمويل في واحد من البلدان النامية. واكتشفتُ مجموعة من الحالات والقصص الصادمة، ومنها محنة عامل بناء السفن الذي أصيب بحروق شديدة وبقيت زوجته وأطفاله بجانبه، خلافاً لأنظمة المستشفى، لأنهم لا يمتلكون بيتاً أو مكاناً يعيشون فيه، ولم أستطع أن أساعدهم في ذلك الوقت، ولكن عجزهم منحوت في قلبي وذاكرتي إلى الآن.

 

ما الذي تتطلع إليه من خلال مشاركتك في المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر»؟

«إكسبوجر» منصة راقية تجمع أساطير فن التصوير الفوتوغرافي، ويُشرفني عرض أعمالي فيه، وأحلم ببناء مؤسسة لمساعدة المرضى المحرومين من عائدات كتابي المصور.

Email