الباب التراثي الإماراتي.. حارس أسرار البيوت وحاميها الأمين

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد الأبواب التراثية في الإمارات واجهة البيوت التي تقبع خلفها آلاف الحكايات، هي أول المستقبلين وآخر المودعين، وحامية أسرار المكان وسكانه، وهي التي يتأكد أصحاب البيوت أنها موصدة كي يناموا قريري العين، كتب عنها الشعراء قصائد عديدة فيما يمثله الباب من ذكريات خلدت في قلوبهم، وتبقى الأبواب شاهدة على تغير أحوال المكان وتبدله على مدار الزمن.

ويقول المهندس رشاد بوخش رئيس جمعية التراث العمراني أن الأبواب كانت في الماضي تقسم إلى عدة أنواع حسب البناء، فالبيوت كانت مصنوعة إما من سعف النخيل أو الحجر المرجاني، وبيوت السعف كانت تعود لذوي الدخل المحدود، أما بيوت الحجر فكانت للتجار في الغالب، وكانت أبوابها من خشب التيك وهذه البيوت في الغالب لها بابان، الباب الرئيسي يسمى «الدروازة» أو «الدهريز» أي المدخل، والباب الكبير يكون بارتفاع مترين إلى ثلاثة وعند الأبواب تكون هناك دكة للجلوس، والأبواب غالباً ما تكون صورة تعكس هوية وثقافة صاحب البيت وتعبر عن شخصيته، وهذا الباب يجب أن تكون فيه «الفرخة»، أي باب صغير وهو ما يستخدم يومياً للدخول والخروج، وهو مصمم بطريقة نجعل الداخل يضطر إلى أن ينزل رأسه للدخول فيه، بحيث لو كان هناك نساء في البيت يكون الداخل محني الرأس مع العلم أن الأبواب في الغالب لا تكون باتجاه أماكن النساء، لكن من باب الأمان والاحترام.

وأشار إلى أن الباب الكبير يفتح في الأعياد والمناسبات المختلفة، أما الباب الثاني فيكون من الجهة الأخرى بواقع 180 درجة، وهو «باب الحريم» لكي تدخل النساء وتخرج ويكون أصغر حجماً من الباب الأمامي ولا تكون فيه فرخة.

 

ألواح

وأوضح أن الأبواب القديمة كانت عبارة عن ألواح من الخشب تثبت معاً وتكون من خشبة إلى ثلاث أخشاب أفقية تدق بمسامير لذا نرى مسامير معقوفة في الأبواب، أما الأبواب داخل البيت للغرف فهي إما غرف بثلاثة أبواب أو بخمسة أبواب وهي الأكبر، وتكون أبوابها من ألواح خشبية بالقرب من بعضها، أما في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي بدؤوا يصنعون نوعاً آخر من الأبواب، تكون عبارة عن إطار خشبي، والخشب الآخر يثبت في هذا الإطار وتكون عبارة عن درفتين تفتح للداخل.

وقال: «أما أبواب المحلات والدكاكين فكان النظام القديم فيها غريباً نوعاً ما، إذ يكون فيها مثل خندقين أعلى وأسفل، وباب المحل عرضه تقريباً متر ونصف عبارة عن قطعة من الخشب تدخل في الخنادق الصغيرة، وآخر قطعة تركب على الجدار، ويوجد مثلها في متحف الفهيدي، بعد ذلك تغيرت إلى الأبواب الخشبية المصنوعة من أربع قطع الموجودة إلى الآن في العديد من الأسواق في بر دبي وبر ديرة، ثم تطورت إلى الألمنيوم والحديد وغيرها». وأضاف: «كانت الأبواب تحوي زخارف إما هندسية أو نباتية، ثم تحولت الأبواب في السبعينيات إلى الأبواب الحديدية ومع التطور العمراني باتت متنوعة بين الحديد، والخشب، والزجاج، وغيرها».

Email