برامج مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة أثمرت تمكين ودعم المترجمين العرب

«يوم الترجمة».. جهود إماراتية نوعية في إثراء المكتبة العربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقود دولة الإمارات أكبر حركة ترجمة معرفية للنهوض بالعمل الثقافي العربي وتعزيز انفتاحه على ثقافات الشعوب الأخرى بما يعزز من فرص التواصل والحوار الأممي.

وتشارك الإمارات، العالم احتفاءه بـ«اليوم الدولي للترجمة»، الذي يصادف 30 سبتمبر من كل عام، وذلك تقديراً للدور الذي يضطلع به المهنيون اللغويون في مد جسور التفاهم بين الأمم وتعزيز السلام والتنمية.

وتأخذ الإمارات على عاتقها مهمة إثراء المكتبة العربية بأفضل ما قدّمه الفكر العالمي من أعمال، عبر ترجمتها إلى «لغة الضاد»، إضافة إلى إبراز الوجه الحضاري للأمة عبر ترجمة أبرز الإبداعات العربية إلى لغات العالم.

وتبرز في السياق جهود مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة التي أطلقت برنامج «ترجم»، بهدف إثراء المكتبة العربية بأفضل ما قدّمه الفكر والأدب العالمي، وإظهار الوجه الحضاري للأمة، عبر ترجمة الإبداعات العربية إلى لغات العالم، كما تولي المؤسسة أهمية قصوى لترجمة أبرز كتب التراث الحضاري الصادرة في المناطق المحيطة بالوطن العربي، من أجل تعميق جسور التواصل الثقافي والمعرفي مع تلك الثقافات.

أداة

وقال جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، بمناسبة اليوم الدولي للترجمة: يأتي الاحتفاء باليوم الدولي للترجمة تأكيداً لأهميتها، كونها أداة رئيسة لنقل المعرفة والعلوم، والأعمال الفكرية والأدبية، والابتكارات والاكتشافات، ومشاركتها بين شعوب العالم كافة.

وتعكس هذه المناسبة الدور المتنامي للمترجمين بصفتهم سفراء للمعرفة، ومساهمين محوريين في بناء جسور التعاون والتواصل بين الدول والشعوب والثقافات، وتخليد إبداعات ونتاجات الحضارة الإنسانية ونقلها للأجيال المتعاقبة.

وأكد جمال بن حويرب أن الترجمة تمثل عاملاً جوهرياً في دعم استئناف الحراك الحضاري في المنطقة، الذي دعا إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في إطار رؤيته الاستشرافية السديدة.

وتابع: انطلاقاً من الأهمية المتزايدة للترجمة في عالم اليوم، نحرص في مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة على توفير السبل الكفيلة بتطوير الترجمة وتعزيز دورها في شتى حقول ومجالات المعرفة.

وتمكين المترجمين العرب ورفدهم بالأدوات التي تتيح لهم بلوغ مستويات جديدة من التميز والكفاءة في نقل المحتوى المعرفي من اللغة العربية وإليها، بما يصبُّ في خدمة العلماء والباحثين العرب ويدعم مسيرة التنمية الحضارية.

وفي هذا الإطار، أطلقنا «نادي المترجمين العرب» لزيادة زخم الترجمة وإرساء منهجيات جديدة لها. ولطالما دأبت المؤسسة طوال السنوات الماضية على تطوير مهارات المترجمين من خلال تنظيم ورش العمل بإشراف الخبراء والمتخصصين، تحت مظلة مبادرات «برنامج دبي الدولي للكتابة».

وأضاف: بمناسبة اليوم الدولي للترجمة، نتوجه بالشكر والتقدير للمترجمين العرب، ونجدّد الإشادة بجهودهم وإسهاماتهم في نقل النتاج المعرفي، وتعزيز حضور اللغة العربية في الفضاء المعرفي العالمي، مؤكدين التزامنا بمواصلة تنفيذ المبادرات الداعمة للمترجمين العرب.

عناية ودعم

وتحظى الترجمة في الإمارات بعناية ودعم رسمي أسهم خلال السنوات الماضية في تأسيس جملة من المؤسسات والمراكز البحثية والمبادرات المعنية بهذه المهنة دراسة ونشراً، والتي كان لها بالغ الأثر في رفد المكتبة العربية بهذه المعارف، وخصوصاً النادر منها.

ويعد «تحدي الترجمة» الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في سبتمبر 2017 من أبرز المبادرات التي تهدف إلى توفير محتوى تعليمي شامل ومتكامل في مجالي العلوم والرياضيات، باعتبارهما من أهم روافد التطور الحضاري.

ونجح التحدي خلال سنة من إطلاقه في تعريب 5000 فيديو تعليمي، وذلك بواقع 11 مليوناً و207 آلاف كلمة، وبمعدل 500 فيديو شهرياً، وبإجمالي عدد دقائق يقدّر بنحو 50 ألف دقيقة من مونتاج الفيديوهات التي توفر حصصاً تعليمية تتناول مساقات مختلفة.

بدوره يتصدى مشروع «كلمة» للترجمة، الذي أطلقته دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي عام 2007، لمهمة إحياء حركة الترجمة في العالم العربي ودعم الحراك الثقافي الفاعل الذي تشهده أبوظبي للمساهمة بدورها في خريطة المشهد الثقافي الإقليمي والدولي، من أجل تأسيس نهضة علمية ثقافية عربية تشمل مختلف فروع المعرفة البشرية.

وفي الشارقة تعد جائزة الشارقة للترجمة «ترجمان»، الجائزة العالمية الأولى من نوعها في مجال الترجمة والتأليف، لتفتح المجال أمام مختلف دور النشر العالمية والعربية التي تمتلك ترجمات أجنبية، بأي لغة من اللغات، للمشاركة.

من جهتها تتوج دار زايد للثقافة الإسلامية جهودها بإثراء الساحة الثقافية بإصدارات متخصصة تربوية إنسانية قيّمة، حيث تعمل على ترجمة المقالات والنصوص المتخصصة في الثقافة الإسلامية إلى اللغة الإنجليزية ولغات مختلفة.

Email