مجلة «ستير وورلد»: «مقتنيات دبي» نموذج مبتكر لـ«متحف بلا جدران»

دبي.. بيئة إبداعية مزدهرة داعمة للفنون

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أوجدت دبي نظاماً بيئياً فنياً مزدهراً عبر انتهاج طريقة مبتكرة في دعم الفنون في مختلف المجالات، وباتت المدينة تمتلك بنية تحتية متنامية للفنون بدفع كبير من الاستثمارات الخاصة ومن خلال مؤسسات فنية راسخة وحديثة ومبادرات نوعية، تشكل بمجملها إشارة إلى نهج واعٍ مختلف تتخذه المدينة في تعزيز المشهد الإبداعي وبناء متحفها الفني الخاص للقرن الـ21، وفق ما أفاد مقال في مجلة «ستير وورلد» الهندية.

ويسلط المقال الضوء على النموذج المبتكر لمبادرة «مقتنيات دبي»، المجموعة الفنية المؤسساتية الأولى من نوعها للفن الحديث والمعاصر، التي تم تأسيسها في أكتوبر 2020 كشراكة مبتكرة بين «دبي للثقافة» و«آرت دبي»، مشيراً إلى أن «مقتنيات دبي»، في ظل نظام بيئي فني مزدهر بالفعل في المدينة، عملت على بناء متحف فني وصفه المقال بأنه «متحف بلا جدران».

ويوضح المقال أن مبدأ الشراكة الذي تقوم عليه «مقتنيات دبي» مع رعاة الفن الذين يدعمونها إعارة الأعمال الفنية مع احتفاظهم بالملكية القانونية، كما يمكنهم إدراج أعمالهم الفنية في المعارض المؤقتة التي تنظمها «مقتنيات دبي» أو جعلها متاحة للجمهور، إما مادياً أو رقمياً أو كليهما، حيث بإمكان الجمهور العثور على جميع الأعمال الفنية المشاركة عبر الإنترنت في موقع المتحف الرقمي لـ«مقتنيات دبي».

ويلفت المقال إلى أن «مقتنيات دبي» على الرغم من تركيزها أولاً على دولة الإمارات والمنطقة، ليس لها قيود جغرافية، إذ يمثل الفنانون الممثلون في المقتنيات سلسلة قوية من أبرز الفنانين العرب، كالراحل حسن شريف، ومها الملوح، وسامية حلبي، وإبراهيم الصلاحي، وإيتيل عدنان، ومحمد مليحي، ورنا بيجوم، وينكا شونيبار، وباية محيي الدين (أو فاطمة حداد)، وضياء العزاوي، وغيرهم الكثير.

وتهدف مجموعة «مقتنيات دبي» في النهاية إلى عكس مجتمعات دبي بشكل كامل. وقد نجحت حتى نهاية فبراير 2024، في ضم 890 عملاً فنياً للمجموعة من قبل 77 راعياً، حيث 80 % من تلك الأعمال تعود إلى 17 فناناً إماراتياً وفنانين من أكثر من 46 دولة من حول العالم، مع تواريخ تتراوح بين عامي 1920 و2023.

ويعدد مقال مجلة «ستير وورلد» أسباب اختيار دبي لإنشاء هذا النموذج المختلف، أولاً في كونه يتيح للجمهور فرصة استكشاف الأعمال الفنية المهمة وتقديرها بالتوازي مع دعم البنية التحتية الثقافية لدبي على جميع المستويات، وثانياً في الدور الكبير الذي تلعبه «مقتنيات دبي» عبر تطوير نماذج مؤسسية جديدة ذات صلة وموجهة محلياً، في دعم نظام جمع الفنون بأكمله، بدءاً من الفنانين والغاليريهات إلى المعارض والرعاة، والتشجيع على ثقافة تجميع طويلة الأمد بالإمارة.

كذلك فإن توسيع المقتنيات وعرضها في المنطقة وخارجها، مع الطبيعة المحدودة زمنياً للإعارة، يضمن بقاء البرنامج ديناميكياً ومتطوراً وعاكساً للحظة زمنية في تطور المدينة.

ويلفت المقال إلى ركائز أساسية لأنشطة «مقتنيات دبي»، تتمثل الركيزة الأولى في جذب المزيد من الرعاة للانضمام إلى المبادرة وتوسيع نطاق الأعمال الفنية المعارة إلى دبي، والثانية في دعم المنح الدراسية والبحث الأكاديمي من خلال المتحف الرقمي والكتابات التي يتم تكليفها لعلماء بارزين، حيث يوجد حالياً أكثر من 50 مقالاً وملف تعريف مفصلاً بالفنانين متاحاً على منصة مقتنيات دبي الرقمية من قبل 21 كاتباً، بما في ذلك أساتذة تاريخ الفن بجامعة زايد وغيرهم من خبراء المشهد الفني في المنطقة.

أما الثالثة فتكمن في تنظيم المحادثات والفعاليات ضمن التقويم الثقافي، كـ«ليالي مقتنيات دبي» وغيرها، وأخيراً وليس آخراً، تنظيم سلسلة معارض لإبراز «المقتنيات»، كمعرض «عندما تتحدث الصور» الذي أقيم في متحف الاتحاد بدبي تحت إشراف المقيّم الفني ندى الشبوط من 6 نوفمبر 2021 إلى 6 مايو 2022، الذي عرض أعمال فنانين عرب، مع خطط لإقامة سلسلة من المعارض في المتاحف والمؤسسات الدولية في المنطقة وخارجها في السنوات المقبلة.

وأشار المقال في سياق ذلك إلى معرض «مقتنيات دبي» في 28 فبراير خلال فعاليات «آرت دبي»، بعنوان «لقاءات»، الذي أشرفت على تنسيقه الفنانة والقيّمة الفنية علياء زعل لوتاه، وضم مجموعة متنوعة من 26 فناناً في دولة الإمارات ينتمون إلى أجيال متعددة، بمن في ذلك حسن شريف، ومحمد كاظم، ومجد أحمد إبراهيم، وعبدالقادر الريس، وشيخة المزروع، وعفراء الظاهري، وميثاء عبدالله، وهاشل اللمكي، وسارة المهيري.

Email