«أسفار» سعود السنعوسي في فضاءات «الأسطورة غير المكتملة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تاريخ الأدب العربي مليء بالقصص الشيقة والمفعمة بالخيال، والتي وصل بعضها بخياله إلى مفهوم الأساطير، تنوعت واختلفت مواضيعها وأساليبها، وطريقتها في أخذ مخيلة القارئ إلى عوالم من الدهشة والمتعة معاً، سواء من خلال مختلف العناصر الأسطورية كالمخلوقات الخيالية أو الحكايات التي لا تمت للواقع بصلة أو تاريخ حقيقي، أو حتى الحيوانات الناطقة وغيرها الكثير.

وفي جلسة بعنوان «الأسطورة غير المكتملة» تحدث فيها الكاتب الكويتي سعود السنعوسي عن ثلاثيته الأخيرة التي يكتبها بعنوان «أسفار مدينة الطين» خلال مهرجان طيران الإمارات للآداب، الذي يستمر حتى غداً، وعن شخصيات الرواية والأسباب وراء اختيار الأسطورة على الواقع، أدارتها الإعلامية ريم عبيدات، بحضور حشد من قراء الرواية ومتابعي الكاتب.

وأشار السنعوسي إلى أنه يرى أن العمل الأدبي يعتمد على طرح العديد من الأسئلة، التي بدورها تطرح تساؤلات أخرى، وإجابات حاسمة في أغلب الأوقات، وكذلك هي رواية «أسفار مدينة الطين» فهي لا تكف عن طرح الأسئلة حول جزء بسيط من تاريخ الكويت قديماً، مضاف عليها بعض الغموض الذي يسمى الأسطورة لعدد من الشخصيات، وهذه الشخصيات أتت لتمنح الرواية هامشاً من الحرية للتعبير عن العديد من الحكايات والقصص دون أن تكون هناك حواجز أو حدود، وفي النهاية هم أشخاص خياليون غير موجودين في الحقيقة.

وأوضح أن الجزء الأول من الرواية الأسطورة يحمل عنوان «سفر العباءة» والعباءة رمزية كبيرة للعديد من القضايا في ذلك الوقت منها حقبة تاريخية كانت فيها العباءة محل خلاف بين فريق من الناس. كما تمكنت من خلق عدة شخصيات عن سيدات غير موجودات في الواقع على الإطلاق، ولا في تاريخ منطقتنا أو حتى الكويت نفسها وأطلقت عليهن لقب «الصادجات» وهي كلمى بالعامية تعني الصادقات.

وقال:««الصادجات» في الرواية لهن أسبوع مختلف عن أيام الأسبوع العادية ويوم غير أيام العوام، يسمى السديس، لا تشرق فيه شمس ولا يطل فيه قمر ولا نجم إلا نجم رأس الغول، في هذا اليوم تصلهن الأخبار الغيبية عن كل ما تريد نساء المدينة معرفته من أوقات عودة الغواصين من صيد اللؤلؤ إلى غيرها من الغيبيات التي يدعين أنهن يستطعن معرفتها».

وأوضح أنه أتى بفكرة «الصادجات» تحديداً من أغنية قديمة كويتية في التراث تقول «يا صادجة يا صادجة ما صدقتي» وفي أحيان «يا صادجة ياصادجة ما كذبتي»، مضيفاً: «كنت أسأل وأتحرى عن من هن «الصادجات» ولم أجد إجابة في أي رواية شفاهية أو تاريخ مكتوب، لذلك جعلت تلك الشخصيات الوهمية من «الصادجات»، وحين يصدقن في نبوءاتهن حول تاريخ عودة البحارة من رحلة الصيد تنشد السيدات والأطفال على الشاطئ «ياصادجة ما كذبت» وينشدون العكس إذا أخطأت نبوءتها.

وأشار إلى أن هؤلاء السيدات في الرواية بإمكانهن من خلال عباءاتهن إخفاء مدينة بأكملها، مؤكداً أن وجود الأسطورة منح الرواية مساحة كبيرة للتعبير والكتابة عن أمور أراد إيصالها بطريقته.

Email