«المخزن الآلي» في مكتبة محمد بن راشد.. روائع المعرفة رقمياً

«اقرأ» كانت الكلمة الأولى، التي خاطب بها رب الجلالة الرسول الكريم محمد، صلى الله عليه وسلم. إن هذه الكلمة الغنية تختزن مفاتيح المعرفة، وأسرار الجياة. إنها ذخر أنوار الفكر والإيمان، الذي يفتح عيون العقل على المعرفة، ويمهد أمامه الطريق لاكتشاف الآخر، بثقافته وإنسانيته وحضارته وإنجازاته، وبها نكتشف أبعاد الدنيا، ولولاها لم نكن لنقف اليوم على عتيات الميتافيرس والحقبة الرقمية، التي وضعت لها دبي استراتيجية متكاملة. تلك الحقبة تتلمس أبعادها بمجرد الدخول إلى مكتبة محمد بن راشد، التي تشمخ لضمها صرحاً عالياً، يضم ملايين الكتب، كما أنها ترسخ هويتنا، وتثري ثقافتنا وتصنع مستقبل أجيالنا القادمة.

مكتبة محمد بن راش،د التي تضم 7 طبقات غنية بألوان وصنوف الكنوز المعرفية استطاعت أن تتحرر من عباءة التقليدية، وأن تمضي على سكة الرقمنة، حيث لم تغض إدارتها الطرف عن الحقبة الرقمية، مدركة بذلك أهميتها عبر تطبيقها جملة من الممارسات، التي مكنت الروبوتات من لعب دور البطولة، وهي التي اتخذت من ساحات المخزن الآلي ساحة لحركتها، حيث تتحرك فيه وفق أوامر محددة، لتتولى بدورها إحضار الكتب المطلوبة، بناء على الرقم التسلسلي الذي تحمله، في وقت قياسي يقاس بالدقائق فقط، تمهيداً لتسليمها إلى طالبها من زوار المكتبة.

قيمة
الحركة في المخزن الآلي تبدو مذهلة، ومغرية للعين، التي «ستنبهر بحركة الروبوتات»، وبطريقة تعرفها على الكتب، التي تجتمع في صناديق، وتم ترتيبها وفق طريقة معينة تمكن الروبوت من التعرف على الكتاب المطلوب، واستخراجه من بين مليون عنوان، تجتمع تحت سقف المخزن الآلي، الذي تسير فيه منظومة العمل بالذكاء الاصطناعي، حيث تعمل هذه الروبوتات، وفق منظومة عمل ذكية تعمل عن طريق طلب العنوان إلكترونياً، ومن ثم إرسال أمر إلى الروبوتات للبحث أوتوماتيكياً عن «الكتاب»، وجلبه إلى أي من المكتبات التسع المنتشرة في الطوابق السبعة، بينما يتنقل الكتاب عبر مسار إلكتروني، يبدأ من المخزن الآلي وصولاً إلى يد القارئ في الطابق الأرضي، فضلاً عن نظام استرجاع إلكتروني للكتب.

في المخزن الآلي، الذي يعد الأول من نوعه على مستوى الخليج والمنطقة العربية، لا تتولى الروبوتات مهمة نقل الكتب من المخرج إلى الخارج، وإنما تتولى أيضاً مهمة إرجاع الكتب في أماكنها المخصصة، وفي حال كان الطلب عالياً على مجموعة معينة من الكتب، تقوم الروبوتات بتخزينها في مكان قريب جداً من نقطة التسليم، تفادياً لأي عملية تأخير من قبل الروبوت، التي يتوقع أن تنتشر قريباً بين أروقة المكتبة، لتحقق بذلك بعضاً من ملامح خطة إدارة المكتبة، لتشغيل الروبوتات مستقبلاً داخل أروقة المكان، بحيث تتولى بنفسها عملية إحضار وتخزين الكتب وغيرها.

تميز
على سكة الرقمنة تمضي مكتبة محمد بن راشد، وهي التي تستخدم بين جنباتها أحدث تكنولوجيا للمكتبات العالمية والذكاء الاصطناعي، حيث تضم بالإضافة إلى المخزن الآلي، نظام استرجاع إلكتروني للكتب، وأكشاك الخدمة الذاتية، ومختبر رقمنة الكتب، وروبوتات ذكية للرد، تتولى الرد على استفسارات الزوار، إضافة إلى تقنيات الواقع المعزز والافتراضي وغيرها، لذا لم يكن غريباً أن يصل عدد الطلبات من المخزن الآلي إلى حدود 1000 طلب خلال الشهر الأول من افتتاحها، في وقت استقبلت فيه خلال هذه الفترة أكثر من 40 ألف زائر وعضو من مختلف الأعمار والجنسيات، حيث اطلعوا على مرافق المكتبة وخدماتها ومكتباتها المختلفة، فيما بلغ عدد الكتب التي قُرئت أكثر من 14 ألف كتاب في مختلف التخصصات والمجالات.

حركة الروبوتات في مكتبة محمد بن راشد لم تكن قاصرة على حدود المخزن الآلي، وإنما وسعت من نطاقها، لتحط رحالها في أروقة مكتبة الطفل، التي تعودت فيه الروبوتات الرد على استفسارات الأطفال، ومداعبتهم، وتنفيذ أوامر الصغار، كمحاولة من الروبوتات لرسم البهجة على ملامح الصغار.

 

الأكثر مشاركة