الجامع الأموي في رمضان.. أجواء روحانية ونفحات إيمانية

درس ديني في رحاب الجامع الأموي بدمشق | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

في رحاب الجامع الأموي بدمشق، أحد أهم المعالم في العالم الإسلامي، طقوس رمضانية متفردة تترافق مع نسمات الإيمان والتسامح التي يشهدها الشهر الفضيل، إنشاد يومي وأذان إمساك وفق مقامات موسيقية خاصة متفردة منذ قرون، تترافق مع ازدياد وتيرة الدروس الدينية للناس.

مزايا خاصة

وقال عضو رابطة المؤذنين والمنشدين في الجامع الأموي، الشيخ محمد زهير بيانون لـ«البيان»: «إن للجامع الأموي مزايا خاصة في شهر رمضان منذ عقود، إذ إنه قبل صلاة الفجر بساعة ونصف الساعة يتم البدء بتلاوة القرآن وبالترحيم والإنشاد والابتهال إلى الله، والدعاء للمسلمين في هذا الوقت المبارك، ويأتي بعد الدعاء أذان الإمساك ثم تلاوة القرآن مرة أخرى ثم يأتي أذان الفجر، كما أن أذان الإمساك في المئذنة سابقاً كان يستمر نصف ساعة بهدف إيقاظ الناس للسحور».

ولفت إلى أن إمام الجامع يلقي الدروس الدينية في وقت السحور ثم يكمل بعد الفجر دروسه، إضافة إلى دروس دينية في فترة الظهر، وأن هذه الدروس تزداد في هذا الشهر الفضيل.

وتابع: «إن الإنشاد يتم قبل السحور وما بعد العشاء، ويتم بنغمة الأذان نفسها، التي ينفرد بها في الجامع الأموي وهو أذان جماعي يتم رفعه وفقاً لمقام موسيقي مخصص لكل يوم»، وأوضح «أن الأذان يُرفع السبت بمقام الصبا، والأحد بمقام البيات، والاثنين بمقام النوى، والثلاثاء بمقام السيكا، والأربعاء بمقام العراق، والخميس بمقام الحجاز، والجمعة بمقام الرست».

واستطرد: الإنشاد الديني يتناول موضوعات ذات خصوصية دينية مثل الدعوة إلى عبادة الله عز وجل ومدح خصال وقيم سيدنا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والحض على عمل الخير والتمسك بالقيم الإسلامية.

أذان الإمساك

يعتبر بيانون، المؤذن والمنشد منذ 42 عاماً، أن أذان «الإمساك في الجامع الأموي في شهر رمضان ليس له مثيل في العالم الإسلامي، إذ له عدة نغمات وهي الحجاز والبيات والرهاوي».

وعن تغير العادات في الجامع، قال: «كان المؤذنون القدماء سابقاً ينقسمون إلى 3 نوبات كل نوبة 25 مؤذناً، وكانوا بعد صلاة العشاء يقومون بالإنشاد بشكل يومي، أما اليوم فلم يعد هناك إنشاد يومي إلا في رمضان فيقرأون الورد وهو «سبحان الله الحمد لله لا إله إلا الله، والله الأكبر»، وهذا هو الورد العام خلف الصلاة». يشار إلى أن الأذان الجماعي وارتباطه بالمقامات الموسيقية الذي تميز به الجامع الأموي اليوم يعود إلى الفقيه والمحدث والمنشد الديني عبدالغني النابلسي الذي ولد في دمشق في سنة 1641 وتوفي في سنة 1731، وكان عازفاً على آلة القانون، أما التنويع في المقامات على مدار أيام الأسبوع فكان له غاية تقويمية لمعرفة الدمشقيين الأيام عند سماع الأذان في وقت لم تكن التقاويم منتشرة.

Email