منطقة الخليج في مجلة المعرفة السورية (1)

زاد وفود السفن الكبرى إلى المنطقة بعد اكتشاف النفط

ت + ت - الحجم الطبيعي

صدرت مجلة المعرفة السورية العريقة عن وزارة الثقافة السورية، في مارس 1962، وافتتح عددها الأول وزير الثقافة والإرشاد القومي آنذاك فؤاد العادل، الذي استبشر خيراً بصدور هذه المجلة، وبشّر القراء بأنها ستجوب أرجاء بلاد العرب لتتعرف إليها الجماهير العربية. وترأس تحريرها فؤاد الشايب (توفي عام 1970) إلى العدد الستين الصادر في فبراير 1967، ثم تولى رئاسة تحريرها أديب اللجمي منذ العدد الحادي والستين الصادر في مارس 1967. وسوف نستعرض مع القارئ ما أوردته المجلة حول بلدان الخليج العربية منذ صدورها إلى عام 1970، وهي الفترة التي ركزنا عليها في مقالات أخرى لنتبين مدى الاهتمام العربي الثقافي والعلمي والفكري بمنطقة الخليج قبل أن تنال كل دول الخليج العربية استقلالها، وتبرز على الساحة العربية بما لديها من إمكانيات وإمكانات.

 

 مقر مجلة المعرفة السورية في الستينيات

 

 

 زكي طليمات مع مجموعة من رواد المسرح الكويتي | أرشيفية

 

بلدان الخليج العربية

جاءت الإشارة إلى منطقة الخليج العربي في العدد الخاص الرابع والثلاثين حول المسرح العربي الصادر في ديسمبر 1964، وكان المقال بعنوان: «المسرح الكويتي» قدم له عبدالله الشيتي (1934 - 1999)، الأديب والصحفي الفلسطيني، وأعده موفق بني مرجة، الباحث والكاتب السوري (ص. 247 - 257). وفي المقال مقابلة مع المخرج المصري الشهير زكي طليمات. وفيه يقول الشيتي: «والحق أنني لم أكن أعتقد بوجود كفاءات ومواهب فنية على مستوى رفيع من القدرة والجودة بين فناني ومسرحيي الكويت خاصة، والخليج عامة، إذ لم يكن يصلنا من أخبار نهضة القوم هنا، فنياً، أي خبر، ولم نر أي أثر فني بارز على صعيد المجتمع، وصعيد الحياة». وهي عبارة تنم عما كانت تعيشه منطقة الخليج العربي من انعزال خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وتحديداً في عقدي الخمسينات والستينات. ولو أن الكاتب ركز على الجانب الفني إلا أن هذه العبارة قد تنسحب على قضايا أخرى لم تكن الجماهير العربية تعرفها عن منطقة الخليج.

 

كانت الكويت من أوائل دول المنطقة التي اكتشف فيها النفط

 

وفي المقال تعريف عام حول تأريخ العمل الفني المسرحي في الكويت، وفيه إشارات إلى الفرق المسرحية، وتاريخ تأسيسها وأهم روادها، وكبار الممثلين الكويتيين الذين شاع ذكرهم في تلك الفترة من أمثال: سعد الفرج، وعبد الحسين عبد الرضا، وحياة الفهد، ومريم الصالح، ومحمد المنصور. وألمح الكاتب إلى قلة الحضور النسائي على خشبة المسرح في تلك الفترة المتقدمة. وفي هذا المقال أيضاً حديث جميل حول الفنان الكبير سعد الفرج، وبداياته الفنية، وأعماله. ويقول عنه: إنه اضطلع بأدوار رئيسة في جميع مسرحياته، وأنه قد وجد فيه زكي طليمات خامة طيبة فأولاه المزيد من عنايته واهتمامه، ووجهه إلى الكتابة المسرحية، وأنه كتب ذلك العام ثلاث مسرحيات.

ويشير المؤلف أيضاً إلى الوضع الفني المسرحي في البحرين مع وجود عدد من الشبان الموهوبين، والموقف الإيجابي الحكومي من المسرح. ويستعرض الكاتب بعض الأعمال المسرحية الكويتية ويختم مقاله بلقاء جميل مع زكي طليمات. وعلى الراغبين في التعرف على الوضع المسرحي الخليجي في تلك الحقبة أن يطلع على هذا المقال لما فيه من استعراض وتحليل وقراءات.

