«إعادة إنتاج التراث الشعبي»، واحد من الإصدارات الحديثة بالمكتبات، والتي تعد إسهاماً نظرياً ومنهجياً محكماً في برامج البحث والدراسات المعمقة الهادفة إلى دراسة التراث الشعبي.

هذا الكتاب الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية، في جزأين، للدكتور سعيد المصري، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، يتناول بالتفصيل الدقيق، نصيبَ جماعة محددة من التراث، ودورها في حمله وإعادة إنتاجه. ويقصد بإعادة إنتاج التراث الشعبي ضمن محاور الكتاب، ووفق ما جاء على غلافه: «قدرة أساليب الحياة في أي مجتمع، على استمرار أهم ملامحها عبر التغيُّر».

ونتبين في هذا الإطار، أنه يحاول الكتاب أن يؤسس لنظرية متكاملة وقائمة على بيانات ميدانية دقيقة في تفسير عمليات إعادة إنتاج التراث الشعبي، وتداوله عبر أربع عمليات: التواتر (كثرة الشيوع والتكرار)، والاستعادة، والإضافة بالاستعارة، والإضافة بالإبداع، نتيجة لتغيرات الحياة الحديثة، والتبادلات الثقافية والبشرية، وهو دراسة جادَّة لسد الفراغ المعرفي في مجال دراسة الثقافة الشعبية، بالتطبيق على حياة فقراء الحضر بمدينة القاهرة.

يشار إلى أن مسيرة مؤلف الكتاب، الدكتور سعيد المصري، ترتكز على البحث بمنهج علمي، وتفكير نقدي متعمق، في تحليل قضايا الواقع من منظور موسع، يأخذ في اعتباره منهج التحليل الثقافي، ورؤى العالم في الأنثروبولوجيا، والاهتمام بإجراء دراسات علمية منطلقة من نظريات معاصرة، والشراكة في المجال العام، وهو بذلك يعد امتداداً لمدرسة علم الاجتماع الحديث والمُعاصر المصرية، وهي مدرسة تتميز بصرامة المنهج العلمي في تناول الظواهر المجتمعية الجديرة بالدراسة.

ويغني الكتاب جهود الباحثين في المجال، موفراً مرجعاً مهماً للبحاثة والمتخصصن، خاصة وأنه ينطوي على منهج علمي توصيفي دقيق، يرصد جوانب موضوع البحث وفق أسلوب ومعايير ناظمها الدقة العلمية.