«مجمع اللغة العربية» يحتفي بتجربة خليل عيلبوني الشعرية ويستعرض أساليب تعليم العربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

استضاف «مجمع اللغة العربية بالشارقة»، في إطار احتفاله بشهر القراءة في دولة الإمارات العربية المتحدة، الشاعر الدكتور خليل عيلبوني، في جلسة حوارية بعنوان «كيف نحبب العربية إلى قلوب أبنائنا»، أدارها هشام سعيد.

جاء ذلك ضمن فعاليات «المجلس اللغوي الخامس»، التي ينظمها المجمع دورياً، ويستضيف خلالها نخبة من المهتمين بالأدب والتراث العربي لمناقشة أهم القضايا والتحديات التي تواجه واقع اللغة العربية، في سلسلة جلسات نقاشية حوارية.

تجربة ثرية

ومع انطلاق الجلسة، رحب الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، بالدكتور عيلبوني، واصفاً إياه بـ«الشاعر والإعلامي الذي لا يشق له غبار»، فيما استعرض أهم الإنجازات التي قام بها عيلبوني منذ انتقاله للعيش في إمارة أبوظبي.

حيث كان عيلبوني أول من أذاع بيان قيام اتحاد الدولة عبر أثير إذاعة أبوظبي في الثاني من ديسمبر عام 1971، بعد تجربة عمل ثرية عمل فيها مذيعاً في إذاعة «صوت العرب» بالقاهرة، إلى جانب مسيرته الشعرية التي أصدر خلالها عدداً من الأعمال الأدبية والبحثية من بينها كتاب «شاعر وقصيدة» و«أبوظبي زمن البدايات» و«التسامح من خلال القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة»، إضافة إلى ديوانه «ثلاثيات الخليل» الصادر بدعم من وزارة الثقافة والشباب.

اهتمام 

واستهل خليل عيلبوني مداخلاته بالإجابة عن سؤال مدير الجلسة «كيف أحببتم العربية؟»، قائلاً: «عشقت هذه اللغة منذ طفولتي بتشجيع من أسرتي على تعلمها، فقد كان الأهل يفرحون في الماضي عندما يعود طفلهم وهو حافظ لسورة من القرآن الكريم، ويفخرون بإجادته للعربية الفصيحة»، وانتقل عيلبوني بعدها إلى عقد مقارنة بين تعليم اللغة قديماً وحديثاً، مشيراً إلى اهتمام الأسر العربية اليوم بتعليم أبنائها اللغة الإنجليزية على حساب الاعتناء بلغتهم الأم. 

وأضاف عيلبوني: «لم تعد العروبة عنصراً أو جنسية، إنما هي لسان، فمن تكلم العربية فهو عربي، وهناك من يتكلمون العربية وليسوا عرباً، وكثيراً ما أفاجأ بمن يتحدثون بها بصورة أكثر إتقاناً من العرب، هذه ظاهرة يجب أن نقف عندها بتأمل ولا يكتفي أن نشجب ونستنكر، المفيد أن نبحث عن الطرق والأساليب التي تجعلنا قادرين على جعل هذه اللغة محببة لدى الجيل الجديد»، مؤكداً ضرورة أن يتعلم الأطفال اللغات الأجنبية، كالإنجليزية والفرنسية واليابانية والصينية، ولكن دون إغفال العربية.

وتحدث عيلبوني عن كيفية تحبيب اللغة العربية للأطفال، مستشهداً بتجربته الشخصية في التدريس، وقال: «عندما يدخل أستاذ الصف وهو عبوس متحدثاً بطريقة مخيفة، فإن الطفل لا يستطيع الفهم حتى لو كان يرغب في التعلم»، مؤكداً أهمية التودد إلى الأطفال ومعاملتهم كأصدقاء لكسر حاجز الخوف، والابتعاد عن التلقين الذي لا يفيد الطالب، وهو ما جربه شخصياً مع ابنته؛ ففي أثناء رحلاتهم بالسيارة؛ كان لا يتحدث إليها إلا بالعربية الفصيحة، وهو ما لاقى استجابة من ابنته واستحساناً، لتصبح بعدها متقنة للغة الفصيحة.

أهمية 

وشدد عيلبوني على أهمية تقدير المعلم، مع ضرورة تدريس الوسائل والأساليب التي يمكن للمعلم أن يفيد الطالب بها عبر دورات خاصة للمعلمين، وألا يكون اختيار المعلم لتخصص اللغة العربية تحصيل حاصل، بل ينبغي أن يكون نابعاً عن الحب والشغف باللغة، مؤكداً أن اللغة لا تحتاج إلى رسائل دكتوراه، بل إلى معرفة ورغبة في تعليمها بتمكن واقتدار. 

واختتم الدكتور خليل عيلبوني الجلسة بالحديث عن تجربته الشعرية، التي ارتبطت بسنوات عمره الأولى، مشيراً إلى أنه تعلق بالشعر منذ قراءته لعدد من الشعراء الكبار، كان من بينهم مالك بن الريب، والأخطل الصغير، وأحمد شوقي، الذين شكلوا البذرة الأولى لملكته الشعرية، لينتقل بعدها إلى إلقاء عدد من قصائده الخاصة، التي لاقت استحسان الحاضرين وتفاعلهم، خصوصاً مع قراءته قصائد جديدة كتبها خصيصاً للاحتفاء باللغة العربية، وبشهر القراءة في دولة الإمارات.

Email