الشباب ينجذبون إلى ما فيه من غموض وعوالم غريبة وقصص رعب

مبدعون: الأسلوب وإجادة توظيف الخيال ركيزتا شعبية أدب الفنتازيا

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أن يتهافت الشباب على كاتب بالآلاف، ويقفون صفوفاً طويلة بانتظار الحصول على توقيعه أو التحدث إليه، حدث يشار إليه بالبنان وبكل فخر في عالمنا العربي الذي يثبت كل يوم أنه يقرأ، وأنه قريب من عوالم الكتاب والورق.

لكن ربما يكون لهذا الإقبال شروطه الخاصة، المتعلقة بذائقة الشباب وخياراتهم، حيث يبدو أن الجيل الحالي انتقائي إلى حد ما، لا سيما مع كل هذا التطور الحاصل على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الحياة اليومية وتقنياتها السريعة.

أسلوب

حول ما يجذب القرّاء الشباب ويدفعهم إلى الإجماع على كاتب معين، يرى الكاتب والناشر الإماراتي جمال الشحي أن كل ذلك مرتبط بالأسلوب الذي يستخدمه الكاتب وطريقة توظيفه للخيال، لافتاً إلى أن هناك كتّاب إماراتيين بدأوا الكتابة في مجال الفنتازيا وأدب الخيال العلمي، لكنهم للأسف لم يكملوا المسيرة ولم يحصدوا نتيجة هذا الجهد، الذي يجتذب الشباب الباحثين عن توسعة مخيلتهم وعوالم الدهشة لديهم في ظل التقنيات المهيمنة في هذا العصر، التي تتطلب مواكبتها حتى في طرق الكتابة وتقديم الأفكار بما يتناسب مع عقليتهم وأعمارهم ونموهم.

وقال: «يستطيع الكاتب الإماراتي والخليجي بشكل عام الوصول إلى الشباب وإلى العالمية أيضاً إذا اتبع بعض الأساليب في في الكتابة مثل أدب الفنتازيا.

وللأسف ليس لدينا إلا قلة من الكتّاب الذين نهجوا هذا المنهج، ونجح منهم كاتب خليجي واحد، تمكن من أن يصبح ظاهرة في مجاله، بدليل إقبال كبير عليه من فئة الشباب لحضور توقيع كتابه واللقاء به في إحدى العواصم العربية خلال معرض للكتاب أُقيم هناك.

وهذا مدعاة للفخر بكل تأكيد، ويدل على أن أدب الفنتازيا له حضور كبير من قبل الناشئة والشباب، وللأسف الكثيرون لم ينتبهوا إلى هذا الجانب، ومنهم من بدأ ولم يكمل مسيرته، قبل أن يحصد نتائج عمله بهذا الأسلوب، الذي يثبت واقع سوق النشر أنه أسلوب رائج، وعليه إقبال خيالي من فئة الشباب».

وأضاف الشحي: «لا يشترط في نوع الأدب الذي أتحدث عنه أن يقتصر على الرواية فقط، بل يمكن تجسيده من خلال القصة القصيرة والحكاية أيضاً وأدب الطفل والقصص الكوميدية والمصورة. وكل هذه الأنواع لها جمهورها الواسع من فئة الشباب، كون أغلب شريحة في المجتمع هي في الفئة العمرية التي تميل إلى هذه الأنواع من الكتابة، وهذا ما تثبته الوقائع يوماً بعد يوم».

وأشار الشحي إلى أن أغلب الكتب العربية، التي تتناول مجال الخيال الفني والعلمي وأدب الفنتازيا، هي كتب مترجمة من لغات أجنبية، ومنها ما لاقى رواجاً ونجاحاً كبيرين وتم تحويلها إلى دراما وأفلام سينمائية؛ وللأسف، فإن القارئ العربي الشاب، اليوم، حينما يبحث عن أعمال ذات جودة في هذا النوع من الأدب يجده في الكتب المترجمة لا في الكتب العربية، موضحاً أن من حق الشريحة الكبرى من القراء أن تجد من يكتب لها ويلبي تطلعاتها التي تتماشى مع أعمارها وتجاربها والواقع الذي تعيشه، ما فيه من تطور وسرعة في كل شيء.

ويرى الشحي أن اتباع العديد من الكتّاب في وقتنا الحالي لأسلوب «النشر أولاً بأول»، على وسائل التواصل الاجتماعي، وما لهذا الأسلوب من أثر مباشر في التواصل مع الجمهور، هو واحد من أهم الوسائل المتبعة حالياً لجذب انتباه القراء الشباب، خاصة وأن تلك المنصات جاذبة لهم ولم تعد الطرق المعتادة في النشر والترويج هي السائدة، مضيفاً: حتى وسائل التواصل الاجتماعي فيها ما هو فعّال وسريع مثل «تيك توك» و«سناب تشات»، ومنها ما بات تقليدياً مثل «إكس» و«إنستغرام»، لذا فإن طرق التواصل مع الجمهور عبر تلك الوسائل يجب أن تكون مدروسة ومحسوبة لضمان انتشار مثل هذه الكتب والترويج لها.

خيال

من جهتها، أشارت الكاتبة الإماراتية فاطمة المزروعي إلى أن الجيل الحالي أو الشباب واليافعين يحبون الخيال، وأيضاً إضافة شيء من الرعب والإثارة إلى الكتب التي يقرأونها، وتشير إلى أن هذا ما حدث مع أبناء جيلها، فهي كانت تحب جداً قراءة الكتب التي فيها الغرائب مثل كتاب «ألف ليلة وليلة» مثلاً، أو الحكايات على لسان الحيوانات والطيور مثل «كليلة ودمنة»، التي كان فيها الكثير من توظيف الخيال والإبحار إلى عوالم غريبة تجعل القارئ يشعر وكأنه يخوض شخصياً في مغامرة حقيقية.

وأوضحت أن على الكتّاب الحاليين الذين يرغبون في التواصل مع الشباب أن يمعنوا كثيراً في تفاصيل المغامرات والقصص، التي فيها ألغاز وغموض يدفع القراء إلى البحث والقراءة أكثر، فهم يبعدون عن الكتب التي باتت تتحدث عن الواقعية والحكايات الجدية ربما بسبب أن الحياة فيها من الجدة ما يكفي، فإنهم يميلون إلى ما يمتع خيالهم أكثر وما يبعدهم عن جدية الحياة وقسوتها في بعض الأحيان أيضاً.

وتعمل المزروعي حالياً على مجموعة قصصية في مجال الفنتازيا وفي إطار العوالم الغريبة التي يرغب الشباب في استكشافها والتعرف عليها خلال قراءتهم، مشيرة إلى أنها ترغب من خلال هذه التجربة التواصل بشكل مباشر مع الأجيال الجديدة التي باتت تحب الإبهار بسبب كل المشتتات والوسائل الحديثة التي تعمل على ذلك، ويتعين توظيفها في الكتب لتكون أكثر قرباً منهم.

Email