يعد سالم بن جمعة الروم المهيري أحد عمالقة البحار ممن يتمتعون بذاكرة غنية ترتبط بحياة البحر، وهو لا يزال ذلك الصديق اللصيق بشاطئ جميرا، المكان الذي عرفه، وعشقه منذ طفولته، وهو الذي يصف جميرا بأنها (روحه الداخلية)، ومشبهاً البحر بأنه «أبونا» بمعنى والدنا، لذلك هو لا ينفك عن الذهاب إليه يومياً بعد صلاة الفجر- إلا في حال اعترضه أمر طارئ- فهو رجل عاش في زمن الغوص كطفل صغير، حيث كان والده يصحبه، ليعتاد حياة البحر، الذي أحد أهم مصادر الرزق بالنسبة له، قائلاً: إن «البحر أغناهم»، ولذلك لا يتذكر الروم أنهم عانوا من الحاجة أو العوز، لأن الرزق لطالماً كان متوفراً بوفرة.

يشعر الروم بالحنين لأولئك الرجال، الذين صارعوا البحر كالأسود، مساندين بعضهم بعضاً للتغلب على وحشة البحر وأهواله، وداعياً بالرحمة لكل من رحل إلى دار المقام.

عاش سالم الروم في جميرا محاطاً بمجموعة من الرجال وأعيان منطقة جميرا.

يتذكر الروم أنه عاصر زمن المغفور له الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم، طيب الله ثراه، وهو يذهب كل صباح ومساء إلى المنطقة، التي كانت تزورها أمواج البحر في جميرا، متمعناً في المنطقة، حيث كانوا يرمون بشباك الصيد، ويتوجه إلى حيث يجلس للعمل على صنع القرقور أو الدوباية.

يعتبر سالم الروم عصر جيله بأنه عصر ذهبي، لجيل كافح بكل حب وصبر، وكان أجمل ما يحدث هو التلاقي يومياً، حيث يتجمع رجال البحر، كما أنه يقصد شاطئ جميرا يومياً، وفي ذات المكان، مستذكراً طفولته حيث كانت الخيام تصنع من جريد النخل والخوص، ومن الداخل تبطن بما يسمى مد أو مداد، لإضفاء الخصوصية وتوفير الحماية من العوامل المناخية.

يحفظ سالم بن جمعة الروم الكثير من الأبيات الشعرية، ومنها شعر ابن ظاهر الماجدي، والكثير من شعراء النبطي، وغيرهم مثل محمد بن قمالة، والمايدي بن ظاهر، ولذلك يقصده الكثير من محبي الشعر، ويصلون لمكانه على شاطئ البحر، حيث يصنع أقفاص الصيد، ليسمعوا منه، ويوثقوا العديد من أقواله وينشروها على حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.