الموسى تخلّد التاريخ وتجسّد تراث الأجيال في صورة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تساهم المسابقات والجوائز، في تحفيز الشباب وتطوير مهاراتهم، وقد فازت المصورة الإماراتية، فاطمة الموسى، «بجائزة الشخصية الفوتوغرافية الواعدة»، تقديراً لحضورها الفني المتوهج من خلال منهجية بصرية تعتمد الأبيض والأسود بعيداً عن تشتيت الألوان، وإبداعها في استحضار الماضي وتخليد التاريخ وتجسيد تراث الأجيال السابقة وثقافتهم وأسلوب حياتهم، حيث تصبو فاطمة إلى مشاركة إرثها وثقافتها من خلال أعمالها، وتسليط الضوء على قيم الانسجام والتعايش.

 

تعلم واجتهاد

«البيان» التقت المصورة فاطمة الموسى للحديث عن بداياتها، فقالت: تعلقت بعالم التصوير منذ الطفولة، فكانت تجذبني الصور في كل مكان، حيث كنت أقرأ الصور في خيالي وأحاول فهم معانيها والتأثر بالمشاعر داخل كل عمل، وبدأت مسيرتي الفنية الفعلية في التصوير الفوتوغرافي في العام 2015 بامتلاكي أول كاميرا احترافية، وبدأت أتعلم التقنيات الحديثة لاستخدام الكاميرا والتعامل مع الضوء، استثمرت الوقت في التعلم والاجتهاد حتى تمكنت من التعامل مع هذه الأداة الجميلة.

وتتابع: بعد بضعة أشهر، امتلكت كاميرا احترافية ذات مميزات أعلى وشاركت في عدة معارض مهمة، تضم نخبة من المبدعين، كما تم نشر أعمال لي مختلفة وعديدة من خلال قنوات التواصل الاجتماعي لإحدى الشركات العالمية، وتم اختياري هذا العام ممثلاً رسمياً عالمياً لإطلاق إحدى الماركات العالمية للكاميرات.

 

عطاء واستمرارية

في السياق، شكرت الموسى الجائزة التي تقدم لمجتمع المصورين والدعم والتشجيع والثقافة والابتكار، قائلة: إن الفوز بالنسبة لي هو داعم على استكمال الشغف والتميز، وحافز يشجعني على المزيد من العطاء والاستمرارية وإيصال صورة إيجابية هادفة، وأن نكون خير سفراء لخير الأعمال التي ترتكز على قيم الخير والتسامح والاحترام المتبادل مع ثقافات الدول المختلفة في العالم، كما أن الصورة الفوتوغرافية التراثية اليوم، لا تقتصر على نقل تراثنا للأجيال القادمة، بل وتكمن في تعزيز مشاعر الفخر والاعتزاز بالتراث، الذي حرص عليه والدنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

 

الإنسان والبيئة

وأكدت فاطمة، أن اختيار موضوع الاستدامة يمثل ثقافة وسلوكاً إنسانياً لضمان الحماية والاستمرارية سواء على الصعيد الاقتصادي، أو الإنساني، أو البيئي، أو الاجتماعي، فالفن شريك في حلول الاستدامة، ومن هنا تأتي أهمية الصور الفوتوغرافية في التأثير باعتباره وسيلة لإخبار الحقائق الصعبة، حين يتعذر الكلام، أو وسيلة لكشف المشاهد المزعجة وزيادة الوعي، وتوثيق الأحداث، والمشاعر، والأفكار.

وتمثل الصور المختصة بالاستدامة، وسيلة فنية لاستكشاف التفاعل بين الإنسان والبيئة. ويمكن أن تعكس هذه الصور جهود الحفاظ على الموارد الطبيعية، وتسهم في نشر الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة.

المجتمع العربي

وتقول: التصوير فن راقٍ ولغة تفهمها جميع الشعوب من مختلف أنحاء العالم، وطموحي هو نقل صورة جيدة عن مجتمعنا العربي أو الخليجي بشكل أخص ونقل ثقافتنا الحقيقية إلى العالم الخارجي عبر الصورة الفوتوغرافية، كما أن الكاميرا لا تلعب وحدها دوراً في التقاط صورة ناجحة، بل تحتاج إلى عين فنية قادرة على التقاط الزوايا الصحيحة مع إضاءة مناسبة لإخراج صورة بجمالية عالية، قادرة على ضبط أمور التكوين وقراءة المشهد من حيث التعريض واختيار الكادر المناسب للصورة، وهذه النسبة قد تصل إلى 70 %.

Email