الفن في دبي.. تجارب إبداعية نابضة بالاستدامة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مبادرات نوعية كثيرة تطلقها دبي تهدف إلى تعزيز دور الفنون البصرية في تحفيز المبدعين لاستخدام خامات مستوحاة من الطبيعة كنواة التمر والجلود والحراشف واللحاء والألياف وغيرها من الخامات الطبيعية الأخرى المستخدمة في عالم التصميم والإبداع.

اقتصاد إبداعي

ويقول خليل عبدالواحد مدير إدارة الفنون التشكيلية بهيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»: «تحث «دبي للثقافة» المبدعين على اعتماد الخامات المستدامة في مجال الفنون البصرية، وتعد دبي مركزاً عالمياً للإبداع والابتكار، وتؤكد على أهمية تقديم الفن بطرق مستدامة، عبر توفير الدعم الفني والتدريبي للفنانين الذين يعتمدون على الخامات المستدامة يشجعهم على استمرارية تجاربهم الإبداعية، بالإضافة إلى ذلك، تنظم دبي ورش عمل ومعارض فنية تسلط الضوء على استخدام الخامات المستدامة، ما يعزز الوعي بأهمية الاستدامة في المجتمع الفني، ويسهم في بناء جيل جديد من الفنانين الملتزمين بالاستدامة ويمتلكون قدرات إبداعية لابتكار مشروعات فنية متكاملة قائمة على خامات طبيعية أو تم إعادة تدوريها كجزء من إنجازات الاقتصاد الإبداعي للفنون الشرق أوسطية».

قابل للتحلل

ويقول المصمم إبراهيم آسور الذي ينحدر إلى مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا ويقيم حالياً في دبي: «بكل تأكيد من السهل الحديث عن الاستدامة، إلا أن ممارستها صعبة للغاية، وأهدف عبر أعمالي إلى ردم الهوة بين مختلف جوانب تصميم المنتجات القائمة على خامات مستدامة وصديقة للبيئة، التي استمد منها إلهامي وهي العامل الأول والمحفز لي للبحث وإجراء التجارب والاختبارات المتكررة، وصولاً إلى منتج إبداعي تم صنعه بخامات طبيعية، وعلى سبيل المثال صممت عملاً بمواد قابلة للتحلل الحيوي مثل أوراق الشجر والسعف وأشجار النخيل، حيث يتم تجفيفها في الفرن وطحنها على شكل مسحوق ناعم، ثم يتم خلطها مع الراتنج (حمض اللبنيك)».

وفيما يتعلق بدور الفنانين والمبدعين في نشر ثقافة التصاميم والفنون المستدامة من خلال إنتاج قطع وتصاميم تثير إعجاب النقاد والجمهور المتلقي، قالت المهندسة المعمارية والفنانة ومصممة المنتجات ريما المهيري: «اهتم كثيراً باستكشاف المادية الحيوية والتصميم التجديدي في مجال استراتيجيات التصميم من وحي البيئة الإماراتية والخامات الطبيعية، والتي تمثل جزءاً من تاريخنا وتقاليدنا، وباتت اليوم مكوناتها جزءاً لا يتجزأ من عمليات الاقتصاد الدائري الذي لا يتم حتى الآن استغلاله بشكل كافٍ، فعلى سبيل المثال يتم التخلص من 40 % من الأسماك قبل أن نستهلكها، ما يستدعي تفكيراً إيجابياً نحو الاستفادة من مكوناتها وتطوير خامات لصنع مواد قابلة للتحلل والدمج ضمن مشاريع المصممين الذين بطبعهم يميلون إلى التجريب والمغامرة خلال صنع العمل للتحقق من جودته، واعتقد أنه من واجبي كمهندسة معمارية ومصممة أن أجعل هذا من أولوياتي، وسأكون دوماً جزءاً من المناقشات حول الحلول المستدامة».

تجارب وبحوث

ويقول المصمم والمهندس خالد شلحة: «أجريت بالتعاون مع المهندسة المعمارية والمخططة الحضرية سارة أبو فرحة، العديد من التجارب والبحوث لفهم الخصائص التصميمية لنواة التمر البسيطة، كما درسنا طرق البناء العامة عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، قبل البدء في تحديد عملية صناعية مستدامة ومنخفضة التكلفة لتحويل نوى التمر الخام إلى مادة إسمنتية تستخدم في التصميم، دون أي استعمال للخرسانة أو الراتنج، وتطوير أول مادة إسمنتية ترتكز على نوى التمر في العالم».

Email