مبادرات الترجمة تعزّز مكانة الأدب الإماراتي عالمياً

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

الترجمة هي عملية نقل أفكار النصوص ومعانيها من لغة إلى أخرى، وتعد أداة مهمة في عالم الأدب، إذ تسمح للكتّاب والقراء من مختلف الثقافات واللغات الاستفادة من الأعمال الأدبية المكتوبة بلغات أخرى، مشكّلة جسراً للتواصل بين الشعوب والثقافات، يمكنها من التعرف إلى تجارب الآخرين وفهم وجهات نظرهم.

وأصبح الأدب في دولة الإمارات يعزز حضوره ومكانته، أكثر وأكثر، مع ألوان المبادرات المتخصصة في الترجمة إلى العديد من اللغات العالمية.

دور كبير

وتؤدي الترجمة دوراً حاسماً في تنمية الأدب والثقافة، فبفضلها يتسنى للأعمال الأدبية الأصلية أن تجتاز حدود اللغة والخريطة، وتصل إلى القرّاء في مختلف أرجاء العالم. 

وحول أهمية الترجمة في التعريف بالأدب الإماراتي والأدباء والشعراء، أوضحت الكاتبة الإماراتية صالحة غابش، أن الترجمة تؤدي دوراً كبيراً في تعزيز انتشار الكاتب العربي عالمياً، لكن من المهم معرفة ما الذي تتم ترجمته، مؤكدة أنه يتعين دراسة ذهنية القارئ والمتلقي الذي ستتم ترجمة الكتب له.

وأضافت: «علينا أن ندرس ذهنية القارئ واستعداده لاستقبال هذه الترجمة، واللغة التي نستخدمها أيضاً، فلا يوجد ما يسمى بالترجمة الحرفية، توجد ترجمة لروح العمل، وهنا يجب مراعاة ذهنية القارئ، فالأوروبي يختلف عن الجنوب أفريقي، وهكذا، فالرواية نفسها التي يمكن ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية قد تكون قريبة منه ويتقبلها، أما القارئ من أمريكا اللاتينية مثلاً فإنه يعرف اللغة الإنجليزية، لكن ربما لا تصل له روح الكتاب نفسه؛ لذا يجب مراعاة ما الذي تتم ترجمته بشكل كبير، لأنه أمر معقد، ويجب أن يكون المترجم على مستوى هذا التعقيد، ويكون واعياً للقارئ والمتلقي».

تقارب

وأكدت الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري، أنه من خلال الترجمة تمت الإجابة عن العديد من الأسئلة حول الأدب الإماراتي، فمثلاً عندما نسافر ونشارك في الملتقيات العالمية فإن أول سؤال يطرح هو: ماذا تكتب المرأة الشاعرة؟ فهم إلى حد ما لا يزالون يتقصون المعرفة حول الشاعرة والكاتبة الإماراتية ومدى قربها أو بعدها مما يكتبونه ويقدمونه في بلدانهم وطبقاً لبيئتهم وهوياتهم.

وقالت: «نشعر بتقارب كبير بين العمل الذي تطرحه المرأة الإماراتية والإيطالية والإسبانية، وما تحدثه الترجمة هو فكرة هذا التقارب، وإننا جميعاً نحمل هموماً مشتركة، والترجمة هي الإجابات التي ترينا مدى التقارب بيننا».

وأكدت المطيري، أنه يجب التفكير فيما يمكن أن نتركه نحن الكتّاب، وهنا تبدأ مسؤولية اختيار الأعمال التي ستترجم، وما الذي ستقدمه للآخر. وأشارت إلى أن الأفكار التي نقدمها ليست كلها قابلة للطرح في المحافل العالمية أو تصلح ترجمتها، نظراً لخصوصيتها الشديدة، حتى إن بعض الأفكار لا يلقى قبولاً من المجتمع المحلي، فما بالنا بإمكانية ترجمتها؟! وهنا أعود إلى فكرة تقدير ما الذي نحتاج أن نترجمه ونوصله للآخر عنا وعن ثقافتنا.

ثقافة 

بدوره، أكّد الكاتب الإماراتي محمد حسن أحمد، أن الترجمة «حضور»، فهي اليوم تنقل المادة الروائية أو الشعرية أياً كان نوع الثقافة المنقولة، إلى المجتمعات الأخرى، مسجلة حضوراً، لا مجرد نقل للحكايات أو الشعر أو غيره، فمن خلال الترجمة تتعرف الشعوب الأخرى علينا نحن الكتّاب وأصحاب الأقلام، وعلى ثقافة بلدنا، وهذا هدف مهم جداً من وراء الترجمة، تماماً كما حدث معنا وتأثرنا منذ صغرنا بكبار الكتّاب الأجانب من خلال كتبهم ورواياتهم المترجمة وصقلت فينا الكثير.

Email