الراوي

عائشة البيرق.. أنامل ذهبية تصنع دمى تراثية

ت + ت - الحجم الطبيعي

عائشة عبدالرحيم البيرق من مواليد مدينة كلباء، وهي تفخر بكونها نشأت في هذه المدينة الجميلة، وعاشت في منطقة على الساحل، ولأن الحي الذي عاشت فيه يقع مباشرة على ساحل البحر فقد كان يسمى حي البحر، وعندما كانت صغيرة تتذكر الأطفال يتنقلون بين الأحياء أو الفرجان، بكل مرح ومتعة ويزورون بيوت الحي، لأن الأهالي على معرفة وثيقة ببعضهم البعض، ولا تزال حتى اليوم تذكر كل تلك اللحظات الرائعة، التي عاشتها، والتي أصبحت قصصاً واقعية ترويها لأطفالها، وتؤكد عائشة البيرق أنها تستطيع رسم حارتهم بيتاً بيت حتى لون رمل البحر، لأن لا شيء من الماضي رحل من ذاكرتها، التي تختزن الماضي.

كان بيت جدها جاسم البيرق معروفاً لدى أهل كلباء، فهو يملك مشاريع تجارية، ومنزله مفتوح لرجال الحي من الجيران أو التجار، وكذلك كان حال النساء، ولذلك كان هذا الترابط والتواصل المجتمعي ثرياً بالأفكار التي انعكست على شخصية عائشة البيرق، التي عشقت الموروث بكل جوانبه، خاصة أن والدتها وجدتها سعتا لتنمية مهارات الطفلة عائشة، وعلمتها جدتها صنع الدمى التراثية من الأقمشة والقطن، حيث كانت حرفية ماهرة في صنع الملابس للأسرة.

أصبحت عائشة البيرق شغوفة بصناعة الدمى، وتعلمت طرق خياطة ملابس الدمى المطابقة للزي التراثي الإماراتي للمرأة والأطفال، وكذلك الرجال، وبما أنها حرفية ماهرة في تصنيع الملابس فقد كانت تفصل وتخيط تلك الدمى.

وكانت والدتها معروفة بأن لديها ملكة الحفظ، لذلك كانت تقول الحكم والأمثال وقصصاً حقيقية عن مواقف الأجداد وحياتهم، وتعلمت عائشة البيرق أيضاً الكثير من والدتها، التي كانت توصي دائماً بالمحافظة على الموروث.

أحبت تصنيع الدمى وربطها بالقصص والحارة وما يدور فيها، وأصبحت تشارك في الفعاليات التراثية والمعارض في الدولة، حيث تشارك بمجموعتها من الدمى التراثية، وتسرد للأجيال قصصاً ملهمة عن الماضي، وأهمية الألعاب في حياة الفتيات لتطوير مهاراتهن، وتعلم الفتيات من خلال العرائس كيف يصبحن ناجحات ومحبات للخير، وعائشة البيرق ماضية في مشروعها وحكاياتها الداعمة للتراث.

Email