الفنون المستدامة في دبي.. إبداع من أجل عالم أفضل

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تشكل الاستدامة ومساراتها ركيزة ملهمة للفنون في إمارة دبي واستراتيجيتها للابتكار والإبداع في مجالات التصميم واشتغالات الفنانين المستوحاة من البيئة. وتمتلك نتاجات المبدعين في دبي جمالية الفكرة التي تدعو إلى صون البيئة وحمايتها من أجل عالم أفضل في المستقبل، وذلك عبر العديد من الفعاليات والمبادرات من ضمنها برنامج «تنوين» للتصميم 2022 في مركز تشكيل للفنون بند الشبا بدبي الذي تكمن رسالته في تعزيز التطوّر المستمر في مشهد التصميم الإماراتي مع كل قطعة تولد ويجري تصميمها وإنتاجها محلياً، بمشاركة سته مصممين مكلفين بإيجاد حلول مستدامة لقطع أثاث وديكور.

منظور تجريبي

وفي هذا السياق، تقول ليسا بالتشغار نائب مدير مركز تشكيل: إن المركز أطلق تحدياً أمام مجموعة المشاركين في برامج «تنوين» للتصميم 2022 من أجل التصدّي لتحدّيات الاستدامة الأساسية التي تواجه المنطقة والعالم بأسره اليوم. واستطاع المشاركون بالتعاون مع مهندسين وعلماء ومصنّعين ضمن رحلتهم في البحث والتجريب خلال البرنامج، تطوير تصاميم وظيفية جديدة تعتمد اعتماداً كبيراً على طبيعة الإمارات وتقاليدها وإرثها العريق.ومكّن مركز تشكيل 35 مصمماً من الشروع في التدريب المهني، ما أسفر عن أكثر من 40 نموذجاً أولياً نتج عنها ابتكار أكثر من 25 قطعة أثاث وإضاءة مستوحاة من بيئة دولة الإمارات، وتصميمها وصناعتها.

مقعد النخيل

بدوره، يقول الفنان والمصمم إبراهيم آسور: يجسد تصميمي لمقعد «كسيرية»، المستوحى من البيئة الإماراتية، مفهوم الاستدامة وجوهر البساطة والأناقة ويرمز للوحدة والقوة والتآزر، واسمه جاء من ماهية شكل هيكله الخارجي هو نمط لا متناهي يحمل كل جزء منه نفس الطابع الإحصائي ككل.

ويضيف إبراهيم: ويعكس مقعد «كسيرية» جوهر الهدوء الخالص سيما وأنه يختبر المواد المعاد تدويرها والموجودة بكثرة، وكجزء من اكتشافي لشكل الهيكل الخارجي لأشجار النخيل المنتشرة في دولة الإمارات. وقد جاء هذا المقعد ثمرة الجمع بين دراسات المصمم للبيئة الطبيعية مع البحث العلمي والسرد التصميمي القوي.

قصة «جريد»

بدورها، تؤكد هدى العيثان مصممة للأعمال ثلاثية الأبعاد أستاذ مساعد لوسائل الإعلام الرقمية في الجامعة الأمريكية في دبي أن تصميمها «أنامل» يعيد استكشاف الشكل واللون والضوء كوسيلة للتواصل. وفي الآونة الأخيرة، توسع اهتمامها إلى استكشاف فكرة الجوهر والهوية عبر الزمن، مشيرة إلى أن «أنامل» عبارة عن مصباح معلق يحتفي بحرفة السفيفة. تم إنتاج هذا التصميم غير التقليدي بالتعاون مع حرفيات إماراتيات.

نسج الصفيفة

وتضيف العيثان: يهدف المصباح إلى الحفاظ على حرفة «السفيفة» وتطويرها إلى جانب من يمارسونها. وهو مصمم لنقل قصة العاملات المحليات بمجال نسج «السفيفة» إلى الأجيال القادمة من الحرفيات، حيث صوّر التصميم أطراف أصابع النسّاجات المتداخلة مع سعف النخيل، ويجسد الهيكل العام تناغم وتكرار وحركة عملية النسج، إذ تلتفّ الحبال الطبيعية الثمانية بتوازنٍ فائق حول مصدر الضوء، وتمتدّ من طرفٍ لآخر لتروي أيضاً قصة «جريد» الجزء السميك من النخيل والمستخدم في أساس المنازل التقليدية.

حراشف الأسماك

وأكدت المهندسة المعمارية ريما المهيري والتي تعمل حالياً في مجال استراتيجيات التصميم أن تصميمها «تبراة» عبارة عن مصباح أرضي مكون من ثلاثة عناصر إضاءة متناغمة لكل منها غطاء مختلف في تكوينه وشكله باختلاف حجم وملمس حراشف الأسماك المستخدمة في صنعه. ويسعى التصميم كذلك إلى نقل إرث المجتمعات البحرية والحفاظ عليه وتسليط الضوء على التحديات التي تحول اليوم دون الاستفادة من الموارد البحرية، كما يهدف التصميم إلى المساهمة في حركة الاستدامة ورفع مستوى وعينا ببيئتنا وبالسياسات العامة والسلوك الاجتماعي الذي يؤثر عليه.

مغاصات المحار

وتتابع: «تبراة» هو مصطلح إماراتي يستخدم للإشارة إلى موقع مغاصات المحار، حيث تتبع سفن صيد اللؤلؤ هجرة المحار الذي يلمع كالمصابيح وهو يطفو ليلًا على سطح البحر، وينتشر ضوء المصابيح الثلاثة عبر أغطية قابلة للتحلل تجمع بين حراشف الأسماك ولاصق طبيعي.

وسعت المصممة والفنانة شذا خليل إلى الجمع بين الأشكال الطبيعية لتحقيق التوازن ما يمكنها تمكّنها من رؤية التصميم من وجهات نظر مختلفة، لتفهمه بهدف إلهام الناس حب الطبيعة، وهو ما يدفعها ويحفزها لتولي أدوارٍ مختلفة كما هو الحال في تصميمها «سْكِن» هو عمل تركيبي ضوئي عضوي مستوحى من الطبيعة ومواردها.

وتقول شذا: إنها استلهمت فكرة تصميم عملها «جلد» من مراقبتها الدقيقة لخصائص هذا النوع من المواد، الذي يجفّ ويتجعد وينطوي بأنماط مميزة كما الورقة.

Email