خلال مشاركته في «المهرجان الدولي للغة والثقافة العربية» ببولونيا

«مجمع اللغة العربية بالشارقة» يستعرض أثر الترجمة على بناء العلاقات الثقافية بين العرب والإيطاليين

ت + ت - الحجم الطبيعي

نظم «مجمع اللغة العربية بالشارقة»، ضمن مشاركة إمارة الشارقة في فعاليات الدورة السادسة من «المهرجان الدولي للغة والثقافة العربية»، ندوة أدبية بعنوان «دور ترجمة الأدب الإيطالي في إثراء ثقافة القارئ العربي»، تحدث خلالها الدكتور امحمد صافي المستغانمي الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، عن العلاقة العميقة التي تجمع الأدب والترجمة، وأشار إلى أهمية الترجمة بوصفها جسراً ثقافياً بين الحضارات على اختلافها وتنوعها.

جاءت مشاركة المجمع في المهرجان الذي تنظمه «جامعة القلب المقدس الكاثوليكية» في مدينة ميلان الإيطالية تحت شعار «كيف ساهمت الترجمة في بناء الحضارات»، ضمن جهوده في تعزيز حضور اللغة العربية في المشهد الثقافي العالمي، وتسليط الضوء على دور اللغة العربية في بناء الحضارة الإنسانية.

 

علاقة وثيقة

وتوقف المستغانمي خلال الجلسة عند العلاقة الوثيقة التي تربط بين الأدبين الإيطالي والعربي، لا سيما بعد ترجمة «رسالة الغفران» لأبي العلاء المعري إلى اللغة الإيطالية وانعكاسها في «الكوميديا الإلهية» التي ألفها دانتي، حيث امتلأت المكتبة العربية المعاصرة بعد ذلك بأعمال كتاب إيطاليين كبار من أمثال: إيتالو كالفينو وإمبرتو إيكو، بينما حفلت المكتبة الإيطالية بأعمال مترجمة للروائي نجيب محفوظ والشاعرين: محمود درويش وعلي إسبر المعروف بأدونيس وغيرهم الكثير، في تبادل ثقافي واضح يعكس حجم العلاقة بين الثقافتين العربية والإيطالية.

 

نصائح

وأشار المستغانمي في حديثه إلى السيرة الذاتية الغنية للكاتب الإيطالي إيكو، مستعرضاً جانباً من مؤلفاته التي أثرت المكتبة العربية وحركة الترجمة في العالم العربي، ومن أبرزها كتاب «كيف تعد رسالة دكتوراه»، الذي يقدم جملة من النصائح المنهجية والأصول المعرفية التي ينبغي أن يتسلح بها طالب الدكتوراه وهو يخوض غمار بحثه، وكتاب «التأويل والتأويل المفرط» الذي ناقش فيه قضية تأويل النصوص وتوصل إلى أن التأويلات ليست متساوية في قيمتها وواقعيتها.

وأشار المستغانمي إلى رواية «العدد صفر» التي تعد الرواية السابعة والأخيرة لإيكو قبل وفاته، وعرج على كتاب «أن تقول الشيء نفسه تقريباً»، الذي شرح فيه إيكو مفهوم «الشيء» و«تقريباً» في عملية الترجمة وغيرها الكثير، كما تحدث عن انتشار كتب نجيب محفوظ في إيطاليا والذي كان لفوزه بجائزة نوبل أثر كبير في تسليط النقاد الإيطاليين الضوء على أدبه، واستعرض المستغانمي أهم مؤلفات نجيب محفوظ التي ترجمت إلى الإيطالية ومنها: «أولاد حارتنا» و«الثلاثية» و«ثرثرة فوق النيل».

 

أهمية

وحول أهمية مؤلفات إمبرتو إيكو في إثراء المكتبة العربية، قال الدكتور المستغانمي: «إن من أوضح الأمثلة في التأثير والتأثر ودور الترجمة في توسيع مدارك الأدباء ورفد شؤون الأدب، والارتقاء بالنتاج الإبداعي الأدبي: الشعري والروائي واللغوي، الأعمال الخالدة التي جادت بها قريحة الفيلسوف الكاتب اللغوي الأكاديمي الروائي المبدع: إمبرتو إيكو، الذي ملأت فرائد أعماله الأدبية والنقدية والفلسفية والروائية السوق الأدبية في النصف الثاني من القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين، ولا تزال تثبت جدارتها وأحقيتها بالحياة».

يشار إلى أن فعاليات الدورة السادسة من «المهرجان الدولي للغة والثقافة العربية»، الذي ينظم سنوياً، تشهد على مدار 3 أيام مجموعة متنوعة من الجلسات والأنشطة الثقافية التي تسلط الضوء على دور الترجمة في بناء جسور ثقافية بين الحضارات وتبرز أهميتها في تحقيق التقارب بين مختلف الثقافات، متجاوزة حدود اللغة والزمان والمكان.

Email