مسؤولون وخبراء لـ«البيان»: الشراكات الإبداعية ركيزة لتعزيز اقتصاد الفنون والتصميم

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد قطاع الفنون الإبداعية أحد أهم الكيانات الرائدة ضمن عجلة الاقتصاد الإبداعي في الإمارات، التي تسعي عبر شراكاتها الثقافية ومبادراتها الفنية مع العلامات التجارية العالمية والمحلية إلى تعزيز الابتكار، وخلق بيئة متنوعة قائمة على التنمية المستدامة، وإبراز الهوية الإماراتية المعاصرة، في مجال الفنون والتصميم.

روافد التنمية

وحول أهمية الشراكات الاستراتيجية بوصفها قوة معرفية وثقافية، لفت د. سعيد مبارك بن خرباش، المدير التنفيذي لقطاع الفنون والآداب في هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، إلى حرص الهيئة على توطيد علاقاتها مع الهيئات والمؤسسات الثقافية والعلامات الإبداعية والفنية المحلية والدولية، بهدف تبادل الخبرات والتعرف على أفضل الممارسات في قطاع الثقافة والفنون الذي تسعى الهيئة إلى تنميته وتطويره.

وقال: ترتبط «دبي للثقافة» بالعديد من الشراكات الاستراتيجية الرامية إلى تفعيل التواصل وتبادل الرؤى والبحث عن فرص التعاون لمساندة رواد الأعمال وأصحاب المواهب، وتمكينهم من تطوير مهاراتهم، ومساعدتهم على عرض إنتاجاتهم أمام الجمهور، وتحويل أفكارهم إلى مشاريع حقيقية، من خلال مجموعة من المبادرات والبرامج المبتكرة التي تسهم في دعم قوة الصناعات الثقافية والإبداعي.

وتثري المشهد الثقافي المحلي. وأضاف: تعد الشراكات الإبداعية والمعرفية أداة قوية لتمكين القطاع وتعزيز مكانته كرافد رئيسي للتنمية الاقتصادية، وهو ما ينسجم مع التزامات الهيئة وسعيها لتحقيق «رؤية دبي الثقافية» الهادفة إلى ترسيخ مكانة الإمارة مركزاً عالمياً للثقافة، حاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب.

تنمية المهارات

وعن أهمية الشراكات الإبداعية في تمكين الصناعات الإبداعية، قالت هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون:

تكمن أهمية الشراكات بين المؤسسات الثقافية والفنية المحلية والعلامات العالمية، في أنها الأساس لتمكين الصناعات الثقافية والإبداعية، بما ينعكس على تفرّد المنجز الفني وتطوّر المجتمعات واقتصادها الإبداعي، من خلال التطوير المهني للفنانين والمصممين الشباب عبر اكتساب المهارات والقدرات الابتكارية، وتعزيز حضورهم العالمي بإبداع وتميّز، وتزويدهم بالمعرفة والخبرات في مجالات تصميم الأزياء والحرف اليدوية والمجوهرات والحُلي.

وتابعت: نقدم منحة التصميم بالتعاون مع «ليكول» الشرق الأوسط من فان كليف أند آربلز، التي تتضمن برنامجاً تدريبياً في باريس، لحضور دورات مهنية تخصصية في مجال صناعة المجوهرات الراقية، في «ليكول» مدرسة فنون تصميم المجوهرات.

كما نقدم مع علامة الأزياء العالمية العريقة «دولتشي آند غابانا»، جائزة التصميم التي تسهم في التنمية المهنية واكتساب المهارات اللازمة لتطوير وإنتاج التصاميم الإبداعية عالمية المستوى.

حضور مجتمعي

وحول انعكاس المبادرات والشراكات الإبداعية ثقافة المجتمع واهتمامه بقطاع الفنون والثقافة في إمارة دبي، تقول فيلما جوركوت، المديرة التنفيذية لـمبادرات السركال: كمجتمع متعدد التخصصات والأصوات، كنا دائماً منصة حيث يتم تقديم وتمثيل الأصوات والقصص المتنوعة. يستمر هذا الآن في التطور والنمو من خلال شراكاتنا ومشاريعنا العالمية.

نفكر بشكل واسع في شبكاتنا، مميزين الصلة والتواصل تفوق الحدود الجغرافية أو الحدود التخصصية. كمنظمة فنية خاصة، كان عملنا دائماً مستنداً إلى أخلاقيات الرعاية والقيادة المشتركة والتعلم الجماعي، حيث يتم التركيز على الحوار المفتوح والتعاون الطويل الأمد في شراكاتنا. كل من العملية المعرفية والمنتج النهائي هما جزء من ممارساتنا عند تقديم وعدنا العام.

