جلسة «شريط نوستالجيا مع جيل الطيبين»

الحنين إلى الماضي.. بين التعلق والهروب

عبد العزيز المسلم متحدثاً خلال الجلسة وإلى جانبه سعود السنعوسي ونجوى بركات وبلال الأرفه لي - تصوير: دينيس مالاري

ت + ت - الحجم الطبيعي

ينطوي الحنين على الكثير من الذكريات التي تمر علينا عبر الزمن، بعضها يحلو لنا تذكره، وتكرار الذكرى بشكل أو بآخر، والبعض منه نود لو أن نطويه ليغيب تماماً مع النسيان، تبعاً لمدى تأثيره فينا وفي مشاعرنا.

في جلسة «شريط نوستالجيا مع جيل الطيبين»، التي أقيمت ضمن فعاليات مهرجان طيران الإمارات للآداب، وشارك فيها الكتّاب: سعود السنعوسي، وعبد العزيز المسلّم، ونجوى بركات، استعادوا فيها مشاهد وذكريات وأغاني تعود لأيام الثمانينيات والتسعينيات، متحدثاً كل منهم عما يعني له الحنين والعودة بالذكريات إلى الماضي.

فيما حاولت البيان التعرف ما إذا كان الحاضر بأغانيه ورواياته وتفاصيله لا يرضي أذواق أبناء هذا الجيل، ويجعلهم في حنين دائم إلى تلك الأيام الماضية.

شوق

وتساءل مدير الجلسة بلال الارفه لي في بداية الجلسة، حول ما إذا كان الحنين أو «النوستالجيا» شوقاً أم مرضاً يتعين التخلص منه، أشار الكاتب سعود السنعوسي، إلى أنه لا يزال يشعر بأنه طفل، على الرغم من أنه من مواليد الثمانينيات، وهو الجيل الذي يرى أنه مقسوم بين جيلين مختلفين، الأول الجيل الذي لعب حافي القدمين على الرمال في حيّه، وبين جيل التسعينيات، الذي يقول إنه كان عبارة عن صدمة حضارية بكل ما أتى به من جديد، سواء على صعيد التغير التكنولوجي أو السياسي، خاصة أنه كاتب كويتي، وعاصر فترة احتلال الكويت، وما تركته من ذكريات.

وأضاف: أشعر وكأني أحاول أن أحافظ على ذاكرتي حية فتية، إلا أن كل شيء تغير بسرعة كبيرة ومخيفة، كان الأمر يدفعنا إلى أزمة هوية، في ظل هذا العالم المفتوح على كل شيء، والثورة التكنولوجية والاتصالات والإنترنت، فلم تعد لدينا أي خصوصية، لكني حاولت جاهداً أن أحافظ على ذاكرة تلك الأيام، من خلال ما كتبت، وما لا زلت أكتب.

وأن أغطي مختلف الجوانب في تلك الفترة، فمثلاً روايتي «فئران أمي حصة»، كان فيها الكثير من الحنين، من خلال الحديث عن فترة احتلال الكويت من قبل بلد عربي آخر، وكنت أنا الطفل الذي في الرواية، والذي كانت لديه أسئلة كثيرة بحاجة للإجابة عنها وفهمها، واستطعت إلى حد كبير توثيق تلك المرحلة بشكل أو بآخر، ووصفها بتفاصيلها أغانيها وحكاياتها.

طفولة

الكاتبة نجوى بركات اختلفت معه في الرأي، حيث عبّرت عن أن الحنين يعيدها إلى الطفولة المفقودة، التي كلما ذكرتها شعرت أنها خرجت منها بسرعة، وبدأ الزمن يكشر عن أنيابه، خاصة أن طفولتها شهدت الحرب الأهلية اللبنانية، واضطرارها للسفر إلى باريس والدراسة هناك، مشيرة إلى أنها لم تكن تلك الطفولة التي يشعر معها الإنسان أن كل شيء ممكن من حرية الإبداع والإلهام والحلم.

وقالت: «لا أظن أن الأغنيات التي راجت في تلك الفترة، تمكنت من تشكيل ذاكرتي، نظراً لطبيعتها السياسية، وما ارتبطت به من حرب، لكن ذاكرتي تشكلت بشكل جيد، من خلال السينما والأفلام العالمية، التي أتاحت لي أن افتح نافذة على ثقافات العالم».

وأوضح الكاتب الإماراتي عبد العزيز المسلم، عدم رغبته في العودة إلى الطفولة وتذكرها، كونه يراها فترة متوحشة إلى حد ما، لما فيها من تناقضات وشظف العيش، إلا أنه يعتبرها استثماراً للحاضر.

وأضاف: «أذكر أن في فترة الثمانينيات، تشكلت لدينا ذاكرة الأغنية الكويتية التي كانت رائجة وناجحة أكثر من غيرها في الخليج.

فيما ارتبطت الدراسة لدينا بالأغاني المصرية، كون العديد سافر للدراسة فيها، وأيضاً الدراما المصرية لعبت دوراً في ذلك، وفي بعض الأحيان، تعود إلى ذاكرتي أغنية قديمة أود لو كان بإمكاني انتزاعها من ذاكرتي، كونها تعيدني إلى ذكريات لا أود العودة لها أو تذكرها، وفي مثل هذه اللحظات، لا نحب ما يعيده الحنين إلى ذاكرتنا».

 

 

Email