العيد في الأدب الإماراتي.. تفاصيل شائقة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

عكست روايات وقصص الأدب الإماراتي، عبر سرديتها المتنوعة، العديد من الموضوعات ذات الصلة بالثقافة المحلية، وتناولت نصوصها حكايات من واقع المجتمع وقضاياه الحياتية، إلى جانب اهتمامها بالشق التاريخي والتحولات المجتمعية والجوانب الإنسانية ذات الصلة بالهوية والمورث، وكذلك العادات والتقاليد، وتعدّ مناسبة الأعياد الإسلامية، من أهم الصور والمشاهد التي نسجت حبكات الزمان والمكان في تلك الأعمال التي أصدرها العديد من الكتاب الإماراتيين، والتي تنقل القارئ إلى عوالم جديدة ممزوجة بالتراث والحداثة، والثقافة والتاريخ الإماراتي، وعادات المجتمع وتقاليده المحلية الزاخرة بالعطاء والتسامح.

وحول تناول الأدب الإماراتي للمناسبات الإسلامية، وفي مقدمتها العيد، تقول الناشرة والكاتبة نور عرب: إن الأدب الإماراتي يظهر تصويراً مفعماً بالفرح والاحتفالات خلال فترة العيد، وتعتبر الطقوس المرتبطة به موضوعاً مهماً يتم تناوله في الروايات والقصص والحكايات الشعبية، كما أن تصوير العيد في كتب الأطفال من أجمل الأساليب الإبداعية للاحتفال، حيث يتم التركيز على الروح الإيجابية، والمبادئ الإنسانية، مثل المحبة والتسامح والتضامن. ويُبرز الكتّاب الإماراتيون في قصصهم ورواياتهم العادات والتقاليد المحلية المتعلقة بالعيد، مثل زيارة الأقارب، وتبادل الهدايا، والتجمعات العائلية.

طائر العيد

وتضيف عرب: إن نصوص روايات وقصص الأدب الإماراتي في كثير من المؤلفات التي صدرت، أشارات، بصورة أو بأخرى، إلى أهمية الأطعمة الشعبية التقليدية التي تُحضّر خصيصاً لهذه المناسبة.

وتُظهر القصص والحكايات الشعبية كيف تمتزج الموروثات الثقافية والتقاليد الدينية في الاحتفال بالعيد، ما يضفي على الأعمال الأدبية الإماراتية طابعاً فريداً وثرياً بالتراث والهوية المحلية، وعلى سبيل المثال، نحن نفخر في دار نور للنشر بإصدار كتاب طائر العيد للكاتب الإماراتي عبّدالله محمد الظاهري، حيث يشرح الكاتب في هذه القصة قيم ومعاني العيد بكل تفاصيله، من فرحة العيد التي يتبادلها الناس فيما بينهم، والتصافح والتآلف والتآخي، ولبس الجديد، وتوزيع الكعك والعيدية الصلاة، وصوت التكبيرات واجتماع العائلة.

كل تلك التفاصيل ذات معنى كنا ولا نزال نحافظ عليها، كما تتناول ذلك قصة «جدتي والكعك»، وهي من إصداراتنا الحديثة التي سوف يتم إطلاقها ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب، 2024.

الحكاية الشعبية

ونوّهت الكاتبة نورة عبدالله الطنيجي بأنها كتبت بحُب عن محليات المجتمع بصورة حكواتية نثرية، حين كتبت عن «حق الليلة» و«الأجواء الرمضانية» و«العيد» في روايتيها «سجية غسق» و «لن تستطيع معي صبراً». وعليه، فهي تشجع هذا النوع من الكتابة بشكلٍ تفصيلي ومشوّق، لعكس الثقافة الإماراتية الرائعة، ولإثبات أهمية التمكين في جعل الروح المحلية باقية دائماً ومشرقة في سماء الأدب، وذلك حين يتناول ركن «الحكاية الشعبية»، فهو يصنع الجانب التشويقي بين الصفحات، وضمن الابتكار السردي الذي يجذب القارئ للقصة الشعبية، التي تُعنى بالتراث والأصالة والقيم المجتمعية، كما تقول، وترتكز على صميم العادات والتقاليد والأعراف.

قيم أخلاقية

وفيما يتعلق بتناول مناسبة العيد في الأدب الاماراتي، تؤكد الطنيجي أنه بلا شك يعتبر العيد من المناسبات المهمة في المجتمع الاماراتي والعربي بشكل عام، والتعبير عنها ضمن سياق النص الأدبي المحلي هو ضرورة مهمة، لكونها تُجمّل ركن الحوارات بين الأسطر، خصوصاً لو تم التطرق إليها بالأسلوب الحكواتي والاسترسال في الكتابة عن العيد مثلاً. إنّ هذه المناسبة السعيدة تضوي بين الأسطر من خلال طرح أهازيج العيد وطقوسه المجتمعية بما يحوي من قيم أخلاقية في التعبير عن فرحة العيد.

وأشارت الطنيجي الى أنّ الروائي المبدع لابد له أن يتناول البيئة المجتمعية التي تعكس الروح المحلية من خلال الهوية الثقافية المعززة أيضاً للهوية الوطنية، فعلى سبيل المثال، حين يتم إدراج سرد يوضّح المكان والزمان ضمن أحداث القصة؛ فهذا الأمر يجعل القارئ مستشعراً للبيئة المحلية بين صفحات الأدب المنشور، كالجبل أو الوادي أو اسمٍ لحي أو فريج.

ومن ناحية أخرى، فإن استشهاد الكتّاب بالسرد الحكواتي الشعبي، مثل الكتابة عن الخراريف والأدب النثري الشعبي والطقوس المحلية باستخدام المفردة الإماراتية، بات يُبهج الخاطر لدى المتلقي الخليجي، وهذه النوعية في الكتابة تُبرز أهمية التواصل مع الكتّاب على المستوى الخليجي أيضاً، وتُبرز أهمية تعميق أواصر المحبة والألفة بينهم، حيث إنّ الأدب المحلي يتشابه بعض الشيء في دول الخليج؛ وبذلك تصل الحكاية الشعبية لمختلف الثقافات أيضاً.

Email