حراك ديناميكي

وفيما يتعلق بدور المؤسسات الثقافية في خدمة الفنون الإبداعية، أوضحت أنطونيا كارفر، المديرة التنفيذية لــ«فن جميل»:

نحن نؤمن بشدة أنه بفضل الشراكة والتعاون يمكننا تحقيق أهدافنا في بناء فهم ديناميكي للفنون باعتبارها أساسية للحياة ومتاحة للجميع. تعد العلاقات القوية والتبادل المستمر بين المؤسسات الثقافية مثل مؤسستنا والمجموعات والمبادرات المحلية والدولية أمراً بالغ الأهمية للإبداع والتحويل - فهي تغذي المعرفة وتبادل الأفكار والتقنيات والموارد، بالإضافة إلى المساهمة بشكل كبير في التنمية للمجتمعات الإبداعية واقتصاداتها.

موارد معرفية

وأكد فيصل الحسن، المدير العام لمَجمع 421 للفنون أن إقامة الشراكات بين المؤسسات الثقافية والعلامات الإبداعية محلياً وعالمياً يعد أحد أهم العوامل الرئيسية، التي بدورها توفر فرصاً للتعليم وتعنى بإشراك الصغار والطلاب والمعلمين والمهنيين المبدعين في نهج تشاركي فني وإبداعي. تتمثل تلك الشراكات في كونها فرصة لتبادل الأفكار والتقنيات والممارسات المتنوعة.

مما يمكّن الفنانين من الابتكار من خلال والحصول على الفرصة للاستفادة من الموارد والمعرفة المتاحة من المؤسسات التي تجتمع لدعم عملهم بالإضافة إلى ذلك، توفر هذه الشراكات فرصاً طموحة للتطوير المهني تشمل ورش العمل المتنوعة والإقامات الفنية مما يسهم في توسيع مهارات الفنانين ومعارفهم.

ثقافة الفنون

وذكر الدكتور رضا مومني، رئيس مجلس إدارة «كريستيز» في الشرق الأوسط وأفريقيا، أن الشراكات بين المؤسسات الثقافية والعلامات الابداعية تعود بالمنفعة للطرفين، فإنها تطور المجتمعات الثقافية من خلال تقديم مصالح اقتصادية وترقية للخبرة الابداعية المحلية وتزيد فرص العرض على المنصات الدولية، فتخلق حلقة مصالح إيجابية للمؤسسات والعلامات الابداعية المحلية التي تؤدي إلي الارتقاء بالقطاعات الإبداعية ونشر ثقافة الفنون المحلية والشرق أوسطية انطلاقاً من إمارة دبي.

مجتمعات إبداعية

وتعتقد ونانسي أوزبك، المديرة العامة لمركز «تايمز سكوير»، أن المجتمعات الإبداعية تنو وتزدهر في ظل المبادرات والشراكات بين المؤسسات الثقافية والعلامات الإبداعية كونها تعد من المحاور الرئيسة للتأثير وحضور المشروعات التي تمثل هوية المجتمع الإماراتي المعاصرة.

وبالنسبة لمركز «تايمز سكوير» تثري هذا النوع من المبادرات مجتمعاتنا الإبداعية من خلال مزج التراث المحلي بالتأثيرات العالمية، وتعزز الابتكار وتوفر منصات للفنانين. بالإضافة إلى ذلك، تجذب الزوار، وتزيد من حراكها التفاعلي تعزز حضور الفنون والصناعات الإبداعية المحلية واستثماراتها المرتبطة بسوق العمل والمهن وفقاً لمتطلبات العصر.

رعاية الإبداع

وأشار كرم حور، مدير التسويق والاتصال بمركز تشكيل للفنون، إلى أنه مهما اختلفت وجهات النظر في جوهر تأسيس المؤسسات الإبداعية في أي دولة، نجد أن جميع الأسباب على اختلافها تفضي إلى إجابة واحدة، ألا وهي احتضان الإبداع.

ونجد ذلك جلياً في التطور الكبير الذي يشهده القطاع الثقافي في دولة الإمارات، إذ يستمر عدد هذه المؤسسات في تزايد لتلبية احتياجات القطاع الإبداعي. وفي مركز تشكيل، نقوم بتقديم العديد من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز واحتضان ورعاية الإبداع والمواهب.

 

Email