بدأت القاصة والكاتبة الأردنية ضحى الخصاونة رحلتها مع عالم الدمى بخيال مفعم وفضول مزدحم بتساؤلات الأطفال حول ما يدور حولهم لتتبع خريطة الدهشة، وتمسك بخيوط المرح قارعة أجراساً للثقافة القرائية والمعرفة التي ينشدها الأطفال في أجواء شيقة من اللعب والأغنيات التي لم تغفل كلماتها فضيلة التحريض على جذوة القيم وعراقة التقاليد العربية، وكذلك جماليات السلوك الإنساني وما تحتويه من فضائل احترام الآخر وتقدير الاختلاف.

وحول أهمية الدمى في تقريب الأفكار والمعارف الإنسانية للأطفال في القصص والحكايات، أكدت ضحى الخصاونة في حوارها مع «البيان» أن الأطفال هم أمل المستقبل وركيزة المجتمع، وتنمية مهاراتهم وخيالهم أمر أساسي لبناء جيل متفتح ومبدع. وأضافت أنه من هذا المنطلق، يعتبر مسرح الدمى وسيلة فعالة لتنمية مهارات الأطفال وخيالهم، ووسيلة ترفيهية وتعليمية في آن واحد، حيث يتعين على الأطفال أن يفهموا القصة وشخصياتها ويحاولوا تحليل الأحداث والمواقف بطريقة منطقية.

شخوص الحكايات

وفيما يتعلق بحضور مسرح الدمى كوسيلة تفاعلية محفزة للخيال ومهارات التعلم تقول ضحى: «يسهم مسرح الدمى في تنمية خيال الأطفال، فمن خلال مشاهدة العروض والمسرحيات والمشاركة فيها، يتمكن الأطفال من توسيع مدى خيالهم وتطوير قدراتهم الإبداعية، وأن يتخيلوا عوالم جديدة وشخصيات مختلفة من واقع القصة نفسها، أو يتخيلوا شخوصاً أخرى ترسم ملامحها خيالاتهم المفعمة بالفضول وحب الاكتشاف».

وتشير ضحى، الحاصلة على ماجستير تكنولوجيا تعليم من الجامعة الأردنية، إلى أن مسرح الدمى يعزز قدرة الأطفال على التعاون والعمل الجماعي، لتحقيق الهدف المشترك. وتقول: من خلال هذه التجربة، يتعلم الأطفال كيفية التفاوض والتفاعل مع الآخرين وتطوير مهارات الاتصال والتعبير الشفهي والجسدي، وكيفية التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بطريقة إبداعية وجذابة.

الثقافة القرائية

وحول العلاقة الإيجابية بين مسرح الدمى وتحفيز الثقافة القرائية للأطفال تضيف ضحى: «إن تنمية الثقافة القرائية للأطفال تعتبر أمراً أساسياً في تطوير قدراتهم العقلية والإبداعية. ومن الوسائل التي تسهم في تعزيز هذه الثقافة هو مسرح الدمى، الذي يلعب دوراً كبيراً في تحفيز الأطفال على قراءة القصص والتعبير عنها بطريقة مبتكرة، فالاستمتاع بمشاهدة العروض يثير فضولهم ويحفزهم على استكشاف عوالم أخرى من خلال القراءة».

وعن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الإعلام الجديد في الحضور الخجول لمسارح الدمى في الوطن العربي، والكتاب والمؤدين الصوتيين لهذا النوع من الفنون والآداب، تشير ضحى إلى أن: الأطفال أذكياء بالفطرة في تفاعلاتهم؛ لذلك فإن تأثير التكنولوجيا على ثقافة مسرح الدمى قد يترافق بشكل إيجابي مع استخدام التأثيرات الصوتية وتقنيات الواقع الافتراضي، لتواكب أيضاً اهتمام الجمهور من الفئات العمرية المختلفة، وخاصة الطفل.