عيد الفطر في دبي.. عادات وتقاليد تعطرها عراقة الموروث والأصالة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تحمل طقوس عيد الفطر الإماراتية بين طياتها، العديد من ملامح الثقافة الإسلامية والعربية بنكهة شعبية محلية متوارثة والتي تتشارك في مساراتها مع طقوس وعادات منطقة الخليج العربي في الاحتفال بهذه المناسبة التي تجذب اهتمام الزوار من جميع أنحاء العالم للتعرف على أهم ما يميزها عالمياً، كونها مرادفاً للترابط والتلاحم الأسري والمجتمعي والتسامح، حيث يتبادل الجميع التهاني والتبريكات وسط أجواء من البهجة والفرح التي تعم الشوارع والأحياء وتزينها الأنوار والفعاليات في كل مكان.

ويسعى مركز محمد بن راشد للتواصل الحضاري، عبر مبادراته في تعريف زوار إمارة دبي، القادمين من جميع أنحاء العالم، بالثقافة الشعبية الإماراتية وعاداتها المتوارثة عبر موقعه الاستثنائي بحي الفهيدي العريق وتحديداً المنزل رقم 26 في شارع المصلى، حيث تعد طقوس العائلة الإماراتية وعاداتها المتوارثة إلى جانب أزيائها وهويتها العربية والإسلامية من أهم الموضوعات التي تتركز عليها برامجه طوال العام.

وخلال عطلة عيد الفطر السعيد تعج المناطق التراثية بحي الفهيدي بجموع غفيرة من السياح والأجانب للمشاركة في الاحتفالات والأعياد مدفوعين بدهشة تقودها التأملات والإعجاب بكل ما تحمله الثقافة الإماراتية من طقوس متوارثة عبر الأجيال والتي تحمل عراقة الماضي وأصالة الحاضر المنفتح على كافة الثقافات والحضارات بهدف بناء جسر من التواصل وتعزيز المعرفة الإيجابية تحت مظلة التسامح واحترام الآخر.

أناقة الاحتشام

وتؤكد الألمانية تاره دينفوفيتش، أنها حريصة على قضاء العديد من العطلات في إمارة دبي خلال موسم الشتاء أو الربيع خاصة بعد انتقال بعض من أقاربها للعيش في هذه المدينة الغنية بمكوناتها الحضارية في أجواء من التسامح واحترام الآخر واستقبال الجميع بترحاب وكرم عميق نابع من أصالة وتاريخ شعب الإمارات العريق ومكونات ثقافته العربية والإسلامية.

وفيما يتعلق بعيد الفطر، فهو بالنسبة لها من أهم المناسبات التي تحرص على أن تكون جزءاً من طقوسه وفعالياته التي تعج بها إمارة دبي، التي تتزين شوارعها بالأنوار وعبارات التهنئة.

وتشير تاره أنها مفتونة بالحناء وبالزي الإماراتي، خاصة في موسم الأعياد، وخاصة العباءة والتي حرصت على تجربتها ضمن برنامج مركز محمد بن راشد للتواصل الحضاري وتعرفت عبره على مفهوم هذه الأزياء الإماراتية ذات الطابع المحتشم والأنيقة وغيرها من الأزياء النسائية، كالمخور والشيلة ونوعية الأقمشة وما هو مناسب لفصل الصيف أو الشتاء، كما اكتشفت بمساعدة المرشد السياحي الكثير من التفاصيل المرتبطة بكل لباس وخامة وتطريز وتزيين ولون وطريقة الصنع أو التكوين.

وتعتقد الصينية شن انجان أن طقوس الضيافة العربية خلال موسم عيد الفطر، الأكثر إلهاماً بالنسبة لها كونها بشكل أو بآخر تحمل جسراً من التواصل مع ثقافة بلادها التي تعتبر العائلة محور الاهتمام الأول خاصة خلال عطلة الأعياد والمناسبات، حيث يجتمع الجميع من أجيال متعددة داخل العائلة الواحدة لتناول الطعام والمأكولات الاحتفالية والحلويات الشعبية، غير أن مذاق النكهات الإماراتية يختلف عن هوية المطبخ الصيني كثيراً إلا أنها تعشق نكهة الهريس المصنوع من القمح واللحم، وكذلك هي من محبي اللقيمات بعسل الدبس وتذكرها بالفطائر المحلاة التي تصنعها جدتها باستخدام الطحين والعسل.

ويوضح منويل نامبو الذي يزور الإمارات للمرة الثالثة قادماً من  الإكوادور، أن الترحاب وكرم الضيافة من أهم المظاهر الملفتة والتي تميز شعب الإمارات المعطاء، فالجميع يهب لتقديم المساعدة ومد يد العون للضيف والزائر وهو ما يعكس مبادئ وقيماً أصيلة تكتمل ملامحها خلال موسم شهر رمضان وعيد الفطر في أجواء من التراحم والمحبة وتبادل الهدايا والتهاني بمناسبة العيد السعيد.

ويتابع: تصادف أنه خلال زيارتي الأولى إلى إمارة دبي، التقيت بالعديد من المصلين لحظة خروجهم من مسجد جميرا الكبير بملابسهم البيضاء وتفوح منهم عطور زكية ويحمل بعض منهم الحلوى والمأكولات لتوزيعها على الجميع.

ويضيف منويل: اقتربت لسؤالهم عن مناسبة هذه التوزيعات وما سر حضور هذه الجمع الغفير من الناس في هذا الوقت المبكر من الصباح، وفي لحظات التفت حولي حيث رجال من جنسيات متعددة تسكن المحبة قلوبهم وتزين ملامحهم، وحدثني شخص إماراتي وهو يحمل على وجهه ابتسامة عريضة وبترحاب، حيث قدم لي كوباً من القهوة العربية وقطعة حلوى، وقال إن الجميع هنا لأداء صلاة عيد الفطر، وغيرها من التفاصيل المتعلقة بشهر رمضان الفضيل وأهميته ومفهومه في الدين الإسلامي وانعكاسه على الثقافة العربية والإسلامية.

Email