احتضنت أخيراً فرعاً لمتحف كوري للفنون ومدرسة عالمية لصياغة المجوهرات

دبي تمضي قدماً في تجسير التفاعل الإبداعي مع العالم

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

دبي أيقونة الجمال، وحاضرة الفن بامتياز، وأرض أحلام أصحاب الابتكارات في عالمنا، وموئل للمبدعين كافة، ليطلقوا العنان لأحلامهم، ويعبروا عن شغفهم ورؤاهم، ذلك بفضل بيئتها الإبداعية الخلاقة، التي تجسد رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي يؤكد دائماً قيمة الإبداع ودوره في ازدهار الحضارات، وهو ما نتبينه في قول سموه: «لولا الإبداع لما تطور الإنسان ولا ازدهرت الحضارات.. فالإبداع يمد الجسور بين الثقافات ويرقى بالإنسان ويحثه على المضي نحو الأفضل دائماً».

إن نجاح دبي في استقطاب أبرز مؤسسات العالم ومبدعيه في قطاعات الفن والتصميم والتأليف والفكر والصناعات الثقافية لم يأت من فراغ، بل بفضل ما توفره الإمارة، التي تواصل ترسيخ مكانتها وجهة للتصميم وعاصمة عالمية للإبداع، ومنصة نموذجية لأبرز الشركات من مختلف أنحاء المعمورة، من مقومات وتسهيلات وبيئة تنافسية داعمة للأعمال، تسهم في تبادل التجارب والخبرات، ما يؤدي إلى التطور والنماء الكبيرين، فضلاً عن بنيتها التحتية، التي تشجع على النجاح، وتتيح الوصول إلى أكبر جمهور ممكن، واتخذت أخيراً مؤسسات شهيرة عالمياً من دبي مقراً دائماً لها في الشرق الأوسط، ومن أبرزها «ليكول الشرق الأوسط» مدرسة فنون صياغة المجوهرات العالمية، كما افتتح متحف «ميوزيوم آرت» الكوري فرعاً له في دبي، كما تحتضن الإمارة العديد من المقرات الدائمة للشركات العالمية.

منصات مبتكرة

وأكد الدكتور سعيد مبارك بن خرباش، المدير التنفيذي لقطاع الآداب والفنون في هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» لـ«البيان» أهمية ما توفره الهيئة من منصات مبتكرة وتسهيلات متنوعة للمؤسسات الإبداعية والعلامات التجارية من مختلف أنحاء العالم، ما يسهم في تحقيق رؤية دبي الثقافية الهادفة إلى ترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً للثقافة، حاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب. وقال: «تحرص «دبي للثقافة» عبر مشاريعها ومبادراتها المختلفة على دعم أصحاب المواهب المحلية والعالمية، وإتاحة الفرص أمامهم لتطوير مهاراتهم وصقل خبراتهم، وتمكينهم من المساهمة في إثراء المشهد الثقافي المحلي، وتعزيز قوة الصناعات الثقافية والإبداعية، من خلال تحفيزهم على تحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة»، منوهاً بأن الهيئة تسعى عبر «رحلة مبدع»، التي أطلقتها بالشراكة مع دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي ضمن منصة «استثمر في دبي»، إلى تمكين أصحاب المواهب من تأسيس مشاريعهم في دبي، كما حرصت من خلال «منطقة القوز الإبداعية» على تأسيس مجمع متكامل لتلبية احتياجات أعضاء المجتمع الإبداعي ورواد الأعمال والمصممين والفنانين والراغبين في الاستثمار في الصناعات الثقافية والإبداعية، التي تشكل جزءاً أساسياً من الاقتصاد الإبداعي، الذي تطمح دبي لأن تكون عاصمته العالمية بحلول 2026. 

عوامل استراتيجية

وعن اختيار «ليكول» دبي تحديداً لتكون مقراً لها أكدت صوفي كلوديل، مديرة «ليكول» الشرق الأوسط، لـ«البيان» أن هذا الاختيار ينبع من عدة عوامل استراتيجية، حيث تعد الإمارة مركزاً حيوياً لجذب جمهور عالمي، ومحطة رئيسية عالمية للفن والثقافة والحرف اليدوية، كما أن موقع دبي الاستراتيجي يجعلها جسراً بين الشرق والغرب، ويتيح ذلك استهداف كلا السوقين. 

