إبداعات متنوعة يحتضنها المعرض الفردي الأول للفنان السوري خالد عقيل بعنوان «اللانهائي والمحدود» والتي يستضيفها غاليري «أيام» في السركال أفينيو حتى 25 يونيو الجاري. يطرح المعرض العديد من التساؤلات الفلسفية والتي تدعو للتأمل وتكوين أبعاد ورؤى شخصية وفردية ويمكن اعتبارها نافذة إلى مرور الوقت من دون بداية أو نهاية - فضاء لا متناهٍ نعترف به، ولكننا لا نفهمه.

يتضمن المعرض 20 لوحة بأحجام مختلفة قضى الفنان خالد عقيل نحو عامين في إنشاء هذه المجموعة من الأعمال، في أول تجربة له في الرسم، فالمعروف عنه أنه فنان متعدد الوسائط ومصور فوتوغرافي، ولكن عبر معرضه الأول استطاع توظيف تقنيات الظل والضوء والقادمة من عوالم الصورة وتأثيراتها اللونية وتتردد هذه الفكرة، بسيطة ومعقدة، من خلال تدرجات لونية لامعة وطبقات من الطلاء.

تأثيرات لونية

يهدف الفنان خالد عقيل إلى تصوير غير المرئي، المشوق، والحاضر في كل مكان وعبر لوحاته ذات التأثير اللامع والمشبع بالحركة ضمن درجات خفيفة من الضوء تتحرك عبر سطح العمل وعبر عمق الفضاء. وتتضمن أعماله تشكيلات بسيطة جداً من الدهان، وتأثير من الألوان المختلطة، تخلق أشكال تشبه الكائنات الدقيقة التي تتضخم فوق السحب وتكاد تكون مغمورة ضمنها.

وأكد الفنان خالد عقيل أن أسئلة اللانهائي، يمكن أن تجدها في الرياضيات، في الفلسفة، ولكن في الحقيقة ليس هناك إجابة حول ما هو اللانهائي حتى عبر أعمالي في التصوير الفوتوغرافي والكولاج مثل «أسطورة الموت 4» (2013) و«توقفت، رأيت» (2017)، تظل المفاهيم والأسئلة والمواضيع والأنا والآخر هي محور اهتمامي وتأويلاتي الخاصة حول كل شيء متصل.

تأويلات الذاكرة

ويضيف خالد: أعمالي اليوم ليست مقيدة بزمن أو تفسير، ولكنها تعطي المتلقي مساحة حرة لتكوين انطباعية مرئية حول كيف يمكن للشخص أن يرسم ما بداخله وحوله؟ من الصغير إلى الكبير، نظرة عامة وأيضاً تفاصيل. لتصوير شيء لم يراه أحد من قبل، عبر تكوينات لونية للظلال والسطوع لطبقات لا حصر لها، إحداها فوق الأخرى، لتصورات من الذاكرة والذكريات لإيجاد التوازن في عوالم لا نهائية كخارطة للطموحات والأحلام وربما خيبات الأمل.

فن علاجي

وحول أهمية اختيار المساحات اللونية وتأثيراتها بين الظل والضوء لخلق تأثير مستمر يقول خالد: تحتفظ اللوحات بنسيج الكون، الذرات، الفوتونات، والميكروكوزموس المكونة من الكائنات الحية. تتوسع مع الكون وتتنفس مع تكوين لوني من منطلق أن، الضوء، والظلام يصبح علاجياً وحتى أدائياً. وكفنان يرتدى الفضول في البحث عن تفسيرات منطقة وغير منطقة تعلو لدى مساحات الشعور والخيال الذي قادني إلى تشكيل جزيئات ونقاط أشبه ما تكون بالمجرات الكونية بحثاً عن، الطاقة، والعاطفة ضمن مسارات الثنائية للوجود، الحياة والموت.