المصريون يحتفون بشهر رمضان بالفوانيس والزينة

فوانيس رمضان.. تقليد قديم لا يزال يحتفظ بمكانته | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

كعادتهم كل عام، يأتي شهر رمضان المبارك على المصريين محملاً بطقوس معينة، تميزهم عن غيرهم من الشعوب الأخرى، إذ يستغلون الشهر الكريم بإحياء عادات مفضلة لديهم، والتي يمارسونها عبر العصور المختلفة ولا تتغير إلا في تفاصيل بسيطة مرتبطة بتطور وسائل الحياة والمعيشة.

واستقبل المصريون الشهر الكريم بمظاهر مختلفة، أبرزها تزيين الشوارع بالأعلام وأدوات الزينة اللامعة، والفوانيس التي يضعونها في الشوارع والطرقات وعلى واجهات المنازل.

إلى جانب الزينة والفوانيس، تمتلئ الشوارع، خاصة المناطق الشعبية، بالأغاني التراثية المرتبطة برمضان، ولعل أبرزها: «وحوي يا وحوي، رمضان كريم، رمضان جانا، وغيرها».

ويشتهر الشارع المصري، بحب المشاركة والتعاون، فالأطفال يبدأون قبل رمضان بأيام في جمع المبالغ من السكان لشراء زينة رمضان من الفوانيس والأعلام، ثم يعلقونها بأنفسهم وبمشاركة الكبار ويضعونها بين العمارات والمنازل.

وأكد د.عبدالرحيم ريحان، عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، أن الأسواق المصرية امتلأت في الشهر الكريم بالمنتجات الرمضانية من التمور وقمر الدين والقراسيا والمشمشية والمكسرات والعرقسوس والتمر هندي والخروب والسوداني المقشّر وجوز الهند والزبيب، لافتاً إلى أن عدداً كبيراً من المصريين كانوا حريصين على الشراء من هذه المنتجات حتى قبل قدوم رمضان.

وأشار في تصريحات إعلامية، إلى أن الليلة التي تسبق أول أيام رمضان تكون مخصصة لتبادل التهاني بالشهر الكريم عبر الاتصالات المختلفة بالأهل والأحباب والرسائل الإلكترونية عبر الوسائل الحديثة المختلفة، وتحديد مواعيد العوازيم الرمضانية بين الأهل والأصدقاء.

سفرة منوعة

ولا تخلو سفرة شهر رمضان في مصر من المشروبات المحلية، وأهمها التمر هندي والعرقسوس والسوبيا والخروب والتمور المختلفة بعد نقعها في الماء وإضافة القراسيا والمشمشية واللبن إليها.

وتجتمع العائلات في بعض أيام الشهر الكريم على سفرة واحدة، وبشكل خاص أول أيام الشهر، وقبل البدء في تناول الأكلات الشهية، يحرص معظم الصائمين على تناول كوب التمر والتوجه لصلاة المغرب أولاً ثم يعودون ليتناولوا الإفطار.

طقوس

واعتاد المصريون أن تكون السفرة في أول أيام رمضان مليئة بأصناف كثيرة، لكنها لا تخلو من أطباق المحاشي المختلفة من ورق العنب والكوسة والفلفل الأخضر وورق الخس، والملوخية الخضراء والبامية، وهما أسياد المائدة، إلى جانب البط والدجاج وأنواع الرقاق المختلفة والأرز والمكرونة.

وبعد الإفطار يبدأ قطاع كبير من المصريين في تناول الحلويات المختلفة، أبرزها الكنافة وأم علي، والقطايف بأنواعها وأحجامها المختلفة.

أجواء روحانية

ويسارع عدد كبير من المصريين إلى الذهاب لصلاة التراويح، وتخرج كل الفئات إلى المساجد من نساء وفتيات ورجال، وتمتلئ الشوارع بأجواء كلها روحانيات.

وبعد الانتهاء من الصلاة، ينطلق قطاع كبير منهم لمشاهدة الأعمال الدرامية المختلفة، والبرامج الرمضانية بمختلف أنواعها حتى وقت السحور.  وانتشرت مؤخراً الخيم الرمضانية في عدد من المناطق، مثل منطقة الحسين والأزهر الشريف والتجمع الخامس بالقاهرة، وبإمكان أي شخص أن يتناول السحور مع أصدقائه وعائلته بداخلها على أنغام العود والأغنيات الطربية الأصيلة مع فقرات التنورة المميزة.

Email