منطقة الشندغة التاريخية.. معالم تروي عراقة دبي

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لا مثيل لقصص الماضي الجميل ومفردات التراث بينما تحضر معانقة بهاء الحاضر الثري بصنوف التطور الثقافي والإبداع الفريد المضاهي والمنافس لأهم التجارب العالمية المعاصرة.

تلك هي في الحقيقة الحكاية الجوهر لمنطقة الشندغة في دبي، بما تضمه من مواقع تراثية ومتاحف ومراكز ترفيهية وأسواق تقليدية، تروي جمال المكان وعراقته وقصص فرائده، وتسرد آفاق مستقبله العامر بألوان التفوق والريادة في شتى حقول الإبداع. وهو ما جسده وغزل رمزياته وعبر عنه في العام الجاري، مهرجان سكة للفنون والتصميم 2024، الذي اختار المنطقة في دورته الأخيرة، مقراً وموئلاً ومحفلاً لفعالياته، وذلك في دلالة مهمة على تناغم إبداع الحاضر والماضي..وأنوار المستقبل.

إن منطقة الشندغة التاريخية تختزن في الحقيقة قصة دبي، الدرة الثقافية والإبداعية والاقتصادية العالمية، التي نسجت حكاية تطور فريدة وملهمة في المعمورة. وقد نجحت هيئة الثقافة والفنون في دبي بالتعاون مع بلدية دبي وشتى المؤسسات والجهات المعنية، في صون معالم المنطقة، وتحويل المنطقة إلى واحة متاحف وبرامج وفعاليات تعرف بتاريخ دبي والإمارات وتراثها الغني.

تنوع 

تضم الشندغة معالم وبيوتات تاريخية بارزة مهمة، في مقدمها «بيت الشيخ سعيد آل مكتوم» الذي يعد أبرز معالم المنطقة.

ويروي متحف الشندغة، الذي افتتحه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في 2023، حكاية دبي التطور والعراقة، عبر حقب متنوعة، من خلال سرده سياقات وأنماط الحياة التي كانت سائدة في دبي منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى السبعينيات من القرن العشرين، حيث يقص مع هذه الروائع، للعالم أجمع، سيرة حاضرة فريدة في حقول العمل والإنجاز والتميز تحتضن ثقافات العالم وتصوغ دروب التقدم والنماء والإبداع في عالمنا.

ويقدم متحف الشندغة للزوار آفاقاً ثقافية عامرة بالفعاليات والبرامج التعليمية العامة والمتخصصة، التي تعكس سعي دبي نحو الارتقاء بالمشهد الثقافي، والحفاظ على التراث وتعريف الجمهور به. 

22

يصنف متحف الشندغة كونه أكبر متحف تراثي في دولة الإمارات، فهو يضم 22 جناحاً تحتضن أكثر من 80 بيتاً تاريخياً متنوعاً يعبر كل منها عن تطور دبي ودولة الإمارات. ويعرف بتاريخ الإمارة وملامحها الثقافية والابداعية من خلال باقات من المقتنيات والمعروضات والأفلام والصور الفوتوغرافية القديمة بطريقة تفاعلية مبتكرة.

ومما يضمه المتحف: بيت خور دبي، والذي يحكي قصة نشأة مدينة دبي وفرادتها. إذ يعرض أكثر من 150 قطعة أثرية وتاريخية وصوراً وأفلاماً تاريخية لإمارة دبي في منتصف القرن الـ20، تسرد قصة خور دبي.

وهناك أيضاً: بيت الإيمان والحياة الذي يحفل بالمفردات الثقافية والمعروضات التي تعبر عن القيم الإنسانية والاجتماعية الجميلة التي يزخر بها التراث الإسلامي، ويبين كيفيات وأدوار ذلك في تمكن أبناء المجتمع من صون هويتهم وتراثهم.

ومن بين البيوتات الأخرى: بيت دبي المعاصرة الذي يرصد بنى وتفاصيل كثيرة أسهمت في تطور الإمارة، من اقتصادية وثقافية ومجتمعية وتراثية.

وأما بيت العطور، فهو الذي كان سابقاً بيت المغفور لها الشيخة شيخة بنت سعيد بن مكتوم آل مكتوم، واختير ليكون متحفاً للعطور تكريماً لها ولشغفها بالعطور الإماراتية التقليدية. ويسرد بيت العطور ثقافة العطور وتطورها وعلاقة دبي بالعطور. ويضاف إلى هذا: بيت الحرف التقليدية الحافل بأنواع الحرف والصناعات التقليدية في دبي والإمارات، حيث استطاع أبناء المكان معها توفير احتياجاتهم والتكيف مع ظروف البيئة المحلية. ومن بين البيوتات كذلك: بيت الزينة والجمال وبيت المجوهرات التقليدية وبيت الطب الشعبي وبيت الأطفال.

كما أن جناح الحياة البحرية في متحف الشندغة، غني بالتجارب والمقتنيات والمعروضات التي تروي جوانب وقصص ارتباط دبي بالبحر، وما تمتلكه من بيئة بحرية غنية ومتنوعة يرجع تاريخها إلى نحو 7 آلاف سنة. ويحكي عن ثراء بيئة دبي البحرية وغناها بأنواع الأحياء البحرية والأسماك التي تعيش فيها، ويتطرق إلى أساليب الصيد التقليدية ومسارات التجارة البحرية وتجارة اللؤلؤ في الإمارة قديماً..وغير ذلك من الموضوعات. وهناك أيضاً مجموعة من البيوتات الأخرى التي يضمها المتحف، وتغتني بالقصص الفريدة.

Email