وتابعت: «يوفر اقتصاد دبي القوي بيئة مناسبة للمؤسسات التعليمية، كما تقدم المدينة مبادرات متنوعة تثري فضاءات الإبداع، وتحتضن أماكن فريدة تدعم الموهوبين والمستثمرين، مثل حي دبي للتصميم (d3)، الذي يسهم في ازدهار مجتمع الفن والتصميم. هذا المشهد الإبداعي المتطور في الإمارة يخلق فرصاً لمؤسسات مثل «ليكول» للتواصل مع المهنيين والموهوبين في المنطقة، إضافة إلى أن اختيار دبي مقراً لنا يتوافق مع رؤية «ليكول» المستقبلية لتحقيق مزيداً من النمو والتواصل عبر سوق الشرق الأوسط».

ولفتت إلى أن دبي بوتقة تنصهر فيها الثقافات، تعيش تحت ظلالها جنسيات من مختلف أنحاء العالم، تتخذ من التسامح والمحبة غيمة تتفيأ بها على الدوام، مشيرة إلى أن هذه البيئة العالمية المناسبة للأعمال تخلق جواً نابضاً بالحياة، يعزز الإبداع والابتكار.

وأوضحت أن «ليكول» يمكن أن تستفيد من تنوع دبي وما تتمتع به من مزايا، لجذب طلاب ومدرسين ومحترفي الصناعة من خلفيات مختلفة، ما يمد جسور التقارب بين الثقافات. 

وأضافت: «تعمل حكومة دبي بنشاط على نمو قطاعات الفنون والثقافة والتعليم كجزء من رؤيتها الأوسع لتنويع الاقتصاد، وترسيخ مكانة المدينة مركزاً ثقافياً عالمياً».

وحول ما ستقدمه «ليكول الشرق الأوسط» في المستقبل قالت: «تأمل «ليكول الشرق الأوسط» في تقديم برامج وشراكات ومبادرات خلاقة تهدف إلى فتح الآفاق أمام الموهوبين، وإثراء المشهد الإبداعي والتعليمي في دبي والمنطقة. ويمكن لشراكاتنا أن تخلق حواراً متعدد التخصصات، وتعزز التبادل الفني، والمبادرات التعليمية، ويعمق وعي وفهم الفنون، ويحافظ على التراث الثقافي الغني للمنطقة والتقاليد المتعلقة بعالم المجوهرات والحرف اليدوية». 

 تجارب ملهمة

أما شون لي، الرئيس التنفيذي لشركة «دستركت» d'strict الشركة المشغلة لـ«آرتي ميوزيوم» في دبي فقال عن اختيار المتحف مدينة دبي مقراً له في الشرق الأوسط: «دبي مدينة مذهلة تشع بألوان الجمال والفرح والإبداع، يجتمع الناس فيها من خلفيات ثقافية متنوعة بين ناطحات سحاب شاهقة الارتفاع. وفي هذه الأجواء النابضة بالحياة يتوافد الزوار سنوياً إليها بأعداد كبيرة، ودائماً يخوضون تجارب جديدة وملهمة. هذا التنوع الثقافي الغني والأجواء المليئة بالحيوية يجعلان من دبي موقعاً مثالياً لعرض لوحات «آرتي ميوزيوم» الفنية، خاصة للزوار القادمين من الشرق الأوسط».

وأكد أن المتحف يقدم تجربة متعددة الحواس، ليست فقط بصرية ولكن أيضاً سمعية وشمية، ما يجعله مكاناً ممتازاً للفنون ذات التأثير العميق على الزوار، لافتاً إلى أن العمل التفاعلي الجديد للمتحف بعنوان «لوحات فنية تفاعلية» سيمنح الجمهور فرصة استكشاف جماليات الصحراء وبريق رمالها الذهبية، إلى جانب الحيوانات البرية التي تعيش في هذه المنطقة.

وتابع: «دبي مسرح حيوي للتبادل الثقافي، وذلك بفضل مناظرها الطبيعية والحضرية الجميلة، وكذلك جذورها الثقافية العميقة ومشهدها الفني، الذي يتطور باستمرار. ومع زيادة اهتمام العالم بالتكنولوجيا وحماسه للمحتوى الكوري أصبحت دبي وكوريا الجنوبية أقرب إلى بعضهما بعضاً،من خلال العمل في المجالات التجارية والفنية والتعليمية والتكنولوجية».

وأردف: «نعتزم في المستقبل مواصلة فتح أبواب الجمال والإبداع، من خلال نشر ابتكاراتنا بالفن والتكنولوجيا في دبي والشرق الأوسط».

Email