عيد الفطر في دمشق بين ذكريات الماضي وتحديات الحاضر

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يعود عيد الفطر هذا العام إلى سوريا، في وقت لا تزال الأوضاع المعيشية صعبة جراء غلاء الأسعار، والأوضاع الاقتصادية السيئة.

وفي دمشق، وبينما كان العيد مناسبة للقاء الأهل والجيران وأبناء الحي الواحد، واحتفالية جميلة يتشارك فيها الجميع، بات التواصل يقتصر على أقرب المقربين فقط، وحلّت وسائل التواصل الاجتماعي بديلاً لتبادل التهاني والمعايدة.

ومع ذلك، تبقى الشعائر الدينية الخاصة بالعيد ثابتة راسخة، حيث لا يزال الدمشقيون يتمسكون بها، بدءاً من الانطلاق إلى المساجد لأداء الصلاة في اليوم الأول، حيث يكتظ المسجد الأموي الكبير وغيره من مساجد العاصمة والمدن الأخرى بالمصلين. ومن طقوس العيد أيضاً زيارة السوريين الأقرباء، وهذا الأمر بات خلال الحرب يقتصر على المقربين جداً من العائلة وبعض الجيران. وعلى الرغم من الظروف القاسية، يبقى للعيد طابعه المميز، لا سيما للأطفال الذين يتوجهون إلى ساحات الألعاب للهو، وشراء ما تيسر من حلوى، بعد الحصول على العيدية من ذويهم وأقاربهم.

طقوس

الباحث في التراث الشعبي الدمشقي هيثم الفحل، تحدث لـ«البيان»، عن الفوارق بين الماضي والحاضر بالنسبة لعيد الفطر، قائلاً: في الماضي كان أهالي دمشق يستعدون للعيد منذ العشر الثاني من رمضان، حيث كان يقسم الشهر إلى ثلاثة أقسام؛ العشر الأول ويسمونه «المَرَق»، ويعني عشر الطعام والطبخ، وكان يسمى باللهحة العامية «الطبخ والنفخ»، حيث أنّى سرت في حارات دمشق القديمة داعبتك روائح الطبخ من كل منزل، وكان تبادل «السكبة» بين الجيران عرفاً اجتماعياً ثابتاً.

وتابع: العشر الثاني كان يسمى «الخرق»، حيث لم تكن محال الألبسة الجاهزة موجودة كما الآن، فكان الرجال والنساء يقصدون الخياط لتفصيل ملابس العيد الجديدة. أما العشر الأخير فهو «الورق»، ويعني صر الحلويات ووضعها بالورق.

وأضاف الفحل: كان الناس ينتظرون الليلة الأجمل؛ ليلة العيد، بشغف، في اليوم الأخير من شهر رمضان، وحين ثبوت رؤية الهلال، تنطلق التكبيرات من الجوامع، ويسارع الجيران لتبادل التهاني. وما يميز العيد أيضاً «زكاة الفطر»، التي كانت تقدم للأسر المحتاجة.

الباحث محي الدين قرنفلة، قال في حديثه لـ«البيان»: كانت أيام العيد في السابق مختلفة، نتيجة قرب الناس من بعضهم البعض، كان أهالي الحي متعاضدين، متعاونين، حتى النسوة كن يتشاركن في صناعة المأكولات والحلويات استعداداً للعيد.

واستطرد: كان للعيد طقوسه، وبهجته، ودلالاته للتعبير عن صلة الرحم، من خلال زيارة الأهالي لبعضهم البعض بعد صلاة العيد، ثم التوجه إلى بيت كبير العائلة، لتناول الطعام. وأضاف: كانت مظاهر العيد تبدأ قبل عشرة أيام في الأسواق والحارات والحركة الكثيفة في الأسواق، كل هذا بتنا نفتقده اليوم، بقي العيد، لكن الناس تغيرت، وتغيرت العادات.

Email