المنصات الرقمية وترويج الفنون الشعبية.. دور إيجابي لم يبلغ المأمول بعد

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعاظم دور منصات الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، ولم تعد مجرد نافذة للتواصل بين الأفراد، بل باتت تلعب أدواراً مفصلية وحساسة في الحياة العامة والأنشطة بمختلف أنواعها، ومن المؤكد أن تأثيرات هذه المنصات تتراوح بين السلب والإيجاب، لكن البعض يذهب إلى أنها تلعب دوراً مهماً في ترويج الفنون الشعبية التراثية خصوصاً أنها تقدم أحيانا معلومات مهمة عن هذا الموروث الشعبي، موضحين أنها تسهم في ترسيخ الفنون الشعبية في أذهان الأبناء، وتنقله إلى الأجيال القادمة، إذا استثمرت بشكل صحيح.

«البيان» حاولت أن ترصد هذه القضية، من خلال الاستطلاع الأسبوعي، حيث طرحت سؤالاً على متابعيها عبر منصاتها في فضاءات مواقع التواصل مفاده: هل تسهم مواقع التواصل ومنصات الإعلام الرقمي في ترويج الفنون الشعبية التراثية وصونها؟

وأكدت نتائج الاستطلاع أن منصات الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي تسهم إلى حد ما في ترويج الفنون الشعبية التراثية وصونها، لكن ليس بالمستوى المطلوب، إذ رأى 53% من المشاركين على موقع «البيان الإلكتروني» أن منصات الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي لا تسهم في ترويج الفنون الشعبية التراثية وصونها، وأكدت نسبة 47% غير ذلك، بينما جاءت نتائج التصويت على منصة «البيان» على «تويتر» مختلفة، إذ اتفقت نسبة 58.6% أن مواقع التواصل ومنصات الإعلام الرقمي تسهم في ترويج الفنون الشعبية التراثية وصونها، بينما رأى 41.4% عكس ذلك.

 

إيجابيات وسلبيات

وتعليقاً على هذه النتائج قال الدكتور سعيد مبارك الحداد، مدير معهد الشارقة للتراث فرع كلباء: «إن منصات الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي لها إيجابيات وسلبيات، بما يخص الفنون الشعبية أو التراث بشكل عام، أما الإيجابيات فإن هذه الوسائل تسهم بما لا شك فيه بالترويج للفنون الشعبية، وأسهمت كذلك في تعريف الناس بالتراث سواء الفنون الشعبية أو غيرها من الموروث، فضلاً عن دورها في دعم وترسيخ الفنون الشعبية وربطها بالمجتمع، وتؤدي هذه الوسائل دوراً في نقل الفنون الشعبية للأجيال المقبلة، لكن بشرط أن تستخدم بشكل صحيح».

وأكد الحداد أن وسائل التواصل الاجتماعي أبرزت على منصاتها الكثير من المختصين في مجالات تراثية عدة، الذين عرفوا بالفنون الشعبية، آخذين على عاتقهم نشر هذا التراث بين الأجيال التي لم تعشه.

وأضاف الحداد: «إن من سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي عدم دقة ما يقدم على منصاتها في بعض الأحيان، لذا يجب أخذ الحيطة وتحري دقة المعلومات ومصادرها.

 

معلومات دقيقة

من جهته، قال مبارك خميس المهري، عضو فرقة الشارقة للتراث الفني: إن وسائل الإعلام الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي تسهم بشكل عام في الترويج للفنون الشعبية وصونها وحفظها، وترسيخها في أذهان الأجيال، فأحياناً تجد على حساب شخص ما، ملم بالتراث والفنون الشعبية، معلومات دقيقة مفيدة جداً عن الفنون الشعبية.

وأشار المهري إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تقدم أحياناً الفنون الشعبية بشكل محرف، فعلى سبيل المثال يتم تنزيل مقطع فيديو عن الفنون الشعبية على «تك توك» فيقوم أشخاص بالتلاعب بهذا الفيديو، ومنها إضافة أشياء لا تتعلق بتراثنا وفنوننا الشعبية، أو يقوم بوضع أغنية لا تتعلق بالفنون الشعبية على فرقة تؤدي هذا الفن، وهذا بالطبع يؤثر بشكل كبير عليها، وهذه مشكلة نعاني منها كثيراً.

وأضاف: يجب المحافظة على الفنون الشعبية ونقلها للأجيال القادمة، وذلك من خلال ورش العمل، وعدم الاعتماد على منصات الإعلام الرقمية أو وسائل التواصل في ذلك.

Email