أدباء وفنانون بين فضاءات الإبداع وعوالم المهنة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

موزعون هم بين مهنتين وأكثر، لكل واحدة منها مسارها الخاص، وبرغم ذلك استطاعوا التحليق في فضاء الإبداع والنجاح، بعد أن تمكنوا من توظيف إمكانياتهم الإبداعية في مهنهم التي ساعدتهم على اكتشاف الشغف في الفنون والكتابة الأدبية والمجال الإبداعي بشكل عام.

«البيان» فتحت عينها على «مبدعين ذوي وجهين» لتعاين كيف استطاعوا الموازنة بين مهنتهم اليومية وإبداعاتهم التي جعلتهم جزءاً من المشهد الإبداعي والثقافي المحلي.

3 شخصيات

الجمع بين ثلاث شخصيات مبدعة، أمر ليس هيناً بالنسبة للبعض، ولكنه لم يكن كذلك بالنسبة للكاتبة وفنانة الحرف العربي والمهندسة مريم البلوشي، مديرة البيئة في الهيئة العامة للطيران المدني لدولة الإمارات، ورئيس لجنة البيئة في المنظمة العربية للطيران المدني، والتي قالت: «أعتبر أنني استطعت الوصول إلى توليفة خاصة بي، حيث أجمع 3 شخصيات في شخصية واحدة، الكاتبة والسياسية والفنانة، وكلها شخصيات تؤثر على بعضها البعض، فكل عمل أقوم بإنتاجه له قصة ورسالة، حيث يستغرق كل عمل فترة زمنية طويلة لإنجازه كونه يقوم على دراسة، والكاتبة هي الروح التي تجعلني صامدة ومن خلالها أقوم بتفريغ كل الضغوط العملية، وهي تعتبر شخصيتي الحقيقية التي أرتدي ثوبها بعد الخروج من وظيفتي، وأعتقد أنها تمثل الأساس بالنسبة لي».

وتضيف: «الهندسة أثرت كثيراً فيّ من ناحية تحليل الأمور ونظرتي لها وجعلتها شمولية أكثر، ومكنتني من جمع أبعادها المختلفة، حتى أثناء كتابتي للعمود الصحافي، لي نظرة خاصة في ذلك، ويكون له تركيبة وبناء خاص بي». وواصلت: «في وظيفتي أتولى بنفسي كتابة كل الكلمات أو التصريحات أو حتى الأخبار التي تتعلق بتخصصي، بحيث ساعدني ذلك في التعبير عن أفكاري الخاصة وما أود أن أقدمه للقراء».

تحف ومقتنيات

في المقابل، يمتلك ناصر سليمان، مستشار قانوني في دائرة حكومية بدبي، شغف جمع التحف والمقتنيات القديمة، والتي استثمرها في إقامة «ميزيوم هاب» في سوق المرفأ بدبي، ويقول: «جمع التحف والمقتنيات بدأ لدي كهواية منذ الصغر، وكثيراً ما كانت تلفتني المقتنيات التي أجمعها من حول العالم، وقد استفدت كثيراً من طبيعة عملي كمستشار قانوني، حيث ساعدني ذلك في التعرف على القوانين ومعرفة تفاصيلها بالكامل، لأن اقتناء التحف والقطع الأثرية والفنية وغيرها يحتاج إلى معرفة جيدة في القانون».

شغف ناصر بالمقتنيات الفنية والتاريخية جعلته يتوسع في مهنته هذه والتي مكنته من امتلاك أكثر من 10 ملايين قطعة مختلفة. ويقول: «كل هذه القطع أصبحت متاحة أمام الناس أجمعين، من خلال «ميزيوم هاب» الذي يضم 50 متحفاً مختلفاً، تم تصنيفها وفق التخصص وليس الزمن الذي وجدت فيه، وبالنسبة لي أسعى من خلاله إلى دعم الاقتصاد الإبداعي لدبي، والسياحة الثقافية فيها». ناصر وحسب تعبيره، يمتلك مجموعة هائلة من القطع الفنية والتحف غالية الثمن، وهي موزعة في العديد من الأماكن، ويقوم بالمحافظة عليها بطرق شتى لضمان عدم تأثرها بالعوامل الخارجية.

وعلى وتري الفن التشكيلي والتعليم تعودت ياسمين طحان العزف، وهي التي ترى أن لكل واحد منهما تأثيره الخاص عليها، وأن كلاهما يؤثر على بعضهما، وتؤكد أن «شغفها بالفنون أثر كثيراً على مهنتها الأساسية كمعلمة لغة إنجليزية».

وتقول: «أدرك بأن الفنون تمثل جانباً من هواياتي، بينما التدريس هو مهنتي الأساسية، وأعترف بأن لدي شغفاً تجاه الفن وتدريس اللغة الإنجليزية، فكلاهما يساعد على إبراز شخصيتي، ونمط تفكيري وأسلوبي في الحياة»، وتضيف: «هذا الشغف في الفن والتدريس لم يساعدني فقط على إبراز إمكانياتي، وإنما انسحب ذلك أيضاً في إبراز القدرات الأكاديمية والفنية لطلبتي، حيث استندت على هويتي الفنية في إبراز الهوية الفنية للطلبة، لاعتقادي بأن الفن ليس حصراً على الرسم فقط، وإنما نجده يدخل في التصميم والإبداع وغيرهما». وتشير ياسمين إلى أن «الفن متنوع وله أشكال وأساليب عدة».

وتقول: «هذا التنوع أثر على عملي كمعلمة لغة انجليزية، وسهل لي الطريق للتعرف على أناس مبدعين في كل المجالات، كما أثر أيضاً على منظوري للفن، من حيث تنوعه وشموليته، وجعلني أدرك بأن الشغف لا حدود له، فضلاً عن ذلك ساعدني على اكتشاف تأثير الثقافة على الناس وقدرتها على تحديد اتجاهاتهم عموماً».

لوحات فنية

ومن رحم الهندسة المدنية ولدت موهبة الفنانة ريا شارما، فمن خلال مهنتها اكتشفت شغفها بالفنون، حيث استطاعت أن توظف الخطوط المستقيمة في إنتاج لوحات فنية تمتاز برشاقتها وبتعابيرها المستلهمة من الرقص الصوفي ونظيره الهندي وحالة الدوران التي تكتنفها. ريا تقول: «الهندسة المدنية لم تكن بالنسبة لي مجرد مهنة، وإنما هي شغف، ومن خلالها اكتشفت مساري الفني، حيث استفدت كثيراً من دراستي للهندسة في إبداع العشرات من اللوحات، التي استطعت من خلالها تحديد توجهاتي الفنية». وتابعت: «بالنسبة لي الفن يخدم الهندسة والعكس تماماً، حيث لكل واحد منهما خواصه ومعاييره الخاصة، كما لكل واحد منهما تأثيره الخاص».

Email