الراوي

شيخة الدهماني.. حكايات مسافرة بين الجبل والمدينة

ت + ت - الحجم الطبيعي

شيخة خلفان الدهماني عاشقة للتراث من الطراز الأول. فهي سيدة من أهل المناطق الجبلية، حيث تشتهر النساء والفتيات بتكريس وقتهن للعمل المفيد.. وهي تلك الصغيرة التي كبرت متنقلة بكل عز وحنان ومحبة بين أحضان ورعاية عماتها وجداتها، وفي الأصل حضن أمها.

كما أسهمت في صقل شخصيتها والدة زوجها، حيث لم تشاهد منهن واحدة تجلس للتحدث مع الآخرين دون أن يكون بين يديها عمل، حسب ما تقول. كما كانت أكثر واحدة منهن تربت عندها على الموروث جدتها لوالدتها.

وقد كانت تقيم في حتا، حيث هناك تزوج والداها ثم انتقلا إلى إمارة رأس الخيمة ـ منطقة المنيعي، تلك المنطقة الجميلة التي تسكن بين الجبال، ولذلك لم تستغرب عند زيارتها والذهاب لمنزلها على سفح جبل بينما تجد خلف سور منزلها مباشرة جبلاً.

هي واحدة من الباحثات في النباتات وتعرف جيداً قصة الإنسان مع النباتات الجبلية وتأثير كل نبتة على الإنسان سواء بالنفع أو الضرر.

وقد أجادت الطبخ.. وكل الأنشطة حتى تلك التي ليس لها علاقة بالتراث، ولكن القائمين على تلك الأنشطة يقدمون دوماً جناحاً للتراثيات، ومن تلك المشاركات كانت تقدم للزوار وللقادمين من خارج الدولة ألذ الأطباق الشعبية. ومن الأماكن التي دعيت إليها فعاليات في سيح السلم وفي حتا وأيضاً في إمارة الشارقة وأم القيوين. وهي لا تنسى تلبية الدعوات من المدارس. وفي كل مكان تنثر تلك الفوائد والقصص المرتبطة بالإنسان وبيئته، وكيف يتكيف مع الظروف والمناخات المختلفة. وهي من ضمن الكثير من السيدات في تلك المناطق اللواتي يشعرن دوماً بالفخر والسعادة.

لا تفرط شيخة الدهماني في أية فرصة للذهاب تلبية لدعوة الواجب، وتحكي لمن تلتقيهم قصص الجدات وكفاحهن لأجل الحياة الكريمة وتوفير الرفاهية للأسرة رغم عدم دخول التقنيات الحديثة، حيث لدى الجدات والأمهات الكثير من المهارات ليصنعن ما يسعد الأسرة، مثل الألعاب الشعبية للفتيات وتصنيع الدمى ومحاكاة عمل الأمهات في البيوت، والذي من خلاله تعلمن الطهي والضيافة وحياكة الملابس، وحتى المفارش للجلوس أو النوم وبقية الأدوات التي يحتاجها الجميع، ولذلك لا تزال حتى اليوم تنتقل ملبية لنداء الواجب في الحفاظ على التراث بالتعاون مع الجهات التي تقوم بالاتصال بها، وربما تبقى تعمل لشهور حسب برنامج الجهة التي تنفذ مشروعاً يتطلب وجود سيدة مثلها من حفظة الموروث، سواء كان مادياً لأنها لا تزال تنتج خيوط التلي أو تصنيع البخور، كما تقوم بإنتاج الحناء مستعينة بأشجار الحناء، التي تعد مهمة لأهل الإمارات، لأنها ليست مجرد شجرة للحصول على لون للكفين.

وتكون شيخة الدهماني سعيدة وهي تتحدث عن تلك الأوقات التي تسعد فيها الفتيات بوضع الحناء في الأعياد والمناسبات والأعراس، لأنها فرصة كي تعزز دورها وتسرد تلك الحكايات الجميلة المنقوشة بالحناء.

Email