أدباء سوريون: الشعر «ضمير الإنسانية» الأبدي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد عدد من الأدباء السوريين، أن القصيدة لا تزال روح المجتمع وضميره المعبر عن وجدانه وقصصه، موضحين أنها ستبقى في مكانتها الرفيعة، لأنها مرتبطة بضمير الإنسانية وحكاياتها.

«البيان» استطلعت آراء عدد من الشعراء حول هذا الموضوع، إذ رأى الشاعر السوري صقر عليشي، أن القصيدة كائن روحي جميل، لها إشراقاتها وأثرها الفاعل في النفس البشرية، معتبراً أن تقدير المبدعين والدول، لمكانتها ودورها، بشكل مستمر، تحصيل حاصل فرضه حضور الشعر في وجدان الأمم قديماً وحديثاً، فهي صورة الفعل الجمالي النبيل الذي كان رفيق البشرية منذ أفاقت على نفسها، ولم يفارقها، ولن يفارقها. ولم يقل الفيلسوف المعروف هيجل مقولته عبثاً حين قال: «عندما يزول كل شيء في الدنيا يبقى الشعر».

دور وضرورة

وقال عليشي: لم يهن من عزيمة القصيدة والشعر بالمجمل، طول الأسفار وكثرتها في الزمان والمكان، وهي على عكس ما يرى الكثيرون لم يغادرها رونقها ونضارتها، ولم تتخلَ عن مهامها الجمالية ومازال لها دورها وضرورته في تجميل وجه الإنسان وداخله. وظل لها هذه القلة الكثيرة من روادها ومحبيها. ولم تكن يوماً كثيرة الانتشار ولها من الأتباع أكثر مما هي عليه الوضع الآن، وذلك لأن لها قوانينها الداخلية الصارمة التي تمنع أن يكون أهلها هم ممن ليس لهم مستوى من المشاعر الرفيعة والنضج.

وختم: «لست خائفاً على الشعر ومكانته، بل أنا كثير الطمأنينة، وهنا أردد مقولة غابرييل غارسيا ماركيز: الشعر هو الدليل الوحيد على وجود الإنسان».

بدوره، اعتبر الكاتب نزار بريك هنيدي، أنه على قوى الإنسانية أن تسارع إلى الدفاع عن جوهرها الإنساني الأصيل، ومن الطبيعي أن يبدأ هذا الدفاع عبر تفعيل دور الشعراء وإعادتهم إلى صدارة المشهد، لأن الشعر هو الصوت الحقيقي القادر على تمثيل هذا الجوهر في مسيرته وتحولاته وتطلعاته.. وهذا هو المعنى الحقيقي لتخصيص «اليونيسكو» يوماً عالمياً للشعر، يعيد الشعر إلى مكانته الطبيعية الرائدة في ثقافات العالم جميعها.وأكد الشاعر حسين عبد الكريم أن المنظمات العالمية والهيئات الكونية أو المحلية لا تحمي الشعر. الشعر يتعزز ببروق التأملات البليغة، كما وصفه، وفي هذا السياق، ربما ينفع تحديد اليوم العالمي للشعر إعلامياً.وتابع: الشاعر يكتب أجمل ما يكتب للحياة، ليضيئ جرود ليل الوجدان بالأسئلة. يكتب ليتخلص من رعب اللغة المتوحشة، ومهما تبوأ الخراب عرش الزمن يبقى الشعر يدون البقاء ويعتني بالحب وبهاء البقاء.

وختم: أظننا لا نقوى على الأمنيات العاتية إلا بالقصائد التي تكافئ نفسها بحواس الشعراء والشاعرات. حين يموت الزمن يكون ذلك بسبب موت الشعراء. الشعر لا بد منه كالبقاء.

Email