تزيّن سلسلة من الأعمال التركيبية المبتكرة والجداريات الملهمة، ساحات وجدران حي الشندغة التاريخي، الذي يحتضن النسخة الـ12 من «مهرجان سكة للفنون والتصميم»، التي تقام تحت رعاية سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، عضو مجلس دبي.
وسيكون زوار الحدث والذي يستمر حتى 3 مارس الجاري، على موعد مع إبداعات أكثر من 500 فنان من دولة الإمارات والخليج والعالم، يمتازون بتفرد توجهاتهم الفنية، ما يجسد رؤية دبي الثقافية الهادفة إلى ترسيخ مكانة الإمارة مركزاً عالمياً للثقافة وحاضنة للإبداع وملتقى للمواهب.
ويقدم «سكة» الذي يرفع شعار «الفن ينطلق من سكة جديدة»، 8 جداريات متنوعة امتازت بتفرد أفكارها وأساليبها وقدرتها على التعبير عن نبض دبي وعبق تراثها وتقاليدها، على رأسها جدارية «باب اللؤلؤ» للفنانة الإماراتية ضحى الحلامي، تسعى من خلالها لاستشعار عمق التراث الثقافي المحلي، وجدارية «خطوة فرح» للفنانتين مريم راشد الكيتوب، ومنال بن عبود، حيث تبرزان فيها اللحظات المشبعة بالبهجة والفرح.
وتحت عنوان «عالم هش»، تقدم السورية نور بهجت، جداريتها الهادفة إلى رفع مستوى الوعي حول الحياة تحت الماء، بينما تتولى الفنانة نوال أرجوماند، مهمة الإشراف على جدارية «أزهر في الربيع» المستلهمة من شعار مخيم الربيع لمركز الجليلة لثقافة الطفل الذي سيقام خلال الفترة من 25 مارس إلى 5 أبريل 2024، والتي تتميز بإتاحتها الفرصة لزوار المهرجان للمشاركة فيها عبر استخدام نظام الطلاء بالأرقام.
في المقابل، أبدع الجزائري أسامة المعروف بلقب ست، في جداريته «تايستر» التي يسرد عبرها قصة متجذرة في الماضي، ويقدمها ضمن تركيبة فريدة مليئة بالتفاصيل الصغيرة، بينما تتشارك المصرية رباب طنطاوي مع البريطانية «فينك 22» شغف الألوان، إذ قدمتا معاً جدارية «بين السطور» التي تبين تأثير التواصل بين الأصدقاء والعائلة وقدرته على توفير الدعم وبث الأمل في النفوس. وضمن جداريته «ما وراء الأفق»، يعيد البريطاني ماين ولك، تصوره للسحابة التي تشكل أحد عناصر الطبيعة، ويتطرق في الوقت نفسه إلى رحلته مع مهرجان سكة للفنون والتصميم التي بدأت في 2014 ولا تزال متواصلة حتى اللحظة.
وتشارك كلية الفنون والمشاريع الإبداعية، جامعة زايد، في المهرجان بجدارية «دبي القديمة» المستلهمة من العمارة التقليدية التي تمتاز بها دبي، وما تحمله من جوانب ثقافية متنوعة. وتحمل الجدارية التي أنجزت تحت إشراف الأستاذ المشارك ستيفان ميسام، بصمات كل من المصممين آمنة محمد الصالح، وحصة ناصر سليمان، ولطفي الخنجي.
في السياق، تمتلئ ساحات وأروقة الحي التاريخي بـ10 أعمال فنية تركيبية متنوعة، يبرز بعضها الأهمية التاريخية لخور دبي ودوره في تنشيط الحركة التجارية في الإمارة.
وعلى رأس القائمة جاء «شراع» للفنانة الزينة لوتاه، المستوحى من التراث التجاري الغني للخور وقدرة الإمارة على التكيف السريع مع تطورات الزمن. وعلى النسق ذاته قدم الفنان عبدالله الملا، عملين مختلفين يحملان عنوان «ألوان التجارة»، وكلاهما يعبر عن حيوية التجارة في دبي، ويستعرض أهمية خور دبي.
وتعرض الدكتورة عفراء عتيق، عملها «شريان الحياة» الذي يمثل تجربة غامرة مستوحاة من قصيدة تحمل الاسم ذاته، فيما يعبر الصيني غاري يونغ، والماليزي إنفورس وان، في عملهما التركيبي «بحر الأحلام العائمة» عن نمو وتطور دبي المرتبط بالبحر، ويسعيان من خلاله إلى رفع مستوى الوعي لدى المجتمع بأهمية المحافظة على الشعاب المرجانية التي تعتبر من أكثر النظم الإيكولوجية تنوعاً وقيمة على وجه الأرض.
ويضيء الفنان حمد المطوع، وزميله راشد الملا، من خلال عملهما «نسمة» على أهمية القوالب الأسمنتية المزخرفة التي كانت سائدة في العقود الماضية.
وتعرض مها المزروعي عملها «التجول» الذي يُمكن الزوار من القيام بجولة داخل منظر طبيعي مليء بأشجار النخيل الملونة. وعبر عملها «توتيم طريق اللبن»، توجه الفلسطينية لينا كاسيجية، تحية لتقليد نحت أعمدة الصور القديمة والمباركة المتأصل في ثقافات الشعوب الأصلية للساحل الشمالي الغربي من أمريكا الشمالية. ويعكس عمل «خيال» للفنانة روضة حمد المزروعي، ما يمتاز به التراث الثقافي المحلي من ثراء وتنوع، إذ تكرم روضة من خلاله صياغة الذهب والمجوهرات التقليدية التي تشكل جزءاً من الهوية الإماراتية.