التصوير بالكاميرات التقليدية.. تجربة ساحرة تحفز على الابتكار والإبداع

ت + ت - الحجم الطبيعي

على الرغم من التقدم التكنولوجي وتوفر الكاميرات الرقمية ذات الإمكانات المذهلة، لا يزال التصوير بالكاميرات التقليدية يحتفظ بسحره وجاذبيته الخاصة لدى البعض من الهواة أو المحترفين، ويعتبرون هذا النوع من التصوير تجربة فنية مميزة، تسهم في إثراء المهارات الفنية وتعزز الابتكار والإبداع.

ويعود تاريخ تصوير الأفلام إلى بداية القرن العشرين، حيث كانت الكاميرات تعمل بحوامل الأفلام، وهي عبارة عن شريط ضوئي يحمل صوراً على سطحه، ويعتبر هذا النوع من التصوير تقنية تحتاج إلى مهارات وخبرة فنية للتعامل معها بشكل صحيح.

وتواجه هؤلاء المصورين حالياً بعض التحديات والصعوبات من تكلفة تحميض الأفلام وعملية المعالجة اللازمة للحصول على الصورة النهائية، ويحتاج المصورون إلى تخطيط جيد وعناية كبيرة في اختيار اللقطات المناسبة وضبط الإضاءة بشكل صحيح، ومع ذلك فإن هذه التحديات تعتبر جزءاً من متعة التصوير بالأفلام، حيث تشجع المصور على التفكير والابتكار وتحسين مهاراته.

المصورة الإماراتية علا اللوز، تعمل مصورة محترفة، وتنتقل بين الكاميرا الرقمية إلى الكاميرا ذات الفيلم لتهدئ من رتم الحياة السريع حولها، حيث قالت: «بحكم الحياة السريعة نحتاج أحياناً لأن نهدئ من هذه السرعة لأنها تشعرنا بالتعب، فالصورة بالنسبة لي فيها المبدأ نفسه، فالكاميرات الفيلمية تحتاج إلى الصبر على الصورة وعلى النتائج النهائية التي لن نتمكن من رؤيتها فوراً والتعديل عليها كما في الكاميرات الرقمية، علينا أن ننتظر لنرى النتيجة النهائية بعد فترة من الوقت وهذا يعلمنا الصبر على النتائج وعدم استعجالها، الحياة فرضت علينا أن نستعجل في كل شيء لأن رتمها أصبح سريعاً جداً، لذا أرى أنه علينا أحياناً أن نهدأ ونراقب ما الذي يجعلنا أكثر صبراً ونمارسه، لهذا السبب أنتقل إلى الكاميرا الفيلمية من وقت لآخر».

وأشارت إلى وجود العديد من المصورين الذين لا يزالون يستمتعون بالتصوير بكاميرات فيلمية حتى الآن لأنهم يستمتعون بالخطوات كاملة بدءاً من التصوير وانتهاءً بالتحميض الذي يستغرق وقتاً لحين معرفة النتيجة النهائية.

وحول الأماكن التي يمكنها تحميض الأفلام فيها، أوضحت علا أن الأماكن باتت محدودة وارتفعت أسعار التحميض مقارنة بالماضي حين كانت الكاميرا الفيلمية هي الرائجة، ويوجد مكان مخصص في منطقة السركال أفنيو يعمل على تحميض الأفلام محلياً وبالتعاون أيضاً مع إسبانيا، والعديد من المصورين يلجأون إليه.

بدأت علا التصوير في 2007 وتحب تصوير الحياة اليومية التي تعكس الثقافة المحلية واليوميات بكل ما فيها من تفاصيل، وأضافت: «أحب تصوير كل ما اعتدنا رؤيته وأرصده بشكل مختلف لأني أعرف تماماً أننا ربما نعتاد على بعض الصور واللقطات، لكن بعد فترة من الزمن نظرتنا لها ستتغير، لأنه مع الوقت تزداد قيمة الصور بغض النظر عن جودتها، خصوصاً إذا كانت عائلية وقريبة من القلب».

Email