عبدالله الشيتي

 

المقال الثاني

حديث حول معرض الفن العربي قدمه غازي الخالدي في العدد 63 (مايو 1967)، (ص: 121 - 128) يقول: لأول مرة يتاح لنا رؤية نماذج مختلفة من أعمال الفنانين العرب من سوريا، والبحرين، والكويت، والعراق، ومصر، ولبنان. ويستعرض الأعمال الفنية المعروضة منها اللوحات الفنية الكويتية والبحرينية، وهو يلفت النظر إلى حضور هذا النوع من الفن في بلدان الخليج العربية الذي يخرج حسب قوله إلى الجمهور العربي خارج الإطار الخليجي. مع أن حديثه لم يخلُ من نقد للوحات الخليجية إلا أن فيه إيحاء للمشاركات الخليجية الأولى على مستوى الوطن العربي في تلك الفترة المبكرة نسبياً.

المقال الثالث

في العدد الخمسين (أبريل 1966)، (ص: 4 - 25) بعنوان: «التنافس الدولي حول الشرق العربي وأثره في تسويات ما بعد الحرب العالمية الثانية» للدكتور توفيق برو، ويركز فيه على دول الاحتلال الغربية في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى، وبطبيعة الحال له رأي حول الهيمنة البريطانية على منطقة الخليج العربي. وحسب معرفتي بالكاتب فإن له كتاباً حول تاريخ العرب القديم، ولأول مرة اكتشف أنه كتب أيضاً في التاريخ الحديث.

 

المسرحية

وفي العدد 86 (أبريل 1969) نشر سعدالله ونوس مسرحيته الشهيرة: «الفيل يا ملك الزمان» (ص: 84 - 110)، وهي المسرحية نفسها التي أعدها الدكتور علي فارس لتمثل على خشبة مسرح رأس الخيمة الوطني في 15 يناير 1981، وأخرجها الفنان البحريني الكبير خليفة العريفي، ومثل فيها نخبة من رواد وشباب المسرح في إمارة رأس الخيمة من أمثال: سعيد بو ميان، ويوسف صوفة، وعيسى الميل، وخالد البناي. ويعد تمثيل هذه المسرحية محلياً ظاهرة إيجابية في ميدان الفن المسرحي على أن يعاد تأهيل النص ليتوافق مع النسق العام المحلي.

تميزت الحواضر بطرزها المعمارية المحلية

 

مقالات يحيى عرودكي

كتب يحيى عرودكي أربعة مقالات تدور في الإطار الاقتصادي وإن تنوعت عناوينها، وهي:

(1) «حول السوق العربية المشتركة»، العدد: 61، (يناير 1967)، (ص: 8 - 16).

(2) «نحو صناعة بترو كيميائية عربية»، العدد: 89 (يوليو 1969)، (ص: 38 - 57)

(3) «استراتيجية الاقتصاد العربي»، العدد: 92 (أكتوبر 1969)، (ص: 17 - 38).

(4) «تشجيع استثمار رؤوس الأموال العربية»، العدد: 98 (أبريل 1970)، (ص: 82 - 101).

كانت المرافئ الخليجية عصب الحياة التجارية

 

وفي المقالات الثلاثة توجد إشارات مقتضبة إلى بلدان الخليج العربية من حيث إنتاج النفط، والصناعات النفطية، وإحصاءات التصدير، والأيدي العاملة. وفي المقال الرابع يستعرض الكاتب مخرجات مؤتمر خبراء التمويل العرب، الذي انعقد في الكويت في شهر مارس 1970، وفيه أيضاً إشارات إلى مداخيل النفط وضرورة الاستثمار بين البلدان العربية. وبصورة عامة فإن هذه المقالات الأربعة تقدم للقارئ فكرة عما كان يجول في خواطر ونفوس وأفكار الكتاب العرب في تلك الحقبة، وهي أفكار ورؤى ظلت تراوح مكانها وقلما أخذت طريقها إلى التنفيذ إلا في أُطر محددة.

Email