فنون رغد الأحمد.. إبداعات تستلهم التراث وتنشد السكينة

تبرز في أعمال الفنانة السعودية رغد الأحمد، ملامح تأثرها الكبير بجذورها، من خلال لمسات غنية بقيم وأعراف وثقافة مكان نشأتها. ومن بين توليفة تلك العناصر الثقافية المجتمعية التي تزدان بمضامينها أعمال رغد، نتبين إبداعاها في مجالات العمارة الإسلامية، إذ تعمد معها  تكوين مضامين رسائل إبداعية وجمالية تنتمي إلى حكايات المكان لتترك معها للجيل الجديد رسائل محتواها أن يكون التراث المعماري معاصراً ومواكباً للحياة.

إن أعمال الفنانة، في المجمل، تستلهم التراث، وتقود النفس الإنسانية نحو الراحة والتأمل والسكينة، لتتمثل بذا طاقات علاجية خلاقة. 

معرض

وفي ضوء وسياق هذه التوجهات، تعرض رغد الأحمد في مركز  «1971»، أعمالاً لافتة ضمن معرض خاص بها، يمثل   دعوةً للزوّار للبحث عن الشفاء عبر تجربة تأمّلهم الشخصي من خلال الدعاء، إذ تُبرِز الفنّانة السمات الروحانية  من أجل الارتقاء بالتجربة الإنسانية بالاعتماد على تراث التصميم المعماري الإسلامي بوصفه أسلوبَ حياة، وذلك بما يتجاوز الأماكن.

رحلة شخصية

«البيان» التقت الفنانة رغد الأحمد للحديث عن معرضها «وين صليت وين ادعيت، ليلة القدر مثلك وعيت»، الذي يهدف إلى التعبير عن رحلتها الشخصية بتجسيدات إبداعية فنية  تُجلّي الحزن عبر استكشاف الروح الداخلية والاستشعار الروحي العميق الذي يحدث في ليلة القدر.

وهي تؤكد في الحوار، أن أعمالها حافلة بملامح تأثير التعاليم الإسلامية والكلمات القيمة التي سمعتها من جدتها، وهو ما يخلق جسراً بين الفلسفة الإسلامية التقليدية والتعبير الفني الحديث ويمثل «تجليات» ملهمة في دمجه الفريد للروحانية والفن والتصميم والرحلة الشخصية.

تأثير

وتقول الفنانة: درست في جامعة الملك عبدالعزيز ضمن تخصص تصميم داخلي وأثاث، وقد أثرت البيئة المحيطة في أعمالي، إذ إنني ترعرعت في مدينة الطائف، واستلهمت عنوان المعرض من جدتي، فكانت تقول هذه الأبيات لأخيها «يا علي وين صليت وين دعيت ليلة القدر مثلك وعيت»، وقد تكون الأبيات شخصية، ولكن فضلت أن استخدمها وأقولها للناس، وكنت أسأل من هم حولي هذه الأبيات نفسها، وهناك مقولة منتشرة تقول لا تأتي البصيرة إلا بالحزن، وحينها يكتشف المرء حقيقة كل شيء وحقيقة أهله وماله، ولذلك عرفت أن الإنسان يكون في ليلة القدر  متضرعاً إلى الله أكثر ..فتتجلى حقيقة كل شيء ويكون قريباً أكثر من ربه.

منارات

وتتابع: في المعرض سعيت إلى أن أوضح كيف هي رحلة الفنان في مواجهة الحياة وكيف يستطيع معالجتها في الوقت نفسه في تأمل المنارات في الأعمال المعروضة وكيف أن هذه المنارات تذكره بالله، وهناك عمل بعنوان «ليلة القدر» وهو أحاسيس لما يدور في ليلة القدر كما أنه وصف للمشاعر في تلك اللحظة، وأعدّ العمل الفني «ليلة القدر» مثل الكبسولة التي تعالج، إذ بالدعاء يستطيع الإنسان أن يعالج نفسه فالعلاجات في القرآن الكريم.