«الكوميكس» و«الأنيميشن» صانعا الدهشة وناقلا الرسائل الإنسانية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

عالم من الدهشة تصنعه مجموعة من القصص المصورة «الكوميكس»، أو الرسومات المتحركة «الأنيميشن»، لتصنع للقارئ أو المشاهد قصصاً تحكي وتوجه رسائل وتخاطب الفئات العمرية كافة، ليطلق عليه اسم «الفن التاسع» عن جدارة، ولتتسابق الصور والمسلسلات على زراعة المعاني والقيم الإنسانية ونشر التوعية في المجتمع.

موسيقى وحركة

«البيان» التقت الفنان التشكيلي ورسام القصص المصورة، محمد توفيق، الذي أوضح بأن قوة «الكوميكس» و«الرسوم المتحركة» في نقل المواضيع المختلفة وتقديم علاج، أو حتى تسليط الضوء على بعض المشكلات في المجتمع، لا يمكن إنكارها. وقال: «الكوميكس» و«الأنيميشن» يستخدمان عادة أساليب توضيحية بسيطة ومشوقة تجذب الانتباه وتسهل فهم المفاهيم المعقدة، من خلال دمجها مع عناصر أخرى جذابة مثل الموسيقي والحركة والدراما والإخراج المبدع والذكي. وعلى سبيل المثال، يمكن استخدام القصص المصورة والرسوم المتحركة لشرح مفاهيم علمية معقدة بطريقة مبسطة وممتعة للأطفال والشباب. كما يمكن استخدامها لتسليط الضوء على قضايا اجتماعية مهمة مثل التسامح، والتعايش، وحقوق الإنسان، والتنوع الثقافي، والعدالة الاجتماعية.

وأضاف: يمكن استخدامهما أيضاً كأداة لتوعية الجمهور بمشاكل مجتمعية، مثل التلوث البيئي، والفقر، والعنف، وغيرها، وأيضاً لتوجيه رسائل إيجابية وحلول بناءة لهذه المشكلات، وبشكل عام، يمكن القول إن «الكوميكس» و«الأنيميشن» لهما دور مهم في تعزيز التواصل ونقل المعرفة والوعي في المجتمعات بطريقة مبتكرة وجذابة.

خطف أنظار

وفي السياق نفسه، تحدثت مايا فداوي، التي تعمل رسامة تصويرية محترفة، عن استسهال وصول الفيديوهات لكل الناس بشكل دائم وعلى مدار الساعة، لذلك يأتي فيلم «الانيميشن» أو قصة «الكوميك» ليخطفا الأنظار والانتباه، بسبب صعوبة صناعة هذا النوع من الفنون، فيقف المشاهد لحظة تأمل أثناء مشاهدته للمسلسلات الكرتونية، وبسبب الحب الفطري لهذا النوع من الفنون الذي يعيد المشاهد إلى طفولته، ولذلك، من الذكاء أن تحمل هذه الأعمال رسالة غير مباشرة، وتطرح أفكاراً مهمة، نقطة أخيرة: الاقتباس من الغرب! هذا الاقتباس برأيي طريقة سهلة لإنتاج أي عمل في مدة زمنية قصيرة، و لكن برأيي لن تكون ذات طابع عربي، فلا يشعر المشاهد العربي بأنها تحاكيه و تحاكي بلده أو ثقافته ، و على فناني التحريك أن يتأثروا بمحيطهم العربي لكي يشعر المشاهد أنه ينتمي لهذا الفن بطريقة أو بأخرى

عرض معلومات

وتحدث الرسام والمؤلف المعني بأدب وفنون الأطفال واليافعين، خالد عبدالعزيز رزق قائلاً: القصص المصورة والرسوم المتحركة هما أهم وسيلة أدبية في عرض المعلومة أو الرسالة المطلوبة، خاصة في العصر الحديث، ودليل ذلك انتشار «الكوميكس» القصصي في مواقع التواصل، حتى لو كانت «الكوميكس» مصنوعة من مجموعة من الصور، وليس الرسم، كما أن الرسم بألوانه يعطي القدرة على قراءة وفهم الصورة من الوهلة الأولى، وهي الأهم، حتى وإن كانت أبيض وأسود فقط، إذ إن الألوان والعناصر الفنية بشكل عام ما هي إلا خدمة لفهم الصورة بشكل سلس، وليست هدفاً بحد ذاتها.

وأكد رزق، أن الصوت فعلاً هو العنصر الأهم في «الانيميشن»، وتأكيداً لأهميته يمكن ملاحظة المشاهد الثابتة في «الانيميشن» كيف يستطيع إقناعنا الصوت أنها تتحرك.

Email