فن الأماكن العامة في دبي.. بصمة إبداعية تزين وجه المدينة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعمل هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، في كل عام، على تصميم واستضافة عدد كبير من الفعاليات والمبادرات الثقافية والإبداعية كجزء من مسؤوليتها الثقافية في دعم المواهب وتحفيز المشاركة وتحقيق أهداف استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي.

كما تشارك وتدعم الفعاليات الثقافية والفنية الأخرى التي تُقام في جميع أرجاء الإمارة، بما يتماشى مع رؤيتها لجعل دبي مركزاً عالمياً للثقافة وحاضنة للإبداع وملتقى للمواهب، وعاصمة عالمية للاقتصاد الإبداعي.

ولعل من أبرز هذه الفعاليات والمبادرات الثقافية، مبادرة «الفن في الأماكن العامة»، التي تأتي في سياق قيادة هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» الحراك الفني والثقافي الإبداعي في دبي، وسعيها إلى تعزيز الثقافة البصرية في الإمارة وتحفيز روح الابتكار لدى المبدعين والفنانين وتشجيعهم على تقديم تجارب فنية استثنائية تساهم في تحويل الإمارة إلى معرض فني مفتوح وعالمي ومتاح للجميع.

من جهة أخرى، شكلت مبادرة «الفن في الأماكن العامة» إطاراً لدعم وتمكين أصحاب المواهب الفنية، ومد جسور التعاون مع المؤسسات والمبادرات الإبداعية الفاعلة في مشهد الثقافة والفنون في دبي، مثل: «آرت دبي» و«مركز تشكيل» و«مؤسسة السركال» و«فن جميل»، بهدف تحويل ساحات وميادين دبي العامة إلى وجهات سياحية وثقافية، بما تحتضنه من أعمال ومجسمات فنية وتركيبية وجداريات تعكس الهوية الإبداعية للإمارة، وتخلق فضاءً حضارياً تفاعلياً بين الفنانين والجمهور من مختلف الجنسيات والثقافات، وتساهم في تنشيط السياحة الثقافية في الإمارة.

ترابط

وجاء العمل التركيبي «موجة من الخيال» للفنان الإماراتي جاسم العوضي، جزءاً من مبادرة «الفن في الأماكن العامة»، واستلهم من الترابط بين عنصري الأرض والماء الممتد من بحر الخليج العربي وصولاً إلى الرمال الصحراوية، ويتشكل العمل المقام بالقرب من شاطئ جميرا من مواد صلبة، ويمتاز بانحناءاته ولونه الأصفر المستوحى من لون «عباد الشمس» ليعكس ثراء البيئة المحلية، والقوة والطاقة الموجودة في دبي.

ويندرج مجسم «الدرور» في حي الشندغة التاريخي، تحت مظلة هذه المبادرة، وقد استلهمه الفنان والمصمم الإماراتي مطر بن لاحج من أشكال الحساب الفلكي الذي اعتاد أهل الإمارات والخليج في الماضي. ومن خلال «الدرور» الذي يزن 400 كيلوغرام، ويصل ارتفاعه إلى 5 أمتار، يعيد بن لاحج طرح واحدة من مفردات التراث المهمة برؤية فنية معاصرة.

جداريات

تمثل جداريات «المد» و«الاندماج» و«مثال»، التي نفذت ضمن «بينالي دبي للخط» وتحت إشراف القيم الفني أحمد مكاري، إضافة نوعية لمبادرة «الفن في الأماكن العامة»، حيث قدم الفنان الأرجنتيني المقيم في الإمارات غصن جبران، تحت عنوان «المد»، جداريته التي استلهم تفاصيلها من حركة الأمواج وطاقة المياه وتلامسها مع الرمال.

في حين، تتألف جدارية «الاندماج» التي أبدعها الفنان الجزائري المقيم في الإمارات أحمد أمين عيطوش في حديقة ند الشبا، من ثلاثة أسطح ونفذها بطريقة احترافية لتبدو كقطعة واحدة، تجسد التعايش بين الثقافات. وتبدو جدارية «مثال» التي نفذها أيضاً «سنيك هوتيب» في حديقة أبو هيل بمثابة خطاب صامت لكل من يحاول أن يكون نسخة أفضل من نفسه كل يوم.

واجهة

زينت «دبي للثقافة» واجهة مكتبة الصفا للفنون والتصميم بجدارية فنية جصية مستلهمة من تراث دبي، وتساهم في إبراز تنوعها الثقافي وحيوية مشهدها الفني المعاصر، وهو ما يتماشى مع أهداف استراتيجية «الفن في الأماكن العامة» الرامية إلى تعزيز الثقافة البصرية في دبي.

وتتشكل الجدارية من لوحة كبيرة الحجم وتُعيد من خلالها الفنانة اللبنانية شفى غدّار، تخيل التصميم المعماري القديم لمبنى المكتبة، وتبرز جماليات ودقة الزخرفة الإسلامية التي شكلت جزءاً من مكتبة الصفا قبل خضوعها لعملية ترميم شاملة.

تحتضن حديقة «جداف ووترفرونت» الواقعة بجوار «مركز جميل للفنون» العمل الفني «حلمت بمدينة هي وطن للجميع» من إنتاج مجموعة التصميم «نظريات الخيال» التي تضم الفنانة والمعمارية نور علوان والفنان والمصمم عبدالله بوحجي وتتخذ من الإمارات مقراً لها، ويعكس العمل مكانة منطقة الجداف وأهميتها التاريخية كحوض لبناء السفن، كما يحتفي بدورها في تمكين التجارة والتبادل الثقافي، ما أسهم في تعزيز التنوع الثقافي في دبي.

«اتحاد الفنانين»

في غضون ذلك، كشفت هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» بالتعاون مع «آرت دبي» عن العمل التركيبي الفني «اتحاد الفنانين» الذي تم تنفيذه ضمن استراتيجية «الفن في الأماكن العامة» الهادفة لتحويل دبي إلى معرض فني عالمي مفتوح ومتاح للجميع يعكس هوية دبي الإبداعية، ويعزز الثقافة البصرية وروح الابتكار.

ويستكشف العمل الفني «اتحاد الفنانين» الواقع في منطقة الحضيبة مقابل متحف الاتحاد، العلاقة بين التوازن والمتانة، وهي عناصر تتكرر في إبداعات الفنانين الخمسة الذين ابتكروا منحوتة فنية آسرة بصرياً، تجسد جوهر الاتحاد وتعبر عن المفهوم العميق للوحدة بين إمارات الدولة، ويحمل العمل التركيبي تواقيع خمسة فنانين إماراتيين، هم: الفنان محمد أحمد إبراهيم، وشيخة المزروع، وأسماء بالحمر، وخالد البنا، وعفراء الظاهري.

Email