الاستدامة في الفن تنطلق من دبي بأصالة المورث الإماراتي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد صون التراث المحلي ضمن ممارسات الفنون البصرية من أهم المحاور الإبداعية للفنانين في إمارة دبي، التي تستفيد من تقاليد الحرف والصناعات القديمة في تجديد الخطاب الفني القائم على تقنيات ومواد مستدامة ومستوحى من البيئة الإماراتية، وفى مقدمتها تأتي أشجار النخيل التي ما زالت تشكل مصدراً لا ينضب من الإلهام والابتكار الذي يدمج الماضي بالحاضر ويشكل بصمة خالدة على خارطة الإبداع والابتكار الإماراتي.

أصاله المورث

يشير الفنان والمهندس عبد الله الملا، الذي سبق له أن صمم ضمن فعاليات أسبوع دبي للتصميم عملاً مفاهيمياً تركيبياً بعنوان «شجرة النخلة» يسلّط الضوء على شجرة النخيل الأصلية، وكيف يمكن استخدامها لخدمة المجتمع: الخامات المستدامة والمستوحى من البيئة والطبيعة المحلية، باتت من التكوينات الرئيسة للمشروعات الفنية والإبداعية ضمن سياق الممارسات الفنية والبحثية لاختيار الخامات والمواد التي تمتاز كل منها وفقاً لحضورها في الطبيعة بخصائصها الفيزيائية الدقيقة، التي تؤثر على كل من عملية التصميم والأساليب الإبداعية المستخدمة من الفنانين والمصممين، لابتكار تصاميم تحمل روح الهوية الإماراتية وأصاله المورث مع الاستفادة من التقنيات الحديثة الشغوفة بالحركة والتفاعل المستمر لتحقيق تلقائية في الفن والبساطة من وحي التراث كمفردة لونية متعددة الأوجه وتلبي متطلبات الانشغالات الفنية الاستثنائية.

نسيج مستدام

وحول دور الفنان المحلي في دعم استخدام المواد المستدامة ضمن حراك الفنون الإبداعية تقول الفنانة ومصممة المنتجات القائم على النسيج المستدام باولا أنزيكه: تدفعني المواد الطبيعية التي أختارها إلى الاستكشاف باستخدام نهج يجمع بين مفاهيم علم الآثار وعلم الاجتماع، للغوص فيما قد يخبئه كائن أو منظر طبيعي أو نظام بيئي. وهي ليست حقائق معزولة عن بعضها البعض، بل جزء من سلسلة اجتماعية وبيئية يجب دراستها وإعادة النظر فيها. ولا يقتصر الأمر على المواد بحد ذاتها فحسب، بل بما يدفع الناس إلى لمسها والشعور بها، في تجربة توسع آفاق إدراكهم، ومن جانب آخر ينبع اهتمامي بالتشابك والنسيج من فكرة إعادة إنتاج تجربة مضامين العمل اليدوي. ويثمر ذلك بمرور الوقت عن مجموعة لا حصر لها من التصاميم

بيئات جغرافية

وحول تتبع التحولات الجذرية في مجال استخدام نسيج النخيل وغيرها من الخامات المستدامة ضمن مسار فنون الاقتصاد الإبداعي ومساهمته في التنمية المستدامة قالت القيّمة الفنية فاطمة المحمود: تنبثق اليوم كافة الممارسات الفنية للفنانين والمواهب الشابة المحلية من الحاجة إلى ربط مجالات الاهتمام المتنوعة مع التركيز تحديداً على جوانب الاستدامة البيئية والتقاليد الحرفية المحلية والمستلهمة من حضور الخامات الطبيعية ضمن بيئات جغرافية مختلفة شرقاً وغرباً، وتتبع تأثير التغيّر المناخي، بالإضافة إلى أشكال التحول الحضري بهدف تحديد المحاور وموازاتها لأفكارهم ودمجها معاً في تصاميم مصنوعة يدوياً تحمل مضامين إبداعية تعبر عن هوية إماراتية بروح عالمية، وتتميز ببساطة الفكرة والمادة معاً، وتجمع ما بين مكونات ساكنة ورؤيا حركية في نقاط مشتركة وفي سياق يزاوج بين الحداثة والأصالة.

Email