جذور

أسماك الخليج في كتابين إنجليزيين قديمين

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتحدث التقرير الأول لعام 1971 عن صناعة صيد الأسماك في الإمارات، ويشير إلى أن عدد السكان في عام 1969 هو 180 ألف نسمة.

يعتمد جزء كبير منهم على صيد الأسماك، وأنهم يمتلكون حينها 55 مركباً كبيراً لصيد الأسماك في عموم مياه الخليج العربي. ويلمح إلى أنه قبل ازدهار صناعة النفط كانت إمارات الساحل تفرض ضريبة على الصيادين إلا أن هذه الضريبة ألغيت بعد اكتشافات النفط.

قوارب الصيد

ومن روائع هذا التقرير ذلك الوصف لمراكب صيد الأسماك في الإمارات مع رسومات جميلة جداً لهذه القوارب المزودة بالمحركات بالإضافة إلى قارب الشاشة الشهير. ومن أجمل الرسومات قارب عليه كميات من القراقير وهو يبحر في مياه الخليج، وهو وصف يكاد يوافق الحال إلى الآن. ومن هذه القوارب التي وردت في هذا الوصف: الشاحوف والهوري.

ويتبع ذلك جداول وإحصاءات دقيقة حول قوارب الصيد، وحمولاتها وقياساتها في إمارات الساحل عام 1970. بعدها يركز التقرير على المسح الميداني الذي قامت به السفينة ماجد بين عامي 1968 و1970.

صيد الروبيان والقباب

وما أجمل تلك النتائج الرائعة حول صيد الروبيان طوال شهور السنة، مرفقة بخرائط فريدة، وتفصيلية حول صيد الروبيان في سواحل الإمارات على الخليج العربي وعلى بحر عمان. بالإضافة إلى صيد القباب في الساحل الشرقي، وساحل إمارة رأس الخيمة عام 1970.

السفينة «ماجد»

احتوى التقرير المفصل خارطة تفصيلية حول تحركات السفينة ماجد أثناء المسح الميداني في عامي 1970 و1971 مع شرح وافٍ حول أعمالها وزياراتها خلال تلك العملية الميدانية حسب الشهور. وأضافت معلومات مهمة حول صيد العومة والبرية في الساحل الشرقي وعلى ساحل رأس الخيمة في الشهور الثلاثة الأولى من عام 1971.

وكان من ضمن زيارات السفينة ماجد زيارات متكررة لموانئ دبي وأم القيوين ورأس الخيمة بالإضافة إلى جزيرة أبو موسى، وجزيرة صير بو نعير للتعرف على تنقلات العومة.

الخاتمة

وفي نهايات التقرير إشارات إلى أكل الأسماك في منطقة الخليج، كما رافق ذلك جداول إحصائية كثيرة حول دول العالم. واختتم الباحثان تقريرهما المطول حول تصدير الأسماك المثلجة من إمارات الساحل. التقرير الثاني لعام 1971:

أعد الباحثان نفسيهما تقريراً مفصلاً آخر بعنوان:

«Common Sea Fishes of the Arabian Gulf and Gulf of Oman» بمعنى أن هذا البحث الميداني يركز على الأسماك الشائعة في مياه الخليج وبحر عمان. وقد نشرت الدراسة في كتاب مستقل في 166 صفحة. وهو مدعوم من مجلس حكام الإمارات عام 1971، وعليه أن هذا هو الجزء الأول. ولكن فيما يبدو أنه ليس له جزء ثانٍ فهو الوحيد.

وفي الشكر والتقدير فإن المؤلفين يوجهان شكرهما للمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، وإلى حكام الإمارات على دعمهم لهذا المشروع من خلال مجلسهم الموقر.

كما يخصان بالشكر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على دعمه المادي لطباعة الكتاب ونشره. كما يشكران آخرين من المسؤولين في أمانة وسكرتارية مجلس الحكام.

ويستفتح الكتاب بخريطتين الأولى للإمارات، والثانية للخليج العربي وبحر عمان.

المقدمة

وفي مقدمة قصيرة جداً لا تكاد سطورها تزيد على الخمسة، يذكر المؤلفان أن هذا الكتاب يسجل ما شوهد من أسماك خلال المسح الميداني الذي أمر به مجلس الحكام، ومن ضمنها ما شوهد من أسماك تم اصطيادها في مصائد سكان الساحل.

وهنا نلاحظ أنهما كانا يأملان في إصدار جزء ثانٍ يحتوي على أنواع أكثر من الأسماك، وهو ما لم يحدث.

وفي الوقت نفسه يقران بأنهما لم يدرجا في هذا الكتاب الأسماك التي تستوطن الشعاب المرجانية الصغيرة.

أنواع الأسماك

أورد الكتاب 198 نوعاً من الأسماك المحلية، مدوناً أسماءها باللهجة المحلية، مع تعدد في صيغها حسب نطقها في بيئات ومناطق الإمارات، وما يقابل الاسم بالنطق اللاتيني، والإنجليزي، والسواحيلي.

بالإضافة إلى قياسات أطوالها، وأوزانها، وألوان لحومها، وأشكال أبدانها، وألوانها، وطرق صيدها، وأماكن معيشتها في سواحل الإمارات، وتكاثرها، وقيمها الاقتصادية، والمتوقع من ازدهار صيدها في المستقبل.

بالإضافة إلى إشارات حول مدى انتشار نوعيات من الأسماك في المنطقة. ومن أجمل ما يميز الكتاب هو تلك الرسومات الرائعة لهذه الأسماك، والشروحات المرفقة بأجزاء أبدان الأسماك. إلا أنه لم يفصل في طرق وأدوات صيدها، وذكر ذلك بإيجاز شديد.

وأحياناً يفرد لأكثر من سمكة من النوع نفسه رقم خاص بها مع أنها تنتمي للنوع نفسه، وتختلف من حيث الشكل، وأحياناً لا يكاد يبدو مثل الزبيدي الذي ذكر له الكاتبان نوعين إلا أنهما لم يحددا بيئتهما في منطقة الخليج.

كما أثبتا لأسماك الجرجور أكثر من نوع، وجعلا لكل منها رقماً خاصاً، وكان بالإمكان أن يجعلا كل أنواع الجرجور ضمن اسم واحد ثم يفصلا في أنواعها، خصوصاً أن اللفظة الإنجليزية وهي (shark) تكاد تكون جامعة لكل الأنواع إلا فيما ندر حين تعرف بشكل يميزها.

ومن أهم الأسماك المثبتة في الكتاب: البدح، والعومة، وبنت النوخذة، والبياح، والقباب، والهامور، والجش، والخباط، والكوفر، والصدا، والصافي، والسمان، وأبو ضريس بينما المشهور هو أم ضريس، والشعري، والسولي، والضلع، والكنعد، والحلوايوه، والسبيطي، والشعم، والينم، والسكل، والعنفوز، والحاسوم، والقين، والقرقمبة.

وفي ختام التقرير صور ملونة لأسماك مختارة، ولكل منها رقمها في الكتاب. وفي آخر التقرير فهرس تفصيلي بأسماء الأسماك باللغتين العربية والإنجليزية. وفي اعتقادي أن هذا المصنف هو تكملة للتقرير الأول الصادر عام 1971.

وهذا الكتاب يؤكد استمرار أهالي الخليج في استعمال طرق الصيد منذ القدم التي سجلها التقرير الأول بالإضافة إلى استمرار الأسماء المحلية للأسماك نفسها التي ذكرها آي مكالفور منذ ما يزيد على 150 عاماً.

 

Email