في قصص الأنبياء نور وإضاءات؛ كتاب «إلى الظل قوانين للحياة» يستلهم من قصة موسى - عليه السلام - ١٧ إشراقة وإلهاماً.
يبدأ علي بن جابر الفيفي بعد المقدمة بالقانون 1 (الترقب) وهو أن تكون ذكياً وتقرأ الواقع قراءة واعية فطِنة أكثر بلا مبالغة ثم يأتي القانون 2 بالمروءة ومساعدة امرأتين في السقي رغم التعب؛ فـ(كن العطر الذي يستنشقه الجميع، ولا يرونه!)، وتعلم فن الاهتمام بالآخرين بمشاعر صادقة وكلمة طيبة؛ ليكمل في القانون 3 وهو التولي إلى الظل دون طلب شكر أو مقابل.
ويستلهم القانون 4 من لقاء موسى بالشيخ والفضفضة له؛ فلا تمنع نفسك من الفضفضة وتقص ما يزعج قلبك لمن ترى فيه الحكمة والقلب المنصت لك، والأهم هو الله سبحانه (الأكسجين) الذي لا نعيش من دونه، فالأنس به أعظم درجة.
ليأتي القانون 5 من كلام الشيخ وهو يطمئن موسى؛ فاحرص على تهدئة من يختارك ويبثك خوفه، واعتاد على التبشير والتفاؤل بالخير، ويتابع القانون 6 بجعل الخيارات مفتوحة من اتفاق موسى مع الشيخ بين الأجلين؛ فاحرص على تقليل الوعود واجعل مساحة للاختيار؛ ليأتي القانون 7 وهو العناية بالزوجة والأسرة وهو يسير بها فيوصيها بأن تبقى حال رؤيته ناراً فعليك أن تحرص على سلامة أسرتك تمام الحرص، ويتابع أكثر في القانون 8 بعدم الإسراف في الغموض والكتمان بل أفصح وشارك أحبابك تطلعاتك من قوله موسى لزوجه إنه رأى ناراً ولم يكتم ما رأى حتى يتأكد.
في القانون 9 يبين ضرورة الاستعانة بعصا كعصا موسى لتذليل الصعاب، والعصا قد تكون فكرة أو مهارة أو شخص لتسهيل الحياة، ويوصيك بالإيجاز والعموم في الكلام كقانون 10 ثم يأتي القانون 11 من دعاء موسى لربه أن يحلل عقدة من لسانه فيستخلص القانون بضرورة فصاحة ووضوح اللغة لك مع تطوير مهاراتك؛ ليأتي القانون 12 وهو عدم نسيان الخطأ وتجاهله حتى نعتذر أو نعالجه، ويوصيك بالصدق مع نفسك والآخرين في القانون 13؛ لتعترف بشجاعة كقانون 14، وتفاجئ خصومك كقانون 15. أما القانون 16 فعليك أن تؤكد أمر الله كما هو؛ ليختم بالقانون 17 وهو الصبر على طلب العلم من مسير موسى للخضر.
كتاب تربوي غني بالتدبر والإلهام؛ يجعل القوانين بلفظ القرآن ويفسر سياقها ويفصل بعناوين أسفل كل قانون موضحاً تفصيلات يستخلص القانون منها بسهولة ولغة منهجية ثرية من السيرة النبوية والصحابة والتابعين والأبيات الشعرية بالإضافة إلى سيرة المؤلف نفسه.