تستعد «ليكول»، مدرسة فنون صياغة المجوهرات، لافتتاح مقر رسمي لها في الشرق الأوسط خلال شهر أبريل المقبل، وذلك بالشراكة الاستراتيجية مع حي دبي للتصميم التابع لمجموعة تيكوم.

وسيبدأ مقر ليكول الجديد (الواقع في المبنى 10 في حي دبي للتصميم) برنامج دوراته التدريبية الموجّهة لعشاق المجوهرات والمبتدئين ابتداءً من شهر أبريل القادم، تحت إشراف الفنانة كونستانس غيسيه، المصممة العالمية ومهندسة الديكور الداخلي والمصممة السينوغرافية المعروفة، حيث تركّز هذه الدورات على تاريخ المجوهرات، وعالم الأحجار الكريمة، وبراعة تقنيات صناعة المجوهرات، ويشرف عليها ويديرها خبراء شغوفون من مؤرخي الفن وعلماء الأحجار الكريمة والصاغة والحرفيون. وبالإضافة إلى الدورات التدريبية، تقدم «ليكول» أنشطة متنوعة لتعريف الجمهور بجميع جوانب ثقافة المجوهرات، بما في ذلك المعارض، والكتب، وورش عمل الأطفال، ومقاطع الفيديو، والبودكاست، والندوات الحيّة، والحوارات عبر الإنترنت.
كما أنّ مقر «ليكول» الجديد سيضمّ مساحة عرض ومتجر كتب ومكتبة مطالعة مخصصة لعالم المجوهرات.

وفي هذا الصدد، أكدت خديجة البستكي، النائب الأول لرئيس مجموعة تيكوم – حي دبي للتصميم، بأن تنمية المهارات في مختلف مجالات الإبداع وبناء مجتمعات محلية قائمة على التعاون والتفاعل الركيزة الأساسية لأيّ اقتصاد إبداعي يمتاز بالمرونة والقدرة على التكيّف.

وقالت خديجة البستكي: تُعدّ «ليكول» من المؤسسات الرائدة عالمياً في تنمية المهارات والمواهب في مجالات الإبداع، حيث تحرص على توثيق التعاون والتفاعل بين المواهب الإبداعية، إذ تقدم لمحبّي التصميم المبتدئين فرصة التعبير عن أفكارهم وتفضيلاتهم بشكل إبداعي، في ظلّ تمكينهم من تعلّم مهارات جديدة تحت إشراف نخبة بارزة من الخبراء. نحن على ثقة بأن المقرّ الجديد لمدرسة ليكول في حي دبي للتصميم سيسهم في تعزيز وإثراء المشهد الإبداعي بفضل ما يقدمه من مجموعة متنوعة وغنية من البرامج والمعارض المُلهمة للفنانين والمصمّمين والمبتكرين وروّاد الأعمال، الأمر الذي سيسهم في ترسيخ مكانة دبي عاصمة عالمية رائدة للإبداع ملتقى للمبدعين والمبتكرين والمتخصصين على حدّ سواء.

وقالت ليز ماكدونالد، رئيسة مدرسة ليكول، مدرسة فنون صياغة المجوهرات: نحن سعداء بافتتاح مقرّ ليكول الدائم الجديد في حي دبي للتصميم النابض بالحياة. لقد بذلنا ما في وسعنا من أجل استحداث مساحة ترحيبية تتيح للزوار اكتشاف عالم المجوهرات من خلال أنشطتنا المتنوعة، من دورات تدريبية وحوارات ومعارض وورش عمل موجّهة للأطفال.

وبدورها قالت صوفي كلوديل، مديرة «ليكول» الشرق الأوسط: «ليكول» الشرق الأوسط مغامرة جديدة مليئة بالمفاجآت. تتشابك جذورها الفرنسية مع المشهد الثقافي في الشرق الأوسط. سيوفر برنامج أنشطتنا، من دورات تدريبية وندوات ومعارض، العديد من الفرص للتبادل بين الثقافات في منطقة كل شيء فيها ممكن. يسلط هذا المشروع الضوء على مقدار تفانينا في التعليم، والتزامنا بالعطاء. إذ سيتم التبرع بعائدات دوراتنا وندواتنا لصالح الأعمال الخيرية الرامية لدعم تعليم قطاع الشباب، ما يؤكد التزامنا بإثراء نواحي الحياة، وبرعاية مجتمع التعلم والعطاء.

