إبراهيم العوضي.. فنون حافلة بالقيم الإنسانية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

إبراهيم العوضي، من الأسماء البارزة في التشكيل الإماراتي المعاصر. كرس تجربته الفنية للموضوعات الإنسانية. وبمقدار اهتمامه بالمعاصرة وتداعياتها، التفت إلى تراث الإمارات الغني، وبيئته الأصيلة، ووظف الكثير من معطياتها في أعماله الفنية، التي جمعت بين الزمان والمكان، بكل توافق وانسجام.

يقول الفنان العوضي: إن معظم الفنانين التشكيليين الإماراتيين، خاضوا بحر التراث المحلي، وكل حاول تمثله، مدفوعين بهاجس الكشف عن غنى وأصالة وحضارة الماضي، وتوظيفه في منجزهم الفني المعاصر، لمنحه هوية محلية متفردة في الشكل والمضمون، وضمن هذا التوجه، جاءت لوحات العوضي الفنية التي غلب عليها الأسلوب الواقعي المشحون بالخيال الذي كما يقول يستغرق وقتاً طويلاً ليتحول إلى نصوص بصرية متماهية بالموروثات، ومعجونة بعمقها الحضاري المتراكم جيلاً بعد جيل. ولأنه شغوف بالطبيعة وتجلياتها في الفصول الأربعة، تسربت إلى أسلوبه، أطياف من الانطباعية، لاسيما ألوانها المعجونة بالضوء الذي استخدمه مع الظل، في عكس معاناة الإنسان وصراعه مع الحياة.

تأثر

الفنان العوضي ابن بار لبيئته، تأثر بها إلى حد بعيد، وعمل جاهداً لتجسيدها في أعماله الفنية التي تنوعت بالشكل والمضمون. فقد صور أحياءها الشعبية، وعمائرها القديمة، ومتاحفها وصحراءها وجمالها.

اللوحة عند الفنان العوضي، حالة معاناة، وخلاصة فكر، وفيض إحساس، وانفعال نفسي يستغرقه حتى يدفعه للقيام بفعل الفن، الذي يسجل من خلاله، الحالة التي يعيشها لحظة قيامه بالرسم، والتي قد تكون دمعة، أو ابتسامة، أو فرحة، أو حلماً، أو شوقاً، وقد تكون إحدى تجليات الحياة، وفي قلبها الإنسان. تنقلت لوحته، كصياغة وأسلوب، بين الواقعية، والواقعية المبسطة، والسوريالية، والتكعيبية، والرمزية، وشبه الانطباعية، والتعبيرية. انتقل بعدها إلى نوع من الحروفية الزخرفية المحقونة بشحنة من الخيال. أما على صعيد المضمون، فهو كغيره من الفنانين، انشد للموضوعات الطبيعية والتراثية، وقام بالتعبير عنها، بألوان وصياغات معينة ارتبطت به دون غيره.

من جانب آخر، اشتغل الفنان العوضي مطولاً، على مشروع تقريب فنه من متلقيه، ولا ينكر أن مفردات البيئة مهيمنة على هذا الفن، وأنه يعيش تحت سطوتها، وهو سعيد بذلك، لإيمانه المطلق بضرورة توظيف الفن في خدمة المجتمع.

خبرات

يعتقد الفنان العوضي أن انشداد غالبية الفنانين الشباب في الحركة التشكيلية الإماراتية المعاصرة، إلى الفنون التركيبية والمفاهيمية والفيديو آرت، وقيامهم بالاشتغال عليها قبل أن يكتمل تأهيلهم الفني الأكاديمي، وتتعمق رؤاهم، وتنضج أفكارهم، ويتملكوا وسائل ووسائط تعبيرهم، أمر خاطئ، إذ لابد لهم من تجميع خبرات ومعارف الفن العملية والنظرية، ومن ثم الانطلاق في عالمه الرحب والواسع، واضعين نصب أعينهم، ربط فنهم بآنه ومكانه، فالحداثة من دون الأصالة أشبه بالساقية المقطوعة عن النبع، سرعان ما تجف، ونبع الفن هو التراث.

ويؤكد العوضي على الدور الأساسي الذي يقوم به الناقد، فهو يرى في اللوحة ما لا يراه الإنسان العادي، أو الفنان نفسه، ويمكنه من خلال الرؤية الثاقبة أن يوجه الفنان إلى الأفضل، ويفتح أمامه فضاءات إبداعية جديدة، إضافة إلى أنه يقوم بدور الوسيط، بين العمل الفني والمتلقي، حيث ينير أمامه دروب اللوحة، ويضعه في مناخاتها وأجوائها، ويضيء له حمولاتها من الألوان والخطوط والأشكال والرموز. كما كرس العوضي لوحاته وإبداعاته لخدمة قضايا الإنسان الملحة والعادلة، أينما كان هذا الإنسان.

Email