تقاليد رمضان في سوريا تكرس قيم التلاحم والتعاضد والتراحم 

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يحافظ السوريون على العديد من العادات الجميلة في شهر رمضان المبارك، التي تكرس قيم التعاضد والتراحم وأجواء الألفة في المجتمع، حيث يتبادل الجيران والأهل الأطعمة بشكل يومي على الإفطار، طبقاً لتقليد مستمر منذ عشرات السنين يعرف باسم «السكبة»، إضافة إلى لقاءات الأهل وإعداد الطعام الأبيض في أول أيامه للتفاؤل بالخير، ولكون هذا الشهر شهر التسامح والصفح والتعالي عن الخلافات حيث تحل المشاكل بين الناس بالتزامن مع أجواء إيمانية وعائلية مميزة.

السكبة

ويقول العضو في البيت الدمشقي للتراث هيثم طباخة في حديثه لـ«البيان»: إن «السكبة تدل على أجواء المحبة والمودة بين الأهل والجيران، ما يسهم في تنويع مائدة الإفطار بشكل يومي»، لافتاً إلى أن «هذه العادة الجميلة لا تزال موجودة على الرغم من تطور مناحي الحياة من جهة، وموجة الغلاء التي تشهدها البلاد من جهة ثانية».

استمرارية

ويقول أحمد عمر كرج، من حلب، إن «السكبة عادة أساسية في المجتمع السوري عامة، فقبل الإفطار بعشر دقائق يبدأ الأطفال بتوزيع الصحون على الجيران، وأحياناً تحدث بين الأهل والأقارب، وقد تجد 10 أصناف مختلفة على المائدة»، لافتاً إلى أن «هذه العادة قديمة تدل على الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع».

قيمة

والسكبة تقليد متوارث في سوريا لا يفرق بين غني وفقير، عمادها صحن تقوم ربة المنزل بسكبه من أطيب وأشهى المأكولات التي قامت بتحضيرها وتقوم بإرساله مع أحد أبنائها إلى جاراتها.

دعوة الأصهرة والكنائن

وعن الأجواء العائلية في الشهر الفضيل، يقول هيثم طباخة إنه «في أول أيام رمضان يقوم الأب والأم بدعوة الأبناء والأصهرة والكنائن للحضور على مائدة الإفطار ويقومون بإعداد الأطعمة ذات اللون الأبيض (يبيضوها)، مثل الكبة اللبنية، وشاكرية أو أرز بحليب وغيرها، للتفاؤل بأن تكون أيام الشهر الفضيل مليئة بالخير والبركة».

ويقول أحمد كرج إن «من العادات في حلب أن يتم الإفطار عند أهل الزوج في أول يوم في رمضان، وفي اليوم الثاني عند أهل الزوجة وباقي الأيام يمكن أن يجتمع الأشقاء على الإفطار في كل يوم عند واحد منهم بشكل دوري، مع وجود السهرات العائلية التي قد تصل إلى فترة السحور..وفي أيام الشهر الفضيل تطبخ أفضل أنواع الأطعمة لتكون على مائدة الإفطار ».

ويقول كرج إنه «في رمضان تصفى القلوب، حيث يقوم الناس بإجراء مصالحات فيما بينهم إن كانوا إخوة أو جيراناً أو أصدقاء أو أقارب، حيث يتدخل الناس لحل الخلافات في هذا الشهر الكريم، ويقوم المتصالحون بتبادل الزيارات وتناول الإفطار عند بعضهم البعض لتكريس تلك المصالحات».

Email