التزامات ليكول
يترافق تأسيس ليكول في منطقة الشرق الأوسط بالعديد من الالتزامات المميزة، بما في ذلك تعاونها مع هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة) في مكتبة الصفا للفنون والتصميم. فقد أنشأتا معاً ركناً مخصصاً داخل المكتبة يعرض مجموعة مختارة من الكتب برعاية ليكول، ضمن مساحةٍ صُممت خصيصاً لتعزيز وتعميق فهم وتقدير فنون عالم المجوهرات، وأشكال التعبير الثقافي فيه. ويمثل هذا المسعى التعاوني علامة فارقة في إثراء الموارد التعليمية لمجتمع دبي والشرق الأوسط ككل.

وقد أعرب الدكتور سعيد مبارك بن خرباش، المدير التنفيذي لقطاع الآداب والفنون في دبي للثقافة، عن سعادته بافتتاح أول مقرّ دائم لـ«ليكول الشرق الأوسط» في المنطقة، قائلاً: يمثل افتتاح مقرّ «ليكول» الدائم في دبي علامة فارقة في مسيرة الإثراء الثقافي والتعليمي في مجتمعنا، إذ إنه يبرز التزام الإمارة بتعزيز تعلم الفنون، ويؤكد تفانينا في الحفاظ على تراثنا الغني في ميدان فنون المجوهرات، والاحتفاء به. ومن خلال هذه الشراكة، تفخر دبي للثقافة بالمساهمة في خلق مساحة نابضة بالحياة تتيح للأفراد الغوص في عالم المجوهرات الرائع، وردم الفجوات الثقافية، وتعزيز الشغف بالإبداع والحرفية.

من جهة أخرى، تفخر ليكول أيضاً بالإعلان عن اختيار دبي العطاء، وهي منظمة خيرية عالمية مقرّها الإمارات العربية المتحدة، كشريك خيري لها، ما يؤكد التزام المؤسستين تجاه الشباب وتمكينهم في المناطق النامية. وبموجب هذا الإعلان، ستتبرع ليكول الشرق الأوسط بنسبة 100% من عائدات دوراتها العامة وندواتها ومؤتمراتها إلى دبي العطاء، لدعم برامجها التعليمية الموجّهة لقطاع الشباب.

ويتماشى التزام دبي العطاء بتوفير فرص الحصول على التعليم السليم تماشياً لا تنفصم عراه مع رسالة ليكول الشرق الأوسط الإنسانية الرامية إلى رعاية المواهب والإبداع. فالمؤسستان توجهان جهودهما معاً نحو المبادرات التي تعزز فرص التعليم العادل والمتكافئ، خاصة في المجتمعات المحرومة.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق محمد القرق، الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة دبي العطاء: يكتسب تمكين الشباب أهمية كبرى في صنع مستقبل أكثر إشراقاً، وفي هذا السياق، نشيد بالدعم الذي تقدمه دار فان كليف أند آربلز من خلال إنشاء أول مقر دراسي دائم لعلامة ليكول في الشرق الأوسط. يتماشى هذا الالتزام بسلاسة مع رسالة دبي العطاء الرامية إلى تمكين قطاع الشباب من خلال التعليم، ودعم جيل مزوّد بالمعرفة والإبداع. إن العائدات الناتجة عن مبادرات ليكول الشرق الأوسط ستسهم بشكل مباشر في برامجنا التعليمية للشباب، ما يؤكد على التزامنا المشترك بتكوين وتجهيز شباب أكثر تمكّناً وتعلّماً على مستوى العالم.

وإذ يسلط هذا الإعلان الضوء على أهمية العمل الخيري في دعم المبادرات التعليمية، فإنه يمهد الطريق أيضاً أمام برامج مبتكرة لإثراء المشهد التعليمي في البلدان النامية، حيث ستعمل دبي العطاء وليكول الشرق الأوسط يداً بيد لاستحداث فرص هادفة ومفيدةٍ للتعلم والتطوير، تعمل في نهاية المطاف على تمكين الأفراد والمجتمعات من أجل مستقبل أكثر إشراقاً.

يأتي افتتاح مقر ليكول الجديد في الشرق الأوسط بدعم كبير من قبل دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، ما يعكس التزامها الكبير في تعزيز مشاريع الأعمال وإثراء المشهد الثقافي والتعليمي ليس في الإمارة وحسب وإنما على صعيد المنطقة بأكملها.

وبوصفها جهة حكومية مهمة تدفع مسيرة تطور وازدهار قطاعي الأعمال والسياحة في دبي، تضيف دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي رؤى وموارد استراتيجية إلى مهمة ليكول الشرق الأوسط المتمثلة في توفير تخصصات تعليمية من الدرجة الأولى للمجتمعات المحلية والمقيمين والزوار على حد سواء. يهدف الطرفان من خلال توحيد جهودهما إلى تنمية منظومة ديناميكية تعزز المشهد الفني، وتساهم في تحقيق الازدهار الاقتصادي في الإمارة والمنطقة ككل.