سوق دبي الفني.. تحولات مبشرة في تسويق المبدع المحلي

توسع ملحوظ برزت تجلياته على أكثر من صعيد - من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

في موازاة النمو المتسارع الذي حققته دبي، كان سوق المدينة الفني يشهد توسعاً ملحوظاً برزت تجلياته على أكثر من صعيد، سواء في افتتاح صالات عرض جديدة، أو إقبال فنانين مشهورين ساعين وراء الفرص الدولية، أو قدوم جهابذة فن ومزادات عالمية لبيع أعمال فنية، أو تأسيس متاحف ومعارض فنية فريدة داعمة للفنانين.

ومع ذلك يبقى التغيير البارز في تحول مزاج أمناء المتاحف وجامعي الأعمال الفنية الدوليين، نحو إشراك فنانين محليين من الإمارات في معارضهم وشراء أعمالهم، ما عزز المشهد الفني المزدحم أصلاً في المدينة، وفق مجلة «آرت نيوزبايبر» الفنية.

جمهور جديد

يتحدث المؤسس المشارك في معرض «لوري شبيبي»، ويليام لوري، لـ«آرت نيوزبايبر»، عن تأثير النمو الذي تشهده دبي، لاسيما اجتذابها الآلاف من أصحاب الثروات قائلاً: «هناك جمهور جديد يحط رحاله في دبي، وهو يظهر اهتماماً بالفن».

وتقول المديرة التنفيذية لآرت دبي، بينيديتا غيوني، عن ظاهرة بروز معارض فنية جديدة تضاف إلى العديد من المعارض التي تأسست منذ الطفرة الفنية الأولى نهاية العقد الأول من القرن الـ21، إن الفنانين ينظرون الآن إلى دبي بعيون جديدة، باعتبارها منصة توفر العديد من الفرص، لاسيما الدولية منها.

جامعو أعمال

وفي ظل هذين التطورين، لفتت المجلة إلى تغيير آخر طرأ في قوائم الفنانين في صالات عرض دبي، ويتمثل في انتقال فنانين شباب من الإمارات إلى تمثيل المعارض، بعد أن كانت المدينة معروفة بعرض أعمال فنانين من المنطقة العربية وجنوب آسيا.

وقد برز بينهم الفنانة الإماراتية عفراء الظاهري في معرض «غرين آرت»، كما استقطب معرض «طبري آرت سبيس» الذي فتح المجال في المقام الأول للحداثيين العرب، عدداً من الفنانين الشباب بمن في ذلك ميثاء عبدالله وهاشل اللمكي.

وتقول صاحبة المعرض، مليحة الطبري، إن كثيرين اليوم يرغبون في كسب الفنانين الشباب، ذلك أن جامع الأعمال الفنية بإمكانه تحمل شراء 20 قطعة من أعمالهم مقابل تكلفة عمل حداثي قديم واحد.

وأكدت أن لديها هواة جمع فنون كثر ممن اشتروا أعمالاً لحداثيين ويقتنون الآن أعمال فنانين شباب ناشئين، لكن أيضاً العديد من هواة الجمع حديثي العهد ممن يشترون الأعمال الناشئة، وهؤلاء يأتون من نيويورك والدنمارك، وأمستردام، والسعودية والكويت.

ظاهرة متاحف

وإضافة إلى توسع المعارض الفنية، لفتت «آرت نيوزبيايبر» أيضاً إلى ظاهرة المتاحف وافتتاحها مواقع لها في عمق المنطقة، كمتحف غوغنهايم بأبوظبي الذي يستعد لافتتاحه في العام 2025، مع التركيز على الفنانين العالميين وفنانين الجنوب العالمي والفنانين الإقليميين. كما إلى النجاح الملحوظ الذي تحققه معارض دبي الفنية بالتعامل مع عدد من الحداثيين العرب، حيث برز بين فنانيه الإماراتي محمد أحمد إبراهيم.

دور مزادات

وأشارت المجلة أيضاً، إلى نشاط دور المزادات العالمية، حيث قام مزاد «كريستيز» بإحياء مزاد الربيع، وكان المزاد العام الماضي قام بعملية بيع عبر الإنترنت مع أبرز الأحداث جرت في غرف المشاهدة لدبي التي بلغت نسبة بيعها 93%.

كذلك أشارت إلى قيام مزاد «ساوذبيز» برفع حضوره في دبي إلى 12 موظفاً وانتقاله أيضاً بثقل أكبر إلى المبيعات الخاصة، بائعاً المزيد من القطع في العام 2023 بنسبة 50% زيادة عن العام 2022، إلى جانب عقده أول مزاد بالظرف المختوم بدبي في الشرق الأوسط.

دور متحول

وخصت المجلة بالذكر معرض «آرت دبي»، مشيرة إلى أن هوية دبي كنقطة لقاء كانت دوماً علامة فارقة لهذا المعرض، لافتة إلى أن الشركة الأم «آرت دبي غروب» ركزت مناسباتها بالمدينة في معارض أسبوع دبي للتصميم، ومعرض غراد وداون تاون ديزاين، وجميعها يقام في نوفمبر، ما يعكس في جانب منه الدور المتحول الذي يلعبه المعرض في دبي.

حيث تتمتع برامجه غير التجارية بطابع أهلي: دعم الفنانين الشباب، والعمل على تطوير مشهد جمع الفنون. كما لفتت إلى إطلاق «مجموعة دبي» في العام 2020، سلسلة مستمرة من المعارض العامة المستمدة من «مقتنيات دبي» وتعمل كمتحف معاصر، مشيرة إلى أن التحول الأخير للمعرض يعكس أيضاً التغيير في المدينة، لاسيما في الجانب الرقمي.

